الإيمان بالغيب و10 دروس مستفادة من حادث الإسراء والمعراج يكشف عنها عالم بالأزهر
كتب- علي شبل:
كشف الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، عن بعض الدروس المستنبطة من ليلة الإسراء والمعراج، مستندًا إلى الأحاديث الصحيحة وأهم الدروس الإيمانية والعملية المستخلصة من هذا الحدث العظيم.
يقول العالم الأزهري إن ليلة الإسراء والمعراج كانت حدثًا عظيمًا في تاريخ الإسلام، وهي تكريم للنبي ﷺ وتثبيت له بعد المحن التي تعرض لها في مكة، كوفاة زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب، وزيادة أذى قريش له وللمسلمين. كان هذا الحدث اختبارًا للإيمان ورفعًا لشأن النبي ﷺ، وبيانًا لفضل الأمة الإسلامية.
أما الدروس المستنبطة من الإسراء والمعراج، فيقول لاشين عبر صفحته الرسمية على فيسبوك:
1- الإيمان بقدرة الله المطلقة
• الله سبحانه وتعالى أظهر قدرته في هذا الحدث العظيم، إذ أسرى بعبده محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به إلى السماوات في ليلة واحدة.
• قال الله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى” (الإسراء: 1).
• هذا يُعلمنا أن قدرة الله فوق كل شيء، وأن المستحيل بالنسبة للبشر ليس مستحيلًا على الله.
2- مكانة النبي ﷺ ومنزلته العظيمة
• ليلة الإسراء والمعراج كانت تكريمًا للنبي ﷺ، حيث صعد إلى السماوات العلى، وبلغ سدرة المنتهى، وسمع خطاب الله.
• لقاء النبي بالأنبياء في السماوات يؤكد أنه خاتم النبيين، ويدل على عظمة مكانته عند الله.
3- مكانة الصلاة وأهميتها
• الصلاة فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج، مما يدل على عظمتها ومكانتها في الإسلام.
• الصلاة هي الصلة المباشرة بين العبد وربه، وقد كانت أول عبادة فرضت بهذه الطريقة، مما يبين أنها عماد الدين.
• الدرس هنا أن الصلاة ليست مجرد تكليف، بل هي راحة للمؤمن وتثبيت له.
4- فضل المسجد الأقصى
• الإسراء إلى المسجد الأقصى يدل على مكانته العظيمة عند الله، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
• هذا يُعلمنا أهمية ارتباط المسلمين بالمسجد الأقصى وضرورة حمايته والدفاع عنه.
5- التثبيت في أوقات الشدة
• رحلة الإسراء والمعراج جاءت بعد عام الحزن، لتكون تثبيتًا للنبي ﷺ وإظهارًا لعظمة رسالته.
• كذلك، تُعلّمنا أنه بعد كل محنة تأتي منحة، وأن الله لا يترك عباده المؤمنين في الشدائد دون عون ونصر.
6- الإيمان بالغيب
• حادثة الإسراء والمعراج اختبار للإيمان بالغيب؛ فقد كذب بها المشركون، بينما صدقها المؤمنون وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
• يُعلمنا هذا أن الإيمان بالغيب جزء أساسي من عقيدة المسلم، وأن المؤمن يثق بوعد الله حتى لو لم يدركه بعقله.
7- فضل الجهاد والعمل الصالح
• النبي ﷺ رأى مشاهد من الجنة والنار في هذه الليلة. ومنها رؤيته لمن يزرعون ويحصدون في يوم واحد، فقال جبريل: “هؤلاء المجاهدون في سبيل الله.”
• هذا يعلّمنا أهمية العمل الصالح والجهاد في سبيل الله لنيل ثواب الآخرة.
8- الحذر من المعاصي وأثرها
• رأى النبي ﷺ في المعراج مشاهد تعذيب العصاة، مثل:
• أناس يخمشون وجوههم وصدورهم: هؤلاء الذين كانوا يغتابون الناس.
• أناس يأكلون لحومًا منتنة: هؤلاء الذين يأكلون الربا.
• هذه المشاهد تذكرنا بخطورة الذنوب والمعاصي وضرورة التوبة والابتعاد عنها.
9- أهمية الإخلاص والنية الصالحة
• رؤية النبي ﷺ للملائكة وعباداتهم في السماوات العلى تُبرز قيمة الإخلاص لله في العبادة والعمل.
• كما أن اختيار النبي ﷺ للبن بدلاً من الخمر في تلك الليلة، جاء تعبيرًا عن الفطرة السليمة، وهذا درس للمسلمين للتمسك بالفطرة والبعد عن الانحرافات.
10- ضرورة اليقين والصبر في مواجهة التحديات
• حادثة الإسراء والمعراج كانت اختبارًا كبيرًا للإيمان، حيث كذب بها المشركون، لكن النبي ﷺ واجه ذلك بيقين كامل وصبر عظيم.
• هذا يعلمنا أن الثبات على الحق يحتاج إلى يقين بالله وصبر على الابتلاءات، وأن النصر يأتي بعد الصبر.
11- التذكير بمصير الإنسان بعد الموت
• رؤية النبي ﷺ لمشاهد الجنة والنار تُذكّرنا بالمصير الذي ينتظرنا يوم القيامة.
• هذه المشاهد تدفعنا للعمل الصالح، والابتعاد عن الذنوب، والاستعداد للقاء الله عز وجل.
وختم عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، مؤكدا أن حادثة الإسراء والمعراج مليئة بالدروس التي تُلهم المؤمنين قوة الإيمان واليقين بالله، وتعزز ارتباطهم بالعبادات والقيم الإسلامية، مضيفا: "علينا أن نتذكر أن هذه الرحلة ليست مجرد قصة تُروى، بل هي درس عملي للعقيدة، والإخلاص، والصبر، والتمسك بالفرائض، والعمل للآخرة.. اللهم اجعلنا ممن يثبتون على الإيمان، واجعلنا من أهل الصلاة والعمل الصالح، وارزقنا زيارة المسجد الأقصى، واحشرنا مع نبيك محمد ﷺ. آمين".
فيديو قد يعجبك: