سارة صبري أول مصرية.. ما هو رائد الفضاء الأنالوج؟
اسم "سارة صبري".. انتشر بقوة مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد الاحتفاء بها كـ"أول رائدة فضاء مصرية". لنكتشف فيما بعد أنها "ليست رائدة فضاء" بالمعنى المعروف، وأن الأمر لا يتعدى كونها "أول مواطنة مصرية ستزور الفضاء".
بداية قصة "سارة" وقعت عندما أعلنت شركة "بلو أورجين" (Blue Origin) الخاصة بإطلاق الرحلات الفضائية، عن طاقمها الذي سيسافر لأداء مهمتها "NS-22".. هذا الطاقم يتكون من 6 أفراد، أغلبهم أمريكيو الجنسية، فيما عدا رجل الأعمال البرتغالي، ماريو فيريرا، والمهندسة المصرية، سارة صبري.
سرعان ما امتدت الإشادة بـها إلى وكالة الفضاء المصرية، التي قدمت عبر صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك" التهنئة لها تحت عنوان "نبارك بكل فخر أول رائدة فضاء مصرية".
لكن شركة "بلو أورجين" (Blue Origin) أشارت إلى أن "سارة" هي "أول رائدة فضاء تناظرية في مصر"، وهو ما تُعرف به "سارة" نفسها أيضًا عبر حسابها على موقع "LinkedIn".
هذا المسمى يعني أن "الشخص قرر أن يلعب دور رائد الفضاء خلال محاكاة بها مهمات شبيهة بغرض الاستكشاف"– بحسب موقع " ”Lunares Space- أي ليس رائد فضاء محترفا.
وأوضح موقع الشركة أن "سارة" أكملت بالفعل العام الماضي محاكاة لمدة أسبوعين للظروف القاسية التي يعيشها رواد الفضاء.
وبالبحث على الحساب الخاص بــ"سارة" على موقع "LinkedIn"؛ فقد ذكرت أن تلك المحاكاة هي "مهمة عزل لمدة أسبوعين في بولندا.. وأنها كانت مسؤولة عن إجراء البحوث الطبية على نفسها وطاقم العمل، وتقديم الدعم في حالات الطوارئ".
وأجريت هذه المحاكاة مع "”Lunares Space Research Station وهي – وفقا لموقعها "محطة أبحاث تمثيلية لمحاكاة مهمة الفضاء معزولة تمامًا عن البيئة والمناطق السكنية، ويمكن لها إجراء مهمة على القمر والمريخ لمدة أسبوعين لطاقم مكون من 6 أشخاص.. وتهدف إلى إنشاء منصة بحثية لدعم التطور العلمي والتكنولوجي في استكشاف الفضاء".
تتطلب هذه المحاكاة فقط أن يكون العمر ما بين 21 – 65 عاما، إجادة الإنجليزية، وبحد أدني شهادة البكالوريوس.، على أن تتكلف 1750 يورو (34 ألف جنيه مصري تقريبًا).
وقد يُطلب من المشترك – بحسب قواعد المحطة - تغيير عاداته الغذائية وإتباع نظام خلالها، وممارسة الرياضة من ساعة إلى اثنين، كما ستقتصر الاتصالات مع المقربين على رسائل البريد الإلكتروني، فلا يُسمح باستخدام الهواتف.
شاركت "سارة" في هذه المحاكاة بعد حصولها على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ودرجة الماجستير في الهندسة الطبية من إيطاليا.
تمكنت بعدها من التقدم بطلب للحصول على رعاية مؤسسة "فضاء من أجل الإنسانية" (Space for Humanity)، وهي منظمة غير ربحية تتمثل مهمتها في توفير فرص الوصول إلى الفضاء، وقد عرفت "سارة" نفسها في منشورتها عن الرحلة بـ"رائد الفضاء المواطن" (CITIZEN ASTRONAUT).
تقول "سارة"، في تصريحات تلفزيونية، إن هناك أنواع لرواد الفضاء، أولها المتواجد في الحكومات مثل التابعين لوكالة ناسا، والثاني هو التجاري، الذي يتحمل نفقاته، أما الثالث – وهي منه - هو الذي يذهب لهدف علمي محدد، على أن يتلقى تدريبات مختلفة تمامًا عن رائد الفضاء التابع للحكومة، بالإضافة إلى أن رحلته تكون قصيرة، كرحلتها التي ستستغرق 11 دقيقة فقط منذ الإقلاع من الأرض حتى الهبوط مجددًا.
وقد جاءت لها هذه الفرصة التي تقول إنها "لم تكن متوقعة" بعد اختيارها للمشاركة في رحلة "NS-22" لشركة "بلو أورجين" (Blue Origin)التي ستكون هذه المهمة هي الرحلة البشرية السادسة لبرنامجها نيو شيبرد New Shepard))، والثالثة هذا العام، والثانية والعشرون في تاريخها.
تطلق الشركة رحلاتها من غرب ولاية تكساس الأمريكية تحت عنوان "قم بشراء مقعد بجانب النافذة في رحلة فضاء ستغير حياتك"، عن طريق ملئ استمارة بها بعض البيانات، سبب الرغبة في المشاركة، والحديث عن المغامرات السابقة.
لم يصل لنا رد من الشركة بعد مراسلتها لمعرفة معايير الاختيار والتكلفة. لكن "سارة" تحدثت عن سبب اختيارها كأول فتاة مصرية، قائلة: "يعود إلى المهارات القيادية في مجال الفضاء"، مشيرة إلى أنه يتم إجراء تجارب عديدة على الجسم قبل الرحلة، كما يتم التدريب والمحاكاة للتأكد من تحمل تلك الجولة.
وستحمل "سارة" ومن معها بطاقة بريدية نيابة عن الشركة المملوكة لرجل الأعمال الأمريكي، مؤسس "أمازون"، جيف بيزوس، والتي تنافسها بعض الشركات أبرزها شركة "سبيس إكس" لـرجل الأعمال إيلون ماسك.
في ثلاث دقائق يجب على "سارة" التركيز جيدًا لمطالعة الأرض من الفضاء.. وأوضحت أن فائدة هذا الأمر "التأثير على نظرتها العامة للمشاكل في الأرض، حيث لاحظ العلماء حدوث تأثير على المخ في هذه اللحظة".
وبعد عودتها من تلك الرحلة المقررة قريبًا؛ تسعى "سارة" المقيمة حاليًا في برلين، للحصول على درجة الدكتوراه الفترة المقبلة، إلى جانب عملها كمؤسسة لشركة "مبادرة الفضاء العميقة" (DEEP SPACE INITIATIVE)، والتي تُعرفها بأنها "منظمة غير ربحية تهدف إلى زيادة إمكانية الوصول إلى الفضاء واستكشافه"، ويعرض موقعها فريق من المتخصصين لخدمة ذلك الهدف مع بعض المحتوى الذي يخص التعرف على بيئة الفضاء.
وتقول "سارة" – وفقا لما نقلته عنها مؤسسة "فضاء من أجل الإنسانية": "أعتقد أن مشاركة تجربتي مع العالم سيحفز جيل من الشباب المصري على التعليم، ويساعد في تغيير نظرة المرأة في العالم العربي، وإظهار للعالم ما نحن قادرون عليه حقًا."
فيديو قد يعجبك: