إعلان

ملتقى بالأزهر: الحقائق العلمية تدل على أن رحلة الإسراء والمعراج معجزة عظيمة بكل المقاييس

09:37 م الأحد 26 يناير 2025

ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي

كتب- علي شبل:

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز القرآني في الحديث عن الصعود إلى الفضاء" بمشاركة أ.د/ إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأد/ مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، وحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى، من رواد الجامع الأزهر.

في بداية الملتقى وجه رئيس جامعة الأزهر الأسبق، التحية لشعب غزة على صمودهم في مواجهة العدو حتى تحقق لهم هذا النصر العظيم، بفضل صبرهم على البلاء الذي تعرضوا له، كما أن هذا النصر هو نصر للأمة كلها، ونصر للحق في مواجهة الباطل، سائلا المولى عز وجل أن يرد المسجد الأقصى إلى يد المسلمين مرة أخرى.

وقال رئيس جامعة الازهر الأسبق، إن التقدم العلمي الذي مكن الإنسان من الصعود إلى الفضاء، أخبر عنه القرآن الكريم، قبل أن يكتشف العلم الحديث بتجاربه وأبحاثه آلية تناسب الصعود إلى الفضاء؛ لأن القرآن الكريم أخبر عن كل شيء "ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء" والتقارير التي تنقلها وكالات الفضاء تؤكد أنه عند الصعود إلى الفضاء يحتاج الإنسان إلى الأوكسجين نتيجة ما يحدث من انقباض للصدر بسبب قلة الأوكسجين في رحلة الصعود، ولا يستطيع أن يخرج رائد فضاء خارج مركبة الفضاء بدون أن يكون مجهزًا بجهاز للأوكسجين، لأن الإنسان خرج عن الحدود الكونية الملائمة للحياة الطبيعية، إلى حدود كونية غير ملائمة لحياة الإنسان.

وبين رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن هناك فرقا بين يصعد -وهو صعود الشخص بنفسه- ويصَّعّد -وهو أن يصعد الإنسان مرغما- لأن صعود الإنسان بنفسه فيه يسر وسهولة، أما إذا تصعد الإنسان فإنه يجد مشقة في هذا الصعود لهذا عبر القرآن بقوله "كأنما يصعد في السماء"، أي أن هناك من يدفعه إلى السماء وهو مجبر على هذه الحركة، كما بين أن كل ما علا وارتفع فهو سماء، لأن السماء في اللغة هي مطلق العلو والارتفاع، يقال لكل ما ارتفع وعلا قد سما يسمو، كما أن السماء لها أبواب " كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ" يقصدون أبواب السماء وممراتها، " وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ"، وكل هذه الحقائق العلمية تدل على أن رحلة الإسراء والمعراج معجزة عظيمة بكل المقاييس، لأن حقائقها سبقت العلم الحديث بمئات السنين، الذي أكد بالدلائل العلمية أن الحقائق القرآنية التي جاءت حول هذه الرحلة هي سبيل العروج إلى السماء.

من جانبه قال الدكتور مصطفى إبراهيم عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية: إن عملية الصعود إلى الفضاء تتسبب في نقص الأوكسجين في الجو، ويتأثر الجهاز العصبي لدى الإنسان، فعند صعود الإنسان لأكثر من 4800 متر إلى 7500 متر، يتسبب ذلك في حدوث "اختلال فسيولوجي" وينتج عنه ضيق تنفس، أما إذا صعد الإنسان لأكثر من 7500 متر يتسبب ذلك في حدوث "انعدام فسيولوجي" عندها يفقد الإنسان الوعي بسبب فشل الجهاز العصبي للإنسان في القيام بوظائفه، هذه الحالات ترتبط بالضغط الجوي، وينتج عنه تمدد للغازات الموجودة في تجاويف الجسد، كما يحدث ارتباكات للجسد بأكمله وضيق في التنفس، وقد يصل الأمر إلى حدوث شلل كلي أو جزئي للإنسان بسبب الضغط الجوي.

كما أوضح عضو لجنة الإعجاز العلمي، أن القرآن الكريم بين أن الأرض مغلفة على الإنسان كما في قوله تعالى "ولو فتحنا عليهم بابا من السماء"، وهو دليل على أن السماء لها ممرات محددة، لذلك نجد وكالات الفضاء عند التجهيز لرحلات الفضاء تختار لها أماكن محددة لإطلاق رحلاتها إلى الفضاء، نظرًا لأن الممرات إلى السماء متواجدة في هذه المناطق، لهذا نستطيع أن نفهم أن رحلة الإسراء التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم كانت رحلة إلى مكان عروجه إلى السماء مباشرة، وهذه الممرات أو الأبواب يتفادى بها الإنسان أثناء رحلة الصعود النيازك والكواكب الموجودة في الفضاء، كما أن عملية الصعود إلى الفضاء تحتاج إلى مركبات فائقة السرعة، كما أن الصعود إلى السماء لا تتم في خط مستقيم وإنما تتم في حالة من العروج "فظلوا فيه يعرجون"، وعند خروج الإنسان في رحلة الصعود من نطاق الأرض لا يستطيع الرؤية في هذا الفضاء، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله "لقالوا إنما سكرت أبصارنا"، لأنهم خرجوا من الطبقة المعروفة بطبقة النهار التي تغلف الأرض والتي يصل سمكها (200كم) وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله: "الليل نسلخ منه النهار".

من جانبه أكد مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، أن الإعجاز العلمي هو باب من أبواب التدبر في هذا الكون، لأن لغة العلم لغة عقلية حث عليها القرآن الكريم، وهناك الكثير من الحقائق العلمية الموجودة في القرآن الكريم والذي أثبتها العلم فيما بعد، ومن أهم هذه الحقائق ما جاء في رحلة الإسراء والمعراج من حقائق علمية توصل علم الفضاء فيما بعد إلى أن ما جاء في القرآن دليل على حدوث هذه الرحلة حقيقة وأنها بالجسد والروح معًا.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني" يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان