لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شباب الساحل: "القنديل يعوم في البحر فرحان وإحنا لا"

03:20 م السبت 01 يوليو 2017

شواطئ الساحل الشمالي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-مصطفى فرحات:

تصوير- أحمد لطفي:

بينما تسبح مئات من قناديل البحر على شواطئ الساحل الشمالي، يجلس عشرات الشباب على الشاطئ مكتفين بمشاهدة الأمواج الهادئة، ناعين حظهم السيء "القناديل بتعوم في البحر فرحانه، وإحنا آخرنا حمام السباحة".

على إحدى الصخور في مارينا جلس "أحمد حمدي" ينظر إلى البحر بحسرة مُدليًا قدميه في الماء، بعد أن حاول النزول إليها ولم يستطع خوفًا على نفسه من لسعات القنديل، يقول "أحمد" إن المنظر عندما رآه للوهلة الأولى كان غريبًا عليه ولم يعتد رؤيته في الساحل الذي يرتاده هو وأسرته منذ أربع سنوات، مشيرًا إلى أن أصحابه في شواطئ أخرى مُنعوا منعًا تامًا من النزول إلى البحر "بيقولوا إن فيه نوع معين سام وخطر".

1

بوجه حزين يتحدث "أحمد" عن الإجازة التي أفسدتها القناديل "البحر دلوقتي أصبح عبارة عن قناديل، ولن أعود للساحل الشمالي، إذا استمرت هذه القناديل تسبح في مياهه دون رادع".

على بعد أمتار من الصخرة التي يجلس عليها أحمد، يقع اللسان الخشبي للشاطئ الممتد عبر عدة أمتار متوغلًا في البحر، وقف عليه مجموعة من الشباب بعضهم يحاول إقناع الآخر على تجاوز أزمة القناديل والنزول إلى البحر لأن الأمر ليس جديدًا عليهم، فهم اعتادوا عليها بصفة دائمة كل عام، بينما وقف آخرون يمارس هواية الصيد، واكتفى بعضهم بالتحديق إلى البحر الذي لا يستطيعون نزوله.

2

فوجئ "أحمد بهجت" كما فوجئ غيره عندما رأى منظر القناديل، لكنه حاول أن يهون الأمر على نفسه بأن هذا شيء طبيعي اعتاد رؤيته كل عام "الحقيقة أن الأمر يختلف عن السنوات الماضية، لما قريت عرفت إن دي ظاهرة غير طبيعية، خصوصًا إن الأنواع دي خطيرة".

على الرغم من إن "أحمد" أقنع نفسه بأن لسعات القنديل شيء طبيعي، إلا أنه لم يتمكن من النزول إلى البحر فكان يُضطر أن يذهب مثل رفاقه إلى حمامات السباحة "المفروض إني جاي أنزل البحر مش حمام السباحة" يقولها "أحمد" قبل أن يضيف أنه يتوّق كثيرًا إلى مرة واحدة يقضيها في البحر سابحًا "أنا بحقد على القنديل إنه بيعوم وفرحان وأنا لأ".

3

عندما وصل "أحمد هاني" إلى القرية التي اعتاد أن ينزل بها مع أسرته كل عام، لاحظ الصدمة التي أحدثها وجود القناديل على وجوه مرتادي الشاطئ "لما لقيت الكلام دا نزلت البسين بدل البحر".

لم يستسلم أحمد سريعا، في البداية غير الشاطئ الذي اعتاد النزول فيه، لكنه فوجئ بأن القناديل منتشرة بطول الساحل الشمالي "مارينا كلها بقت قناديل بس".

منذ أربعة أيام استقل "رامي محمد" الشاب العشريني سيارته كي يلحق بأسرته التي سبقته إلى الشاليه الذي يملكونه في أحد شواطئ الساحل الشمالي، لكنه عندما وصل وحاول النزول إلى البحر منعه "عدد لا نهائي من القناديل"، على حد وصفه.

يقول "رامي" إنه قطع كل المسافة بين القاهرة والساحل الشمالي كي يسبح فقط في مياهه التي أصبح مفتونًا بها منذ أن كان صغيرًا "من ساعة ما جيت وأنا مش بنزل غير البسين، كنت ممكن أعمل دا في القاهرة". ويضيف "الناس كلها قاعدة على الشط وخايفة، ومش بيعملوا حاجة غير إنهم يصطادوا القناديل".

4

عقب الذي رآه "رامي" في الساحل انتابته حالة من الحزن، قرر بسببها ألا يعاود النزول إلى البحر مجددًا وأن يكتفي بقضاء بعض الأوقات في حمام السباحة، على الرغم من أنه لا يجد فيه المتعة الكافية. ويقول إنه حاول التحدث مع إدارة الشاطئ بشأن تلك المشكلة عن طريق وضع شباك لكنهم لم يكترثوا لكلامه "ما حدش فكر يهتم".

فيديو قد يعجبك: