لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالعربي.. لا يكفي

د. سامي عبد العزيز

بالعربي.. لا يكفي

د.سامي عبد العزيز
07:00 م السبت 01 أغسطس 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بحكم الانتشار وارتفاع معدل اعتماد الأغلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة المواقع الإخبارية، ومن ثم مدى تأثيرها على الرأي العام؛ فقد سعيت لرصد هذا الأمر.. فوجدت أن لدى مصر 14 موقعاً منها 9 تابعة لمؤسسات صحفية أو تليفزيونية خاصة وحزبية تتصدرها اليوم السابع ومصراوي و5 مواقع تتبع الصحف القومية.

وتبين أن 70% من الزائرين من داخل مصر وما لا يزيد في المتوسط على 5% من خارج مصر، تحديداً في منطقة الخليج.

وتبين أن الفيسبوك يأتي رقم واحد يليه تويتر ثم يوتيوب، وتبين أن عدد المواقع الإخبارية المعادية 600 موقعاً، سواء كانت معلنة أو مستترة بأسماء مختلفة، هذا من ناحية الكم وهو يعكس مؤشرات مهمة، منها الزيادة والتنوع العددي، وهو يشير لحجم التمويل والتوظيف المتاح لهذه المواقع والقنوات.

واستكمالاً للاجتهاد في الرصد وقبل التوصل لاستنتاجات وخلاصات، تبين أن المواقع الإخبارية بالإنجليزية 4 مواقع فقط، في مقدمتها الأهرام ويكلي، وتليها مصر اليوم ومصر المستقلة والشوارع المصرية، وذلك حتى تاريخ كتابة هذا المقال.

أما عن أهم المحاور التي تتناولها المواقع المعادية في الفترة من يناير إلى يوليو، فقد سعت للتشكيك في قدرة الدولة على مجابهة تداعيات كورونا، وكذلك موقف مصر من سد النهضة إلى التضييق على الآراء المعارضة وسيطرة الدولة على وسائل الإعلام.

هذه هي مؤشرات الأرقام والإحصاءات. ومن هنا تثور بعض التساؤلات منها أن الكم الكبير من المواقع الإخبارية المصرية باللغة العربية يعني أننا لا نزال نخاطب الداخل، وهذا أمر له أهمية لا شك ولكن أين خطابنا الإعلامي عبر المواقع الإخبارية الموجه للعالم الخارجي الذي يسعى الإعلام المعادي لمخاطبته وكسبه من خلال تشويه صورة ما يحدث في مصر في شكل حملات ممنهجة رسمية وغير رسمية؟

وأين شباب مصر المتعلم الذي يجيد اللغات الأجنبية والذين أعطاهم الرئيس السيسي أكبر اهتمام حقيقي من خلال منتديات محلية وعالمية، ومن خلال إطلاق الأكاديمية الوطنية للتدريب، والذين يفتح معهم الرئيس حوارات ويقدم لهم تفسيرات لكل القرارات والسياسات؟

أين مواقعهم الإلكترونية؟ أين صفحاتهم الخاصة التي ترصد، وتسجل ما يحدث على أرض مصر؟ وأين خطة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في إطلاق موقع يوضح فيه ما يحدث في الساحة الإعلامية ونماذج التعامل الإعلامي مع القضايا الداخلية والخارجية؟

ولا أخفي سعادتي بما أعلنه المجلس من تجهيزه لبرنامج تدريب للإعلاميين وغيرهم والذي أتمنى أن يتضمن مهارات التسويق السياسي بلغات غير العربية. فمن المعروف أن ترك المساحات خاوية يعطي الفرصة للإعلام المغرض أن يتحرك بحرية.

أين مواقع الجامعات المصرية بلغات غير العربية توضح على الأقل نجاحها في تجربة التعلم من على بعد ومرور العام الدراسي بأفضل مستويات النجاح وأقل الأضرار؟

إن مخاطبة العالم بلغته وطريقة تفكيره أمر حتمي، فكما قال الرئيس في حديثه يوم افتتاح منطقة الروبيكي أن حجم التهديدات والمخاطر التي تحيط بمصر أكبر مما يتخيل أحد، ومن ثم فإن التفاعل مع أحداث مصر والتقاط نجاحات الدولة في المضي قدماً ونقلها للعالم بلغته ومن خلال حقائق وأرقام وتفسيرها بمنطق مهمة وطنية لكل مصري في الداخل والخارج.

وأنهي مقالي بنموذج هل حدث أن رأينا موقعاً أو صفحات فيسبوك تنقل للعالم خلو جنوب سيناء وتحديداً شرم الشيخ والغردقة وغيرها من المدن من إصابات كورونا مما يفتح باب عودة السياحة؟

هل انطلقت مواقع أو صفحات عن النقلة النوعية في سانت كاترين وهي واحدة من أهم معالم السياحة العالمية؟

كفانا نحدث أنفسنا ولنتجه لمخاطبة العالم بلغته.

لعل ما يبشر بخير إطلاق الموقع الرئاسي باللغتين الإنجليزية والفرنسية، مما يوسع دائرة التواصل مع العالم الخارجي.

إعلان