رئيس الفيفا: تم حقني بـ"فيروس الكرة".. واللعبة بدون جمهور لا تساوي شيئًا -(حوار)
القاهرة - (مصراوي):
قال السويسري جياني إنفانتينو، الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إنه حان الوقت لدمج "اللاعبين والمشجعين" في منظومة اتخاذ القرار داخل المؤسسة الكروية العالمية، بعد أن جرى إهمالهم خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن "الكرة بدون جماهير لا تساوي شيئًا".
وأوضح إنفانتينو في مقابلة مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي، اليوم الجمعة، أنه لا يزال مقتنعًا بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم إلى 40 فريقًا، لضمان تمثيل أكبر عدد من الدول في هذا الحدث التاريخي.
* فزت مؤخرًا برئاسة الاتحاد الدولي بعد منافسة حامية الوطيس مع الأمير علي والشيخ سلمان.. ماذا عن شعورك بعد حسم المنافسة؟
أعتقد أني مازلت لا أدرك ذلك تماماً. كان هناك مزيج من الأحاسيس. انتابتني جميع المشاعر التي يمكن أن تتملك الإنسان في نفس الوقت: السعادة والفخر والمسؤولية. ثقل المهمة التي سأعكف عليها، ولكن أيضاً الشغف والطاقة للقيام بالواجب على الوجه الأمثل. ولكم أن تتخيلوا كل ذلك ينتابني في نفس الوقت وفي نفس الثانية، إلى درجة تجعلك لا تفكر في أي شيء، بل تكتفي فقط بإدراك الإحساس الذي يتملكك في تلك اللحظة. كانت العاطفة هي الإحساس السائد، تماماً مثل ما يجب أن يكون عليه الحال في كرة القدم.
* ماذا تمثل لك كرة القدم؟
تم حقن فيروس كرة القدم في جسمي عندما كنت طفلاً. قام بذلك والدَيَّ الاثنان، وأبي على وجه الخصوص. كنت عاشقاً مجنوناً من عشاق كرة القدم، حيث كنت أسافر مع فريقي أينما حل وارتحل. أتذكر عندما كنت أقول "أنا ذاهب لحضور مباراة"، كنت أُجهز نفسي بارتداء سروال جينز وأسوأ قميص أملكه. أما الآن، فعندما أجلس لمشاهدة مباراة عليَّ أن أرتدي سترة وربطة عنق. أعتقد أننا بحاجة إلى تغيير ذلك، ومن موقعنا القيادي في إدارة اللعبة، يجب أن نشبه المشجعين بعض الشيء وأن نظهر أقل بمظهر السياسيين. إذا تذكرنا أننا بدأنا جميعاً كعشاق ومحبين لكرة القدم، فإن اللعبة ستصبح أفضل بكثير.
* عندما كنت تلعب بانتظام ما هو الموقع الذي كنت تشغله في أرض الملعب؟
كنت عادة أجلس على مقاعد البدلاء – لقد رأيتموني خلال مباراتنا يوم 29 فبراير، ولذلك يمكنكم معرفة السبب!. كنت أحب اللعب في الهجوم، إلا أنني لم أسجل العديد من الأهداف. في واقع الأمر، كنت ألعب فقط لأن والدتي كانت هي التي تتولى غسل قمصان فريق مدينتي. وهذا ساعدني على نيل الفرصة لخوض بضع دقائق من وقت لآخر، عندما كان فريقنا متقدماً في النتيجة ولم يمكن هناك أي خوف من أن أسبب الكثير من الضرر. ولكن مع ذلك فإنني كنت أستمتع كثيراً باللعب عندما كنت شاباً، كما هو الحال الآن كذلك.
*وماذا عن علاقتك مع كأس العالم.. ما هي ذكرياتك الأولى؟
ذكرياتي الأولى تعود إلى نهائيات 1978. كنت في الثامنة من عمري عندما بدأت أشاهدها على شاشة التلفزيون مع والدي. أتذكر [دانيال] برتوني و[ماريو] كيمبيس في المباراة النهائية ضد هولندا. أتذكر المنتخب الإيطالي، الذي بدأ بشكل جيد مع باولو روسي وأنطونيو كابريني، اللذين كانا لاعبين جديدين حينها. ثم كأس العالم 1982، بطبيعة الحال، حيث فازت إيطاليا باللقب. كانت تلك تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لصبي يبلغ من العمر 12 عاماً. إنني أرى نفس الشغف الآن. لقد وقفت على ذلك بنفسي خلال نهائيات كأس العالم 2014. سويسرا بلد دولي للغاية، فعندما تأخذ أطفالك إلى المدرسة في الصباح تجد جميع الأمهات والآباء والأطفال يتحدثون عن فرقهم – الإنجليز والجزائريون والسويسريون والألمان ... في مثل هذه الظروف يدرك المرء مدى أهمية كأس العالم، ويجب علينا ألا ننسى ذلك. يجب علينا صون هذه المسابقة دائماً.
* ما أفكارك ورؤيتك الجديدة الخاصة بتطوير البطولة؟
لا يخفى على أحد أني أؤمن بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم إلى 40 فريقاً. أربعون فريقاً ليس سوى 19٪ من أعضاء الفيفا، وهو رقم ليس بالكبير مقارنة مع نهائيات البطولات القارية، التي تشمل 30٪ إلى 100٪ من الفرق التابعة لها. إننا نعطي ثمانية بلدان إضافية الفرصة للمشاركة، ولكن العديد من الدول الأخرى تحظى بإمكانية حلم المشاركة؛ وخوض التصفيات بطريقة متينة للغاية. بالطبع هناك قضايا نحن بحاجة إلى تحليلها ومناقشتها، مثل: الأثر الذي يتركه ذلك على الجدول العام. شخصياً أعتقد أنه لن يكون له أي تأثير. ولكن علينا أن ننظر إلى هذه الأمور بعناية فائقة وجدية بالغة ومن ثم التحرك إلى الأمام.
* وماذا عن مسابقات الفيفا الأخرى؟
بالطبع بطولات الشبان والشابات تنطوي على أهمية بالغة. لذلك فمن المهم أيضاً أن نفكر في الفئات العمرية: هل مازلنا نركز على الفئات المناسبة أم أننا بحاجة إلى التركيز على فئات أصغر قليلاً. كما يتعيّن علينا معرفة ما إذا كان من المنطقي زيادة حجم البطولات النهائية، في أي حال، التأكد من أن المنافسات الدولية تنظَّم محلياً، بمساعدة من الفيفا.
ليس بإمكان كل بلد المشاركة في كأس العالم. بعض البلدان لن تشارك أبداً أو حتى أنها لن تحلم أبداً بالمشاركة في إحدى البطولات، سواء تعلق الأمر بالناشئين أو الناشئات، أو حتى بالرجال أو السيدات. ولكنها تحتاج بدورها إلى اللعب. يجب أن يكون الفيفا حاضراً لمساعدتها، لأن تنظيم المسابقات هو أساس كل ما نقوم به.
* هل لك أن تشاركنا توقعاتك حول بعض الأحداث القادمة خلال سنتك الأولى في منصب رئيس الفيفا؟
ستكون البداية، بالطبع، مع التصفيات: ستكون عبارة عن احتفال كبير بكرة القدم في جميع أنحاء العالم، حيث تحلم المنتخبات بخوض غمار كأس العالم في روسيا. ثم سنكون على موعد مع نهائيات تحت 17 سنة للسيدات في الأردن وتحت 20 سنة للسيدات في بابوا نيوغينيا ... من المهم أخذ كرة القدم النسائية إلى هذه البلدان؛ وجعلها تنفتح على آفاق جديدة. سأكون هناك بالتأكيد وسيكون من دواعي سروري أن أشارك في هذه المسابقات، لنظهر للعالم أننا ممتنون إلى الأردن وبابوا نيوغينيا، وأننا أيضاً نؤمن بهما وبالأثر الذي يمكن أن تخلفه مسابقات من هذا القبيل في تلك البلدان وتلك المناطق.
* ما حجر الزاوية الذي تقوم عليه أفكارك فيما يتعلق بمسألة تطوير اللعبة؟
لقد سافرت كثيراً إلى كل القارات وقمت بزيارة العديد من البلدان ورأيت احتياجاتها بأم عيني. أعتقد أنه بإمكاننا وينبغي لنا أن نفعل الشيء الكثير - ويمكننا أن نفعل الكثير انطلاقاً من القليل. ولكن، بشكل خاص، ما يتعين علينا القيام به هو الاستثمار في برامج مصممة خصيصاً لكل حالة على حدة، لأن الاحتياجات في بوتان، على سبيل المثال، ليست هي نفسها في مدغشقر أو سويسرا أو باراغواي. الاحتياجات مختلفة تماماً، وعلينا أن نحرص على توجيه تركيزنا بشكل محدد إلى كل اتحاد من الاتحادات الأعضاء الـ209، ومساعدته على تطوير كرة القدم وفقاً لاحتياجاته الخاصة.
هل من المنصف القول إن هناك حاجة إلى زيادة مشاركة اللاعبين السابقين، الرجال منهم والنساء، في عمليات صنع القرار داخل أسرة كرة القدم؟
علينا الاستماع إلى اللاعبين وإشراكهم في أنشطتنا، ليس فقط في عملية صنع القرار، ولكن أيضاً في تطوير كرة القدم والأنشطة الاجتماعية - لأننا نضطلع بمهمة بالغة الأهمية من حيث المسؤولية الاجتماعية كذلك. لقد رأينا أن اللاعبين السابقين يحبون المشاركة في أنشطة الفيفا. إنهم حريصون على رد الجميل لكرة القدم، التي منحتهم الكثير. يجب أن نكون قادرين على إدراجهم في العملية ولهذا السبب فإن من بين أولوياتي بالتأكيد تشكيل فريق أساطير ليتألق باسم الفيفا في جميع أنحاء العالم.
* تحدثنا كثيراً عن تجربة كرة القدم من موقع المشجع، حيث يرى الكثير من النقاد أن هناك هوة بين الفيفا وعشاق كرة القدم.. ما الرسالة التي تريد أن توجهها لهم؟
أود أن أطلب منهم أن يثقوا بنا. أن يثقوا بي، لأني من محبي كرة القدم كذلك. أنا مثلهم. أنا أحب هذه اللعبة. وأنا أعرف ما يعنيه أن يسافر المرء كل أسبوع أو أسبوعين لمشاهدة فريقه المفضل، لأنني فعلت ذلك بنفسي مراراً وتكراراً. أنا أعلم ما يعنيه الشغف بكرة القدم ومتابعة فريق ما. كرة القدم من دون جماهير لا تساوي شيئاً. نحن بحاجة إلى اللاعبين ونحن بحاجة إلى المشجعين، وأعتقد أنه تم إهمال هذين العنصرين لفترة طويلة جداً. وقد حان الوقت لتغيير ذلك الآن. حان الوقت لإقحامهم وإشراكهم في كل ما نقوم به.
فيديو قد يعجبك: