في مصر الجديدة.. ماذا حدث لحديقة "بهجة القلوب" على أيدي هيئة النظافة والتجميل؟
كتبت-رنا الجميعي:
في العاشرة صباحًا لم يكن في ذهن فجر جمال النهري أنها ستجد مُنية عين والدها قد دُمرّت، تبدّل حال يوم أمس، بدلًا من أن يكون احياء لذكرى والدها بتنظيف حديقة "بهجة القلوب" التي قام بتطويرها على مدار سبع سنوات، صار يومًا مُنغصًا على قلوب بنات النهري وأصدقائهم من مُحبي الحديقة.
(النهري في الحديقة)
"كان بقالنا أسبوع بنستعد عشان نحيي ذكرى بابا".. تقول فجر لمصراوي، غير أن أفرادًا من حي مصر الجديدة، على حد قولها، منذ أسبوعين رحل النهري مُخلفًا الحديقة وراءه، هي الإرث الجميل الذي تركه لمُحبين الجمال، والذين تجمّعوا أمس على أمل تنظيف الحديقة مُجددًا بعد رحيله.
لم تتوقع فجر ما حدث حين أبلغها أحد المتطوعين بتدمير الجنينة، رأت ذلك بعينيها "قطعوا أشجار كتير جابوها من النص، منها شجرة عمرها 15 سنة، كسروا شتلات وزرع كتير"، هرولت الابنة تجاه أفراد الحي لمنعهم مما يقوموا به، لكنهم قالوا لها "احنا بننفذ أوامر عليا".
وتُعلّق عبير عيسوي، أحد جيران الحديقة، أن الجهة المسئولة عن التدمير هي الهيئة العامة للنظافة والتجميل "لما قلتله لو أنا عايزة أسقي الزرع بعد كدا، قالي وأنا هساعدكم واداني الكارت بتاعه"، وهو مدحت ابراهيم، مدير عام المنطقة الشرقية لهيئة النظافة والتجميل، بحسب قول عبير، فيما أجابها المسئول عن سبب التدمير "الصيف الجاي والحشرات هتطلع عليكم"، غير أن مصراوي تواصل هاتفيا مع إبراهيم للاستعلام عن سبب هدم الحديقة، ليأتي الرد: "الناس دول كانوا محتليين الجنينة وعاملين حواليها سور وزارعين فيها نخيل".
وأكد مدير عام المنطقة الشرقية لهيئة النظافة، أن الحديقة كانت "مكان فاسد وحصل فيه أكتر من واقعة سيئة".
تعلّمت عبير من النهري على مدار العامين الماضيين كيفية الاهتمام بالنباتات، ورأت تعامل أفراد الهيئة مع الحديقة "كانوا بيموتوا الزرع، قطعوا فروع كاملة من الشجر، وأحواض ريحان ونخل".
"اللي بيحصل دا مش أول مرة يحصل".. هكذا قالت فجر، فعلى مدار سنوات تعرّضت بهجة القلوب للتدمير "لكن كان بقالنا آخر سنتين محصلش فيها أي تخريب"، وإذا ألقت الابنة بنظرها اليوم من الشرفة إلى الحديقة ستجدها حزينة، حيث تقول عبير "تركوا الشجر المقطوع يشغل الطريق لحد النهاردة"، فيما وجه الجيران شكوى رسمية إلى الإدارة المحلية بمجمع التحرير.
لن تستسلم فجر لما حدث كما تقول "هنرجع ننضف الجنينة تاني"، تعلّمت الابنة على يد والدها أن "الجمال موجود بين أطراف أصابعنا"، تعلم جيدًا أن زرع الجمال غير مُكلف، بينما الخراب صعبًا، وتتحسّر عبير قائلة "هل دا عزاء الراجل اللي أخد من عمره 7 سنين بيتطوع لخدمة المجتمع؟".
اقرأ ايضًا عن "بهجة القلوب"
"بهجة القلوب" تفتقد صاحبها.. ما مصير حديقة مصر الجديدة بعد النهري؟
بالصور: من مقلب قمامة لحديقة عطّرة.. شوف أزهار "جمال" واتعلم
فيديو قد يعجبك: