لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"استفادة بدل الكراكيب".. سيدات يطلقن مشروع "مقايضة" لتقليل الاستهلاك

08:54 م السبت 16 أكتوبر 2021

هبة ونسمة مؤسسات مبادرة مقايضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

في يناير العام الماضي؛ كانت تفكر نسمة خضر وهبة عزت بأن داخل أغلب البيوت المصرية "دُرج"، يحتوي على أشياء مختلفة لم يعد لها استخدام، لكن مازالت الأسرة مُحتفظة بها "أنه أكيد هتنفع في يوم من الأيام"، لكن تلك المُنتجات "بتفوت عليها سنين وبتزيد وتفضل كراكيب مُهملة في البيت"، من هنا بلورت الفتاتان فكرة لتقليل حجم الأشياء "المركونة" في البيت، كما تحكي هبة لمصراوي.

على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أطلقت نسمة وهبة مجموعة مُغلقة للتعبير عن فكرة المُقايضة لتقليل الاستهلاك. في العصور القديمة كانت المُقايضة العُملة الأساسية لشراء وتبادل المنتجات "فكرنا نرجع لها خصوصًا لما لقينا عندنا فائض من حاجات مختلفة ملهاش استخدام، وممكن نبقى محتاجين حاجة بس مش معانا فلوس دلوقتي نشتريها".

لا سيما نسمة خضر، التي تُعتبر مُدونة مُتخصصة في الموضة، إذ تعج خزانتها بملابس كثيرة "ليه محدش يستفيد بيها؟". لم تتوقع الفتاتان المؤسستان للمجموعة انتشارها بسرعة، والتفاعل عليها بشكل كبير، حتى أنهن شرعن في المشاركة في فعاليات مختلفة في الشهر التالي من إطلاقه "عشان نحكي أكثر عن المشروع وإزاي فرق مع اللي لجأ للمقايضة، وانعكاس ده على الاستهلاكية".

لكن في مارس من العام الماضي، بعد شهرين فقط من إطلاق مشروعهن، انتشر فيروس كورونا، فأثّرت الجائحة عليهن "بس قررنا أننا نفضل شغالين بفِكر ثاني، وهو مقايضة الخدمات".

ما حدث كان مُلهمًا، سارعت الأمهات والسيدات للمشاركة في الأمر "كلنا كنا قاعدين في البيت وبدأنا أننا نفكر نساعد بعض نتخطى الأزمة نفسيًا"، تقدم بعضهن بأفكار مثل تعليم الأطفال أونلاين المهارات المختلفة "في اللي بدأ يذاكر للأطفال، أو يعلمهم الرسم.. الفترة دي حصل ترابط كبير بين الموجودين على الجروب".

تؤمن نسمة وهبة بالفكرة كثقافة عامة يعملن على نشرها في المجالات المُختلفة، صار الأمر شاغلهن الأول إلى جانب عملهن الأساسي "طول الوقت بنفكر إزاي نطوره، وفي يونيو 2021 قدرنا نعمل تطبيق مُنظم للموضوع".

1

داخل التطبيق الذي يحمل اسم "مُقايضة"، والذي يتم استخدامه بشكل مجاني تام، يوجد عدة أقسام للمنتجات، بين الملابس، الإلكترونيات، الكتب وغيرها "ومش لازم الشخص يقايض في نفس القسم، ممكن حد يقايض ملابس مثلًا بساعة وغيره".

تتحكم هبة ونسمة في الأمر، من خلال قبول طلب عرض القطعة المُراد مقايضتها، يوجد عدة معايير لإدخالها على التطبيق، أولها كتابة وصف المنتج "وأنه يكون في حالة جيدة"، إضافة إلى كتابة مبلغ تقديري لها "في النهاية الموضوع بالمقايضة مقابله مش فلوس، لكن لازم برضو الشخص يعرف ممكن تكلف كام، عشان يقيم هيقايضها بإيه".

لا تدخل المؤسسات للمشروع في أي عملية مُقايضة، يتركان الأمر لمستخدمي التطبيق "إحنا مجرد المنصة اللي بتساعدهم يوصلوا لبعض عشان يتبادلوا الحاجات"، يتوفر التطبيق بنسختين عربي وإنجليزي، فيما يستخدمه حتى الآن قرابة 6 آلاف شخصًا، وتنوي نسمة وهبة العمل على خطة لتسويقه بشكل أكبر في المستقبل.

فئات مختلفة تتواجد على التطبيق، لكن أكثر ما لفت انتباههن، وجود مستلزمات كثيرة للأطفال بحالة جيدة "لأن الأمهات بتشتري كتير جدًا خصوصًا لطفلها الأول، وبشكل سريع الحاجات دي مبيبقاش ليها استخدام للطفل"، صارت الأمهات تعرض المنتجات من ملابس أو أسرة أو أي مستلزمات أخرى وتبادلها بأمر أخر قد يفيدها في المنزل أو طفلها.

تعليقات متنوعة تستقبلها الفتاتان، يشعرهن بأن الثقافة بدأت تتغير تجاه الأمر "في بنت قالت لنا أنا أول سنة في الجامعة مشتريش أي حاجة، وفي نفس الوقت رايحة بهدوم كلها جديدة"، فيما كانت تحتاج سيدة لشراء كرسي طفل للعربية الخاصة بها ولم يكن بحوزتها المال حاليًا "وقايضته بحاجة ثانية"، كذلك أم أخرى تبادلت شيء قديم لطفلها بلعبة حديثة كان يريدها.

أيضًا البعض يلجأ للتطبيق لأمور إلكترونية مثل الفتاة التي استطاعت تبادل شيء لم يعد له استخدام في منزلها، مقابل ساعة ذكية كانت في حاجة لها ولم تكن تحمل أمواله.

كلما تابعت نسمة وهبة الأمر، يشعرن بطاقة وحماس أكبر تجاه الأمر، يلتمسن الأمل في تغير الثقافة والأفكار إزاي "الكراكيب"، وكيفية الاستفادة منه بتقليل الاستهلاك والتوفير. تعمل الفتاتان بشكل أكبر على المشروع لتطويره، تدرس هبة حاليًا ريادة الأعمال للاستفادة للمشروع، إذ صار "واحد من ولادنا، وعايزين نهتم بيه ونكبره".

فيديو قد يعجبك: