حوار | محافظ الوادي يكشف سبب استمرار حريق "الراشدة" 16 ساعة (فيديو)
كتبت- نانيس البيلي ومحمد بدر الدين:
تصوير - محمود أبو ديبة:
فيديو- نسيم عبد الفتاح:
مساء الجمعة الماضي، اندلع حريق هائل في زراعات نخيل قرية "الراشدة" في مركز الداخلة بالوادي الجديد، استمر لما يقرب من 16 ساعة، وأسفر عن احتراق 20 ألف نخلة على مساحة 150 فدانًا، لتخلّف 47 مصابًا بينهم 11 من الحماية المدنية.
"مصراوي" توجّه إلى قرية "الراشدة" وحاور اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، فإلى نص الحوار:
- كيف بدأ الحريق؟
يوم الجمعة الساعة السادسة مساءً، شب حريق صغير، ولكن بسبب الرياح والعواصف الترابية انتشر بسرعة كبير عبر النخيل الجاف. وتحركت قوات الحماية المدنية من مدينة الداخلة، واستعنا بـ18 سيارة إطفاء من مدينة الخارجة، كما طلبنا من رئاسة الوزراء دعمًا من المحافظات المجاورة ووصل إلينا 15 سيارة من محافظة أسيوط، وعدد من السيارات من محافظة سوهاج.
لكن الحريق استمر طويلًا فطلبنا الدعم من القوات المسلحة، وتم إرسال 4 مروحيات، واتصل السيد رئيس الجمهورية للاطمئنان على سلامة أرواح المواطنين.
- ما هي الإجراءات التي اتخذتها المحافظة لحماية المواطنين؟
بدأنا بإخلاء المنازل القريبة من الحريق، وفصل الكهرباء عن المنطقة، وأبعدنا أنابيب الغاز، وأخرج الأهالي بعض من أثاث منازلهم. ولو كانت النيران التهمت منزل واحد فقط لانتقلت إلى جميع منازل القرية، مخلّفة خسائر كبيرة.
وفي الخامسة من صباح اليوم التالي، شاركت المروحيات وساعدت على إطفاء النيران، لأن دخول سيارات المطافئ إلى حوض النخيل كان مستحيلًا بسبب عدم ملائمة وتجهيز الطريق.
- لماذا استمر الحريق لـ16 ساعة كاملة؟
حوض النخيل مساحته تصل ما بين 70 لـ100 فدان، والنخيل بها جاف، و80% منه غير مثمر. وسرعة الرياح، ساعدت في انتشار الحريق بسرعة.
ولا يوجد طريق ممهّد يمكّن لسيارات الإطفاء الوصول لمزارع النخل. وكانت الأولوية عندنا أن نحافظ على أرواح المواطنين ونحميهم، وهناك أكتر من 100 منزل بمحيط القرية، والحمد لله لم يحترق أي منها، باستثناء منزل واحد فقط مسّته النيران، لكن بعد إخلائه تمامًا من الأفراد والأثاث.
وأصيب 47 شخصَا بحالات اختناق منهم 7 من الحماية المدنية على رأسهم قائد قوات الحماية المدنية، وتم نقلهم إلى الوحدة الصحية بالقرية.
- تكررت الحرائق في حوض النخيل، فماذا قررتم حيالها؟
بعد شهر أو شهرين تقريبًا من اختياري محافظًا للوادي الجديد، أي قبل عام ونصف، حدث حريق ولكنه كان بسيطًا، وكانت الإصابات بين المواشي فقط، وتم الاتفاق بعدها على عدة اجراءات مع المواطنين، بينها توسعة الطريق، لكن عطلتنا عدة أمور بينها نزع ملكية الأراضي.
لكن هذه المرة نفكر في حلول جذرية، وقمنا بعمل "حزام أمن نيران" أي ترك مسافة من 60 إلى 100 متر أمام كل منزل، لا يكون بها نخيل، وأيضًا عمل طرق طولية وعرضية واسعة، على أن يكون الطريق 12 مترًا، يسمح بدخول سيارات الإطفاء إلى داخل حوض النخيل الذي يمتد لثلاثة كيلومتر مربع،
وطرحنا مبادرة لإزالة جميع النخيل بداخل القرية والموافقة على تحويل المساحات الموجودة عليها إلى أراض سكنية، وتم عرض ذلك على السيد رئيس الوزراء، ولو تمت الموافقة ستكون هناك نسبة للدولة في هذه الأراضي ونسبة للمواطنين، وذلك حتى لا يكون النخيل مصدر خطر على المواطنين داخل القرية.
- كم تبلغ مساحة قرية الراشدة؟
4 كيلومتر مربع، وعدد سكانها يتراوح بين 7 إلى 8 آلاف نسمة، في حين أن أكبر قرية في المحافظة يبلغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة.
- كيف تحركتم بعد الحادث؟
بعد الحادث بساعتين كنت متواجدا أنا ورجال الجهاز التنفيذي كله، والسادة نواب البرلمان. وذهبنا الى المواطنين في منازلهم، للاطمئنان عليهم وتأكدنا من عدم وجود إصابات خطيرة، "ومفيش أي عمل بنعمله غير بالتشاور بينا وبين الأهالي ونستمع إلى اقتراحاتهم، واحنا بنفذّها وهما ليهم مطلب واحد أننا نأمن القرية، والحمد لله مفيش أسرة واحدة أضيرت في أحد أفرادها".
- هل خرجت جميع الحالات؟
جميع الحالات تلقت العلاج داخل الوحدة الصحية بالقرية باستثناء حالة أو اثنين نقلا الى مستشفى مركزي بالداخلة.
- ماذا عن تعويض المحافظة للأهالي ؟
الخسائر كانت في النخيل فقط، وستحصر وزارة الزراعة النخيل المثمر وغير المثمر لتعويض الأهالي بشتلات مثمرة، وهناك خطة مطروحة لنزع النخيل غير المثمر.
ووصلت أمس لجنة برئاسة وكيل أول وزارة الزراعة لحصر النخيل المثمر. ولا توجد منازل متضررة في القرية، يوجد فقط 3 مواشي، و10 من الضأن والماعز، وتكفلت الجمعية الشرعية وجمعية مصر الخير بتعويض أصحابهم.
فيديو قد يعجبك: