لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

100" مليون صحة" للأفارقة.. كيف يرى أبناء القارة السمراء مبادرة السيسي؟

01:49 م الأحد 24 مارس 2019

أبناء القارة السمراء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- رمضان حسن:

في ميدان الأوبرا بوسط القاهرة، بدا المشهد مألوفا للمارة، وجوهٌ سمراء تحتل محيط ساحة ابراهيم باشا، حلقات السمر تجمع جنسيات مختلفة من دول أفريقية، جاءوا إلى القاهرة لاستكمال الدراسة، أو لتقلي العلاج، أو هربا من الحروب الأهلية والمنازعات.

على بعد خطوات من الميدان حارة الصوفي، والتي تسكنها أعداد كبيرة من الجالية السودانية، وتنتشر بها المحال والمطاعم الأفريقية. كاد منتدى الشباب العربي الأفريقي الذي عقد في أسوان الأحد الماضي، أن يمر مرور الكرام، حتى أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبادرة للقضاء على فيروس سي لمليون أفريقي، وذلك على غرار مبادرة " 100 مليون صحة" للمصريين، والتي أطلقتها الحكومة أواخر العام الماضي.

عقد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء الماضي، اجتماعا مع الدكتورة هالة أبو زيد وزيرة الصحة، لاستعراض خطة تنفيذ هذه المبادرة، لتستهدف الحملة 7 ملايين من ضيوف أفريقيا المقيمين بمصر، من خلال تخصيص عدد من المستشفيات في جميع المحافظات لتفعيل الحملة، وفقا لما صرحت به الدكتور هالة أبو زايد، وزيرة الصحة. وكان لهذه المبادرة انعكاسًا إيجابيًا على نفوس الأفارقة في مصر.

أسفل تمثال ابراهيم باشا، بوسط ميدان الأوبرا، جلس "مكاشفي أحمد "، شاب ثلاثيني، ينتظر صديقه "محمد" القادم في أتوبيس رحلات عبر الطريق البري من السودان، ليقيم معه بالقاهرة، يقول إنه مقيم بالقاهرة منذ 3 سنوات "جئت بحثا عن رزقي هنا بعدما انقطع هناك، بعد وفاة والدي"، بعد أن كان يعمل مع والده في مجال التنقيب عن الذهب في أم درغام.

يرى مكاشفي أنه سيكون هناك إقبال كبير من السودانيين الموجودين في مصر، على المستشفيات، لإجراء الفحص بشأن علاج مليون إفريقي من فيروس سي، ويردف: "مبادرة طيبة من الرئيس السيسي، وهروح نحلل دي فرصة حلوة لو حد عنده المرض يتعالج".

"المريض أحد وجوه الضعف والذل".. قالعا "محمد أحمد" الذي يجلس بجانب سياج حديدي منتصف ساحة الميدان، قبل أن يسترسل موضحا "هذا ما تعتقده أغلب قبيلتي في شمال السودان، فالمريض هناك لا يُعلم أحدا بمرضه مهما كان، ويحاول السفر إلى أي دولة لتلقي العلاج على وجه السرعة، ومن الضروري تكرار مثل هذه الحملات بشكل دوري التي تهتم بصحة الإنسان، وخاصة الأطفال، على عكس ما يحدث في السودان، فلا يوجد اهتمام بصحة المواطنين.

قبل 9 سنوات، جاء محمد إلى القاهرة، ليكمل دراسته بكلية التجارة جامعة عين شمس، قبل أن يستقر بحي بولاق بالجيزة، ويتزوج من مصرية، وينجب منها 3 أولاد، ويرى أنه من الضروري استغلال تلك المبادرة، حيث أنه كان ينوي إجراء بعض التحاليل والفحوصات لأولاده في الفترة المقبلة.

"لازم نشجع الحاجات اللي زي دي، لأنها في صالح الإنسان مهما كانت جنسيته".. بهذه الكلمات علق عبد الله عبد الرحمن، 33 سنة، على المبادرة المصرية للقضاء علي فيروس سي، للجاليات الأفريقية في مصر، موضحا أن هذه الحملة مهمة للأفارقة على وجه الخصوص، لما يعانونه من أمراض كثيرة، نظرا للفقر وقلة الخدمات الطبية في دولهم، حيث يرى أن الاهتمام بصحة الناس، وتخفيف آلامهم أمر في غاية الأهمية، وهذا ما لمسه هنا منذ مجيئه قبل 10 أيام من السودان، وذلك بعد تطور الأحداث هناك، وعدم الاستقرار الذي تشهده بلده هذه الأيام.

يضيف عبد الرحمن، أنه يتمنى لدول إفريقيا أن تحذو حذو مصر، حتى يكتشف الإنسان المرض في بدايته، ومن ثم علاجه، "أنسب طريقة لحشد أكبر عدد من الأفارقة للخضوع للفحص، أن تكون عن طريق السفارات الأفريقية، وأن يكون المشاركة في هذه الحملة شرط من شروط تجديد الإقامة في القاهرة".

على مقعد بجوار محطة مترو العتبة، جلست أم محمد، تستريح قليلا. قدماها لم تعد تعينها على المشي لمسافات كبيرة، فالأم لأربع أولاد، جاءت مع أسرتها منذ عام 2009 إلي القاهرة، من دولة غانا، حتى يتلقى زوجها العلاج، تقول الزوجة "زوجي كان مريضا بالفشل الكلوي، وجئنا هنا لعلاجه"، اختاروا أن يرافقونه رحلته لأن فترة علاجه كانت طويلة، "ثم فضلنا العيش بالقاهرة.. الآن نسكن بحارة الصوفي، وسط عدد كبير من السودانيين".

تصمت أم محمد للحظات ثم تردف: "أعلم جيدا أن المرض معاناة كبيرة، فقد عاصرت زوجي يتألم لسنوات، وأرجو أن يتم تنفيذ تلك المبادرة لعلاج الأفارقة، وسأشجع أصدقاءنا للذهاب إلى المستشفيات لإجراء الفحوصات اللازمة".

الدكتور عبد الغني محمد، سفير جمهورية الصومال بالقاهرة، يؤكد لـ"مصراوي" أن السفارة الصومالية سيكون لها دورا مهما في تشجيع الجالية الصومالية على المشاركة في هذه المبادرة الطيبة، موضحا أنه سيتم تبليغ الجالية، وإعطاءها كافة التعليمات والإرشادات، وأماكن المستشفيات المخصصة للحملة، فور انطلاقها.

وأكد أن مصر تعد الدولة الأبرز في القارة الأفريقية، لكونها حاضنة دائما لأبناء كل دول أفريقيا، فهذا ليس جديد على مصر وحكومتها، بحسب تعبيره.

من جانبه، قال "جوزيف مومو" سفير جنوب السودان بالقاهرة، لـ "مصراوي": لم يتواصل معنا أحد حتى الآن بشأن تلك المبادرة، ولكن بالتأكيد نُحيي القيادة المصرية، على المجهود الذي تقوم به، لتوفير كافة الخدمات المتاحة لنا، وندعم هذه المبادرة وسوف نعمل لنجاحها، والاستفادة منها.

فيديو قد يعجبك: