لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ترام الإسكندرية" في ورشة.. صور ونوستالجيا تنعش الذكريات

03:00 م السبت 27 مايو 2023

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

منذ دخوله الإسكندرية على شكل عربة تجرها الخيول، احتل الترام مكانة كبيرة لدي سكان الإسكندرية بصفته رابطا مهما للربط بين المدينة التي كانت متقطعة الأوصال قبل عصر النهضة في عهد محمد علي باشا. وبسبب تلك الأهمية والمكانة ظهر الترام طيلة الوقت في كتابات أدباء الإسكندرية، وفي الأفلام، والأعمال الفنية، وبمرور السنوات أصبح الرابط بين الترام وسكان الإسكندرية أقوى وجزءا أساسيا من يومهم.

من منزله بمنطقة فكتوريا التي تقع آخر خط ترام "النصر الزرقاء" يستقل الكاتب "علاء خالد" الترام ليقله في كل الأماكن التي يرتادها بشكل مستمر، منذ عدة أعوام وحتى الآن يسمع علاء عن مشاريع تخص الترام، ما بين إزالة وتطوير: "من وقت طويل وفكرة الكتابة عن الترام تأسرني، المرة دي حسيت إن لو اتشال الترام فيه حاجة هتتغير وكنت كتبت قبل كدة عن الترام، وجاتلي فكرة الحلقة المرة دي عن الترام".

وحلقة "أمكنة" عبارة عن ورشة طويلة يواظب علاء على عملها منذ 7 أعوام، حيث يرى الكاتب مؤسس مجلة أمكنة التي تهتم بالكتابة عن المكان، أنه أحياناً يكون هناك أفكار تصلح لتكون موازيه للمجلة السنوية لكنها لا تتسع لها فيقوم بعمل ورشة للكتابة يضم من خلالها مشاركين والناتج النهائي للورش يكون مطبوعا أو في معرض للصور الفوتوغرافية بمركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية والذي أقيمت به الحلقة.

منذ بداية الإعلان عن الحلقة توافد المشاركين للاشتراك بشروط بسيطة منها كتابة نص قصير عن علاقتهم بالترام، وبعدما قرأ الكاتب النصوص اختار المجموعة بناء على اختلافهم، ومن خلال عدة اجتماعات قرأ المشاركون الكثير من النصوص وشاهدوا مقاطع حول ترام الإسكندرية.

"بالتوازي مع حلقات النقاش عملنا جولات في خطوط الترام ومنها خط النصر وكرموز المنشية ومحرم بك ولحد خط الأنفوشي، نركب الخط وننزل في مكان نتمشى ونركب تاني" المفاجئ في تلك الجولات بالنسبة لخالد هو أن كثيرا من المشاركين لم يركبوا باقي خطوط الترام بالمدينة، ولم يعرفوا الآثار القريبة لها مثل منطقة كوم الشقافة ومقابر الأنفوشي، فأصبحت الجولة تعريفا بالترام والمناطق المحيطة به.

عقب انتهاء الحلقة طُلب من الأعضاء العمل على كتابة نصوصهم وجمع الصور الفوتوغرافية للمعرض، والتدريب لعمل عرض قراءة على المسرح للجمهور: "الفكرة مكانتش صعبة لإن الاستعانة كانت بالذاكرة نفسها، الترام فضاء اجتماعي وعلى الأساس ده النصوص كانت ذاتية جداً ونوستالجية".

تم إصدار المطبوعة في يوم افتتاح المعرض الفوتوغرافي والعرض على المسرح أمام الجمهور ونفذت الطبعة الأولى في نفس يوم صدورها.

الشق الثاني من الورشة كان التقاط الصور الفوتوغرافية للترام أثناء الجولات وذلك لتجهيزها للمعرض النهائي، وهذا الجزء مسؤولة عنه المصورة والفنانة "سلوى رشاد" التي لا تتدخل دائما في مسار الورش، لكنها تتحرك من خلال الفكرة، وبسبب ارتباط الفكرة بالترام تصورت تصوراً سريعاً للمعرض معبرا عن الترام نفسه.

"حسيت إني عايزة أعمل حاجة توصل إحساس الزحمة بتاع المحطات وشفافية الشبابيك بتاعة الترام وحركته نفسها اللي هي حركة بتهدهد الأشخاص" تحكي رشاد. من البداية يتم التأكيد على المشاركين كي يلتقطوا صوراً كثيرة يتم الاختيار بينها في النهاية للمعرض، وتصورت "رشاد" وجود أحجام مختلفة من الصور بسبب التقاط الأعين داخل إطارات مختلفة في الترام مثل الصور من النافذة والصور من الباب وداخل العربات نفسها. ورغم أن المشاركين معظمهم لم يكونوا مصورين محترفين والتقطوا الصور بهواتفهم لكن تلك الحدود اعتادت عليها رشاد في تنسيق المعارض المصاحبة للحلقات.

تم تصميم المعرض بألواح شفافة مثبتة في الأسقف وغير مثبتة من الأسفل لتتحرك حركة غير منتظمة مثل حركة الترام نفسها ،والمادة الشفافة المكونة منها الألواح والملصق عليها الصور تتيح للمتفرجين أن يلتقطوا الإحساس نفسه كأنهم يطلون من نافذة الترام على العالم عبر الزجاج: "انطباعات الناس عن المعرض كانت هايلة لأن الناس ربطت بين فكرته وقربها من فكرة الترام نفسه وفيه ناس اتفاجئت فعلا من شكل المعرض". وتم إضافة فاترينة زجاجية للمعرض بها عرض لتذاكر الترام المختلفة وتذكارات وصور قديمة لعربات الترام وأشكالها.

في عام 2008 انتقل "آسر مطر" المدرس المساعد بكلية الآداب لإحدى دول الخليج للعمل، وتلك كانت المرة الأولى التي يفارق فيها مدينته الإسكندرية. في فترات الإجازة كان يتحرك بالترام لجولات طويلة بالمدينة يلتقط من خلالها الصور لأماكنه المفضلة بالمدينة وأحدها الترام المرتبط بذكرياته وطفولته كلها.

حينما سمع آسر عن الحلقة قرر المشاركة فيها ولم تكن المرة الأولى له للمشاركة في حلقات أمكنة، فاشترك من قبل في حلقة بعنوان "ألبوم عائلي" وهي عن أفراد العائلة وعلاقتنا بهم: "كنت مدرك أهمية حضوري الحلقة لأني حضرت من قبل، والورش بتكون ممتعة جداً وبنكون من خلالها صداقات كتيرة، تاني فكرة للأهمية هو الترام نفسه أنا من هواة ركوب الترام وحبيت أوثق علاقتي بيه".

على اختلاف أعمار المشاركين شعر "مطر" بأن هناك صلة وثيقة بينهم ومساحات مشتركة مثل ارتباط منازلهم وعملهم بالترام أحياناً. وخلال الجولات أعادوا اكتشاف الترام بطرق مختلفة. كتب مطر نصا طويلا عن مشاهداته في الترام والمجاذيب المتمركزين في عدة محطات وأيضاً باعة الترام الجائلين، وبالنسبة للصور عاد مطر للصور التي كان التقطها منذ عام 2008 وحتى عودته بشكل نهائي للاستقرار في مصر.

"الترام من سنين بيتغير وبيحصل ساعات تطوير أو إزالة وشكل العربيات بيتغير طول الوقت، عندي صور خدتها لعربيات لونها اتغير وشكلها" عقب انتهاء العرض اندمج مطر مع الجمهور الذي كان سعيدا للغاية بفكرة الحلقة والمعرض والمطبوعة التي عملوا عليها لتخرج في أفضل شكل.

فيديو قد يعجبك: