لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سيول رأس غارب تُجرف "كراسات" الأطفال

08:00 م الأحد 06 نوفمبر 2016

سيول رأس غارب تُجرف كراسات الأطفال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – عبدالله قدري:

تصوير - علاء القصاص:

وقفت منال، أمام بيتها الذي حطمه السيل، وقد عَلَقَ الطين في ملابسها السوداء التي اتشحت بها بعد سيل غارب بأيام، تتذكر ما مضى حين كانت تُدارس أبنائها الثلاث مناهجهم التعليمية.

الآن مزق السيل كتبهم ومذكراتهم، وأصبح أبنائها مثل مئات الطلاب من مدينة رأس غارب الذين ذابت كتبهم في الماء، وظلوا عاكفين في بيوتهم، حتى صدور قرار جديد من محافظة البحر الأحمر باستئناف الدراسة من جديد.

عند اجتياح السيل لمدينة رأس غارب، أصدرت محافظة البحر الأحمر قرارًا بتعطيل الدراسة في المدينة المنكوبة لأجل غير مسمى. أصبحت المدارس خاوية، غارقة في الوحل، فيما هدمت بعض أسوارها المبنية على أساس هش، وظل التلاميذ في بيوتهم يباشرون مع ذويهم محو آثاره.

تقول منال وهي معلمة لديها ثلاثة أبناء، "لدي ولد وبنتين في إعدادي وثانوي، وقاعدين في البيت". وتضيف الأم وقد غلب عليها يأس ممزوج بإرهاق " مدرسة ابني اتهدت، ومش عارفه هودي أولادي فين دلوقتي".

كان أبنائها الثلاث متفوقين في الدراسة خاصة أن والدتهم معلمة، تعمل على مدارستهم للدروس بشكل دائم، وهو ما جعل شعور اليأس يخيم عليها بعد تلاشي مجهودها معهم عقب اجتياح السيل رأس غارب، تقول الأم "مش عارفة لما يرجعوا هيذاكرو ازاي!".

تأثر الأولاد نفسيًا بالسيل، فأبنائها الثلاث الذين لم يتجاوز أكبرهم عمر الـ17 عاما، وهم في عرف القانون لا زالوا أطفالًا، قد رأو أباهم ليلة السيل المفجعة وهو عالق في عمود إنارة مرتفع، حاول الأطفال إنقاذ والدهم وقد حال السيل بينهم، فخشوا أن يكون من المغرقين.

رأت الأم ذلك فحاولت إقناع الأطفال بأن هذا ليس والدهم" قلت لهم ده مش أبوكم، خشيت أن يندفعوا نحوه فأخسرهم مثله". لكن العناية الإلهية أنقذت الوالد من مرمى السيل وكُتب له النجاة.

تتذكر الأم هذا المشهد وما حدث في ليلة السيل، وتخشى أن يكون له تأثيرًا سلبيًا على أبنائها عند عودة الدراسة من جديد. 

لكن محمود العبيري مدير عام الإدارة المدرسية في رأس غارب أكد أن الإدارة أعدت برنامجًا تأهيليًا نفسيًا للأطفال المنكوبين في السيل، وأنه بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم تم إرسال كتب مدرسية جديدة لتعويض الطلبة والتلاميذ الذين غرقت كتبهم في السيل، مؤكدًا أن الدراسة ستعود بشكل تدريجي إلى رأس غارب بداية من الأسبوع المقبل.

وأوضح العبيري أن سيتم عمل دورات نفسية من الإخصائين النفسين في جميع المدارس التسع المنكوبة في رأس غارب خلال الأسبوع المقبل، على أن تبدأ الدراسة بشكل عملي حين تتحسن أحوال التلاميذ، ويصبحون مؤهلين للدراسة.


إقرأ أيضًا:

استمرت 6 ساعات.. قصة البحث عن طفل جرفته سيول رأس غارب - (فيديو وصور)

 

فيديو قد يعجبك: