إعلان

كلمة لوجه الله بشأن قصر التدريس بأروقة الأزهر على أساتذة الجامعة الأزهرية

كلمة لوجه الله بشأن قصر التدريس بأروقة الأزهر على أساتذة الجامعة الأزهرية

12:37 م الأحد 12 يناير 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – الشيخ أشرف سعد الأزهري الشافعي:

بعض الناس جعله الله سبحانه وتعالى مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وبعضهم جعل نفسه مفتاحا للشر مغلاقا للخير... وإن شر الناس منزلة عند الله تعالى يوم القيامة من تركه الناس اتقاء لشره... وأي شر أشر من منع حلقات العلم من الجامع الأزهر المعمور؟؟؟... ولو كانت النوايا متجهة للإصلاح وتمييز من يصلح ومن لا يصلح لكان هناك آلاف من الجلول والمقترحات التي تساعد على هذا الإصلاح الذي نبغيه جميعا؛ فلتكون مثلا لجنة منصفة محايدة غير موجهة ولا مدفوعة ولا متربصة تستمع إلى تسجيلات المشايخ الأفاضل وهي موجودة صوتا وصورة ثم تكتب تقارير علمية نزيهة عن شروح هؤلاء المشايخ المسجلة صوتا وصورة بفضل الله تعالى.. والمعيار العلمي معروف منذ القدم من عصر السلف الصالح وإلى يوم الناس هذا وهو أن من غلب صوابه على خطئه وخيره على شره وضبطه على عدم ضبطه فهو صالح للتدريس وينبه على ما بدر منه من خطأ وليس المدرس الصالح من لا يخطئ قط؛ فمن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط؟؟؟؟

ونحن مع الرقابة الدائمة على عمل مشايخ الأروقة ومتابعة دروسهم من قبل مشايخ متخصصين من الأزهر بحيث يعين لكل علم مفتشا يمر ولو بطريقة مفاجئة على الأروقة ويحضر بين الطلاب مستمعا لدرس الأستاذ ويكون هناك تقارير دائمة ترفع إلى المشيخة يهذا الشأن... هذا إذا كانت النوايا حسنة ولم يكن هناك نية تربص بهذه الأروقة والقائمين على خدمتها والتدريس بها... وإلا ما الفرق أن يدرس الأزهري المجاز بالتدريس من قبل الجامعة الأزهرية وهو مؤهل بحكم الإجازة الجامعية أن يدرس بمعاهد الأزهر الشريف كتبا مثل الخريدة والجوهرة والسلم والإقناع ما الفرق بين أن يدرس هذه الكتب بالمعاهد الأزهرية أو في مسجد سيدي أحمد الدردير أو العشيرة المحمدية وبين أن يدرسها في أروقة الجامع الأزهر الشريف او مكان آخر؟؟؟؟ أليس العلم هو العلم؟؟؟؟...

هذا مرة أخرى إذا كانت النوايا حسنة ولم تكن هناك نية تربص؛ فنحن مع الرقابة الدائمة والضبط المستمر للعملية التعليمية بما يليق بمكانة الجامع الأزهر الشريف أما أن تلغى جميع الدروس دفعة واحدة وتغلق الأروقة ويعمها السكون والظلام بعد ان كانت عامرة تشع بنور العلم، ويضرب عرض الحائط بمصير الطلاب المساكين الذين لم يجدوا مكانا يشبعهم من حيث المنهج الأزهري وقراءة كتب التراث إلا هذه الأروقة التي تعمل لوجه الله تعالى، والتي لا يكلف مدروسها الأزهر الشريف مليما واحدا بسبب أن بعض المشايخ لم يسلك سبيل الدراسات العليا إما لزهد فيها أو لعدم استطاعة على التوفيق بين طلب العلم وبين ما تطلبه الدراسات العليا من تفرغ أو لعدم مقدرة مادية على مواصلة الدراسات العليا؟؟؟؟؟.. فهذا أمر بشع للغاية وجريمة منكرة لو أن الساعي فيها لم يرتكب جرما ولا ذنبا في حياته إلا هذا السعي لكان هذا كفيلا في تثقيل الميزان بما يستحيي منه أمام الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؛ فالإصلاح لا يكون بالهدم أبدا وإنما بالتقويم أو التقييم والتصحيح والتنبيه والمصارحة واللجوء للمعايير الدقيقة...

للأسف الشديد الكل يعلم، كما يعلم الساعي، كم فرط أساتذة الجامعة الأزهرية في المنهج الأزهري إلى ان انهار انهيارا تاما ودمر تدميرا كاملا؛ بحيث يتطلب هذا المنهج في كل مكان إلا في الجامعة الأزهرية. وكانوا أي الأساتذة الكرام يرون بأعينهم تمدد العقائد الوهابية الفاسدة داخل الجامعة ولم نسمع أن أحدهم - إلا من رحم الله، وهم قلة نادرة جدا جدا- حرك ساكنا أو كتب مقالا أو سجل شريطا يستنكر فيه أو يحذر من استيلاء هذه التيارات الفاسدة على الجامعة؟؟؟ أبدا لم يحدث لخوفهم على مناصبهم ومصالحهم وخوفهم على إعاراتهم بدول الخليج وخوفهم على دنيا فانية لن تغني عنهم من الله تعالى شيئا يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم، حتى خاف أولياء أمور الطلاب المبعوثين على عقائد أبنائهم من الدراسة في الجامعة الأزهرية وترددوا كثيرا في إرسال أولادهم إلى الجامعة وبعضهم صرح بأننا نرسل أولادنا بعقائد صحيحة فيرجعون لنا من جامعة الأزهر بعقائد وهابية فاسدة... أين كان الأساتذة المساعدون والدكاترة المكرمون وهم يتقلبون في المنح والإعارات ويقبضون بالدرهم والدينار والريال والدولار مما حل بالجامعة؟؟؟ وهل يهتمون أصلا بالجامعة أو بالمنهج الأزهري؟؟؟؟ لقد كنت أدرس لبعض الطلاب الأجانب بكلية الشريعة فجاءني أحدهم يوما يبكي وكان طالبا إنجليزيا ترك بلده انجلترا ليتعلم العلم الصحيح في الأزهر الشريف؛ فلما سالت عن سبب نحيبه وبكائه فتح لي كتاب الفقه الشافعي الذي يدرس بالجامعة الأزهرية بكلية الشريعة وقد صدمت من كثرة نقول الأستاذ الدكتور في الفقه الشافعي في الجامعة الأزهرية من أقوال ابن العثيمين الوهابي!!!!... ناهيك عن ضعف المستوى العلمي المعروف عن هؤلاء إلا قلة قليلة نادرة كالكبريت الأحمر ما زالت تطالع وتحترم العلم والشهادة التي تحملها...

كنت أرجو من الساعي في تخريب الأروقة بل أتحداه على الملأ إن كان صادق النية ومخلصا لوجه الله تعالى أن يمدنا بقائمة من الأساتذة المتطوعين مجانا لوجه الله الذي يستطيعون تدريس الكتب التراثية للطلاب، كالورقات بشروحه وحواشيه والإسنوي على البيضاوي بحواشيه واعتراضاته والجوهرة بشروحها وحواشيها والسنوسية بحواشيها والسلم بشروحه وحواشيه، وأن يبذل من الوقت والجهد والصبر في تفهيم الطلاب ما استغلق عليهم من عبارات واصطلاحات هذه الكتب، وهو يعلم علم اليقين أنه لا طاقة ولا قدرة ولا وقت ولا صبر ولا حسبة على هذه المعاناة التي يبذلها المشايخ مجانا لوجه الله تعالى.

منذ أعوام قرر الإمام الأكبر تقرير بعض الكتب الدراسية التراثية على طلاب الجامعة بغرض تدريب للطلاب على التعامل مع الكتب التراثية وفهم اصطلاحات أهل العلم وكان من ضمنها كتاب غاية المرام في شرح تهذيب الكلام...المفاجأة والصدمة أن أساتذة أصول الدين قسم العقيدة قد اعتذروا عن تدريس الكتاب لعدم استطاعتهم التعامل معه وشرحه للطلاب نظرا لعدم تعودهم على شرح كتب التراث وفك اصطلاحاته ورموزه...

عموما بيننا وبينكم الله تعالى يفصل بيننا... ولا سلاح لنا إلا سهام الليل نرسلها على من سعى في الخراب واليباب ولا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل...

 

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن موقع مصراوي.

 

دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن

إعلان

إعلان

إعلان