لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصة "مريم" مترجمة مؤتمر مدرب السنغال: "كنت بقول من جوايا يارب مصر تكسب"

02:13 م السبت 26 مارس 2022

مريم عبدالحكيم خلال المؤتمر الصحفي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

خلال مباراة مصر والسنغال كانت مريم عبدالحكيم بمقصورة الإعلاميين تُشجع المنتخب الوطني، تقفز فرحا حين يُسدد هدف في شباك المنافس ويصيبها الرعب إذا اقتربت الكرة من مرمى الفريق المصري، فيما تبدل الوضع حينما بدأ المؤتمر الصحفي عقب المباراة المنتهية بفوز مصر بهدف نظيف، خلعت صاحبة الـ25 عاما رداء التشجيع، وارتدت ثياب الحيادية؛ جلست على منصة الضيوف لتتولى مهمة الترجمة الفورية خلال المؤتمر الصحفي التالي للمباراة بحضور أليسو سيسيه المدير الفني للفريق السنغالي، واللاعب كاليدو كوليبالي.

الواحدة ظُهر أمس تواجدت مريم رفقة زملائها في ستاد القاهرة الدولي، لتيسير عمل الإعلاميين، اعتادت خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة على ذلك النوع من الإرهاق "بيبقى يوم طويل وصعب ومليان تفاصيل.. بس احنا بنكون مبسوطين" تقول مريم لمصراوي.



منذ عام 2019، تتطوع مريم في بطولات الكُرة المختلفة "كانت أول مرة في كأس أمم إفريقيا"، حيث انحصر دورها في مساعدة الفرق الإعلامية المصرية وغير المصرية داخل الاستاد وفي المؤتمرات الصحفية، لكن الشابة أرادت وقتها خوض تحدٍ آخر "قررت أتطوع كمان كمترجمة وساعتها وبعد اختبارات بدأت أترجم لأول مرة بس من خلال الكابينة وبتكون الترجمة عبر السماعات".
e78226ff-226a-4f50-874c-dbfcfba8418e

لم يكن تطوع مريم للترجمة يسيرا "بيبقى فيه لجنة اختبارات فيها أساتذة كبار من الإعلام ومن المترجمين لأنه المترجم مش دوره نقل الكلام بس لكن لازم يكون ذكي وقادر يدير الموقف"، اجتازت الشابة الاختبارات بنجاح، وباتت تُطلب للترجمة في عدة أحداث كروية هامة "زي كأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة وبطولة العالم لكرة اليد في 2021"، ورغم أنها تفعل ذلك دون مقابل "بس دايما بكون ممتنة إني الحمد لله بحقق حاجة كويسة وبعمل حاجة بحبها".

تشرّبت الشابة العشرينية اللغة الفرنسية بسبب المدرسة "درست كل المواد بالفرنساوي لمدة 14 سنة" وساعدتها والدتها مُعلمة اللغة الفرنسية في تحسين مستواها، فيما أتقنت اللغة الإنجليزية بالتوازي، إلا أن ذلك لم يمنع الاستعداد جيدا قبل كل مؤتمر صحفي أو مباراة هامة "لازم أراجع تاني المصطلحات المهمة الكروية ولازم أعمل تجربة مع مامتي قبلها"، تُركز مريم كذلك على الكلمات الرسمية "مينفعش أبقى قاعدة جنب مدير فني للفريق وأقوله كلمة فرنساوي عامية أو دارجة"، وحينما تطمئن لمهارتها اللغوية "بستعد لأي مفاجآت ممكن تحصل في المؤتمر.. مش طول الوقت بيبقى الدنيا سلسة"، تعرف المُترجمة ذلك من تجاربها السابقة.

5f653168-ac1c-4af8-9628-684dd99a242c (1)

لا يتوقف دور الشابة عند الترجمة الفورية "لازم أدير الحوار بين الصحفيين والمسئولين بدون ما يحصل أي توتر.. ولازم دا يكون بسرعة ودقة"، أصعب ما يواجهها أحيانا هي الأسئلة الطويلة أو المُركبة "ممكن حد يعمل مقدمة لمدة دقيقتين عشان سؤال واحد وفي النهاية اللاعب أو المدير الأجنبي بيبقى حقه يعرف التفاصيل اللي اتقالت"، لذا تطلب مريم عادة من الصحفيين جعل الأسئلة مباشرة وسريعة، بينما تمر عليها تحديات أخرى "لما مثلا صحفي يسأل سؤال هو ليه غرض منه والطريقة بتاعة السؤال ممكن تضايق المسئول الموجود"، تصبح حينها مهمتها أصعب "بوصل نفس السؤال ولكن بطريقة ألطف متعملش أزمات".

تُحب مريم كُرة القدم "وبعتبر نفسي من مشجعي الدرجة التالتة" تقولها ضاحكة فيما تضيف "دا ساعدني كتير في الترجمة لأني فاهمة في الموضوع"، لكن ذلك لا يؤثر عادة على أدائها كمترجمة "بيبقى مثلا مدير فني بيقول إننا عندنا أمل كبير نكسب الفريق المصري وانا من جوايا بقول يارب مصر تكسب لكن دا مش بيبان أبدا على وشي ولا نبرة صوتي وانا بترجم كلامه"، حدث ذلك بالأمس عندما سيطرت على سعادتها في المؤتمر الصحفي عقب فوز المنتخب، كما تحكمت في مشاعرها خلال المؤتمر الأول المُقام في الليلة السابقة للمباراة.

ردود فعل إيجابية واسعة تلقتها الشابة العشرينية "كل ما حد يكلمني يقولي حاجة لطيفة بفرح وبشكر ربنا جدا.. هو توفيق من عنده"، امتلأت صفحتها الشخصية عبر موقع فيسبوك بمئات الكلمات المشجعة، بين أصدقاء ومشاهدين ونُقاد كرة قدم ومذيعين "فيه كلام كمان جميل إن بنت بتحاول تقدم حاجة مختلفة في مجال كروي ودا كلام أسعدني"، فيما عبر والدها ووالدتها عن سعادتهما بها، لاسيما وقد عايشا قلق ابنتهما قبيل المباراة.
f912ab0d-4424-4c78-8d61-f80d1fe46052

المناسبات الكروية بالنسبة لمريم فرصة لخوض تجربة تسعدها "حاجة بتجدد شغفي"، خاصة وأنها تعمل في شركة فرنسية بعيدا عن المجال الإعلامي، بينما يساعدها على استكمال المسيرة فريق المتطوعين المرافق لها "علاقتنا ببعض قوية وبنشتغل إيدنا في إيد بعض وعايزين طول الوقت الصورة الإعلامية تطلع بأفضل ما يكون".



فيديو قد يعجبك: