لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

العذراء والأقباط وأنا

العذراء والأقباط وأنا

12:53 ص الأحد 14 أكتوبر 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب – محمد سلماوي

فى زيارة عمل سريعة مررت بفرنسا فوجدت الصحافة الفرنسية كلها تتكلم عن فيلم لمخرج فرنسى شاب من أصل مصرى أفردت له كبرى الصحف الفرنسية وهى جريدة «لوموند» مقالين فى عددين متواليين، وغطت ملصقات فيلمه حوائط العاصمة الفرنسية.

أما اسم الفيلم فهو «العذراء والأقباط وأنا»، ومخرجه نمير عبدالمسيح، الذى أراد أن يقدم فيلماً عن ظهور السيدة العذراء فى مصر قبل أكثر من 40 عاماً، فسافر إلى مصر ليصور فيلمه ويسجل مغامرته فى تصوير الفيلم فى إحدى قرى الصعيد، التى تعيش فيها أسرته المصرية، فيلتقى بأهل القرية الذين يقصون عليه كيف سافروا إلى القاهرة، ومكثوا الليل بطوله حتى ظهرت لهم العذراء، كما قابل بعض رجال الكنيسة التى ظهرت فيها السيدة العذراء، وتطول رحلة المخرج الشاب فى البحث عن السيدة العذراء، ويأتيه صوت منتج الفيلم من باريس يشكو من أن الوقت قد طال والمال قد شح، وهكذا تتحول قصة عمل هذا الفيلم إلى موضوعه الحقيقى.

إن فيلم «العذراء والأقباط وأنا» هو فيلم يمزج بين الفيلم الروائى والفيلم التسجيلى، وهو أول فيلم طويل لمخرجه ذى الأصول المصرية، الذى أخرج من قبل بعض الأفلام التسجيلية، وقد سعدت أن عرفت أن الفيلم سيعرض قريباً بعد نجاحه فى فرنسا فى كل من بولندا وكندا، ووددت أن يشاهده الجمهور المصرى فهو يتعرض للحظة تاريخية مشحونة بالعواطف لم يعشها الكثيرون.

وقد أعجبنى عنوان الفيلم، الذى وضع المخرج خارج الموضوع، فهو لا يقدم الفيلم بوصفه قبطياً، لذلك فصل فى عنوانه بين نفسه والأقباط، واهتم بتقديم تلك الواقعة التى حدثت بعد هزيمة 1967 فأكدت على وحدة الأقباط والمسلمين، الذين يشتركون فى تقديس السيدة مريم بالقدر نفسه، فكانوا يتدفقون بالآلاف، مسلمين وأقباطاً، على كنيسة الزيتون بشمال القاهرة، آملين أن تظهر لهم العذراء، ففى ظهورها بركة لكل من يراها.

وقد روى نمير عبدالمسيح فى أحاديثه للتليفزيون الفرنسى أن قصة الفيلم بدأت حين كان فى زيارة لوالديه فى مصر لقضاء إجازة أعياد الميلاد، وفى إحدى الليالى جاءت خالته بشريط فيديو يصور ظهور العذراء فوق سور كنيسة الزيتون، وقالت والدته إنها كانت من بعض من شاهدوها، فتولدت على الفور قصة الفيلم فى ذهن «نمير».

أما ما أحزننى فكان السؤال الدائم الذى كان يُوجه للمخرج فى كل البرامج التليفزيونية حول ما إذا كان الفيلم الذى يصور حالة الوئام هذه بين المسلمين والأقباط قد تم تصويره قبل أو بعد الثورة.

إعلان

إعلان

إعلان