في ملتقى الخط العربي.. "الخط يحيا زمانًا بعد كاتبه" - (تقرير)
كتبت - نسمة فرج:
"الخط يحيا زماناً بعد كاتبه" كتبت بيد فنان قديم، يد نسجت حرفاً بجانب حرف، وكلمة إلى كامة حتى اكتملت لوحة جمالية من رشة لون ورشاقة أصابع وروح رسام.
أمس زينت جدران قصر الفنون، بدار الأوبرا، بلوحات تحتوي على آيات قرآنية كتبت بخطوط الثلث والكوفي والرقعة والنسخ فيما جاءت بعض اللوحات التي تحمل عبارات شهيرة مثل "المعرفة قوة" للمفكر الإنجليزي فرانسيس بيكون.
تدفق المئات على قصر الفنون، في تعبير عن مدي ترسخ الخط العربي في وجدانهم لمشاهدة لوحات 115 خطاطا من 15 دولة عربية وأجنبية في ملتقى القاهرة الدولي الثاني لفن الخط العربي.
يقول محمد البغدادي، قومسير عام الملتقي، إن الخط العربي يأتي في مقدمة الفنون الراسخة باعتباره أحد أهم مكونات هويتنا العربية الأصيلة القادرة على التواصل مع الآخر، وإحداث الأثر الإيجابي لتقديم رؤية ثقافية جديدة، ذات مضمون ثقافي قادر على إثراء المرحلة الراهنة بزخم ثقافي وفني نابع من تراثنا وحضارتنا العربية.
أما مسعد خضير البورسعيدي، نقيب الخطاطين يري أن الخط العربى من أرقى وأجمل الفنون فإن له من حسن شكله وجمال هندسته وبديع نسقه ما جعله يخطف الأنظار ويأخذ بالألباب حتى عند الغرب.
"مصر كانت معرض دائم للخط العربي"، الخطاط التونسي عمر الجمني الذي يشارك لأول في المتلقي القاهرة الدولي للخط العربي بثلاث لوحات كتبت بأنامله الذهبية لتجسد فترة زمنية من عمره الفني واللوحات هي قصيدة شعرية وسورتين من القرآن الكريم والتي حاول فيهم ان يقدم صفحة القرآن الكريم بشكل مختلف يجذب العين والقلب بعيدا الشكل الكلاسيكي المعتاد عليه.
يقول الخطاط التونسي، إن المغرب العربي ورث الخط العربي من مصر في العشرينات القرن الماضي وحتي الآن فهي منبع الدائم للخط العربي بداية من كتب وأغلفتها وتترات الأفلام وكلمة النهاية وكذلك برنامج العالم مصطفي محمود الذي كان يقدم في حلقة نوع جديد من الخط العربي بمنتهي الإبداع.
وعن المعرض أكد الجمني ان مصر هي منبع المعارض وهي رائدة في هذا مجال و المعرض هو فرصو لاحياء العلاقات والفن والاستفادة من الخبرات المختلفة.
" أنا فنان تشكيلي من الأساس وليس خطاطا وجاءت مشاركتي بسبب استخدامي لكلمات العربية داخل اللوحة" الفنان التشكيلي شريف رضا الذي يعرض لوحاته الثلاث على جدران قصر الفنون والذي يقوم بالمشاركة لأول مرة في هذا الملتقي ولكن يقوم بعرض أعماله من السبعينات".
وعن المعرض أوضح شريف رضا ان المعرض يحوي على الكثير من اللوحات البديعة ولكنه ينقصه الإهتمام بالإضاءة.
الخطاط حسين يونس جاء من لبنان للمشاركة وبهرته القاهرة وجمهور الملتقي المتعطش للخط العربي ولكن يكن متوقع هذا الإهتمام من قبل الجمهور الذواق والشخصيات التي جاءت إلى المعرض.
"شاركت في معارض دولية كثيرة ولكن لم أجد جمهور متذوق مثل هذا الجمهور" يفتخر الخطاط السوري محمد قنا بوجوده في هذا الملتقي وسط عدد من الخطاطين العرب وأعمالهم المميزة التي زينت قصر الفنون بالأوبرا والتي تؤكد ان الخط العربي في خير وتطور عظيم.
فيديو قد يعجبك: