من هو القبطي الذي منح المصريين إجازة رأس السنة الهجرية؟

كتب- محمد قادوس:

وسط أجواء إيمانية ونفحات روحانية، يحتفل المسلمون مع غرة شهر الله المحرم، اليوم السبت، لتطل ذكرى رئيس وزراء مصر القبطي بطرس غالي الذي يعد أول من قرر منح المصريين اجازة رسمية في مثل هذا اليوم من كل عام، والذي بدأ عمله رئيساً للوزراء في 12 نوفمبر العام 1908 ومن أول قراراته الهامة قراره أن يكون احتفال مصر بيوم الهجرة "هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام" عيداً دينياً لكل المصريين.

وسار-وقتها- المنادي في البلاد يعلن بأن الحكومة قررت أن يكون أول أيام السنة الهجرية التي توافق يوم السبت أول محرم عام 1327 هجرية الموافق 23 يناير 1909 عيداً تعطل فيه نظارات ووزارات الحكومة ومصالحها والمدارس ودور العلم وباقي الجهات. وذلك في كل عام.

يقول أحمد حسين في كتابه موسوعة تاريخ مصر الجزء الرابع: "انه هكذا تقررت العطلة الرسمية لأعظم مناسبة إسلامية في عهد رئيس وزراء قبطي، وليس ذلك إلا دليلاً علي عمق مصريته .. فما دامت أغلبية البلاد مسلمة فعلى رئيس حكومتها أن يحترم مشاعر هذه الأغلبية المسلمة حتى ولو كان مسيحياً".

وقد احتفل المصريون بهذا اليوم بمجرد سماعهم بقرار الحكومة، وأقيم احتفال بدار التمثيل العربي، وألقى حافظ إبراهيم قصيدة عصماء وعمت الحفلات كل القطر المصري.

وفي 12 يناير عام 1910 أي في العام التالي لصدور قرار اعتبار أول ايام الهجرة عيداً رسمياً. أقام الشباب المصري عدة احتفالات وألقيت فيها القصائد والتواشيح.. وعمت الفرحة طول البلاد وعرضها. وهكذا صار يوم هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة عيداً منذ صدور قرار القبطي بطرس غالي باشا به قبل 111 عاما.