انتهت بطريقة سعيدة.. رحلة بحث طالبة كفيفة عن كتب برايل داخل المعرض
كتبت- مروة محيي الدين:
لم يكن سهلًا على أسرة مروة ماضي العثور على كُتب وقصص متنوعة بطريقة برايل بحيث تُيِّسر على ابنتهم قراءة ما تهوى، استغرق البحث ساعات تتنقل بين دور النشر المُشاركة بحوالي 1063 دار نشر مصرية وأجنبية داخل قاعات معرض الكتاب، حتى وجدت رُكنًا مُخصصًا للمكفوفين.
لأول مرة تزور مروة، صاحبة الـ 15 ربيعًا، معرض القاهرة للكتاب، قبل ذلك، لم تكن تعرف عنه غير من حديث أختها التي حضرت قبل عامين عن الفعاليات المُقامة وكيف كانت مُختلفة ومُبهجة للزوار، فأرادات أن تشهد أجواء هذا العام "عايزة تعرف المعرض شكله إيه وبيعرضوا إزاي"، تقول والدة مروة؛ لذا اصطحبها والداها في رحلة يومًا إلى المعرض بعد الانتهاء من الامتحانات.
وكانت الكُتب أكثر ما دار الحديث حولها بينها وأسرتها، ما إن بدأت والدتها في وصف أماكن دور النشر وإلى أي دولة تابعة حتى أن سألتها مروة إذا كان يوجد كُتب بطريقة برايل، لتشتريها، فحاولت الأم أن تبحث عن رُكن يخصص هذه الكُتب فلم تعثر على كتاب واحد.
وانطلقت فعاليات الدورة الـ 53 من معرض القاهرة للكتاب على أرض مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بمقر التجمع الخامس بدءً من 26 يناير الماضي وتستمر حتى 7 فبراير المُقبل.
قبل ست أعوام ويحاول والد الطالبة تعليمها طريقة برايل "لازم نعلم أي حد طريقة برايل لأن الطريق ده طريق النور"، فأصبحت الطريقة التي تستخدمها في القراءة، فكان والدها يقرأ من كتاب ويحضر لها الكُتب بطريقة برايل لتقرأ هي منها.
وبهذه الطريقة تلقت الكثير من العلم "300 بيتا من الشاطبية، والقراءات السبعة، متن الأطفال في التجويد" يحكي والدها، مُدرس علوم شرعية وخطيب بوزارة الأوقاف، وانضمت إلى مسابقة حصلت فيها على المركز الأول على مستوى الجمهورية، وإلى جانب ذلك كُرِّمت في حفل قادرون باختلاف الذي أقامه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الماضية.
اعتاد والد مروة أن يشتري لها الكُتب بطريقة برايل من مكان محدد ولكن غُلق لأزمة انتشار كورونا، فمعرض الكتاب بمثابة فرصة حظيت بها حتى يقتني لها بعض الكُتب التي تحب قرائتها؛ لإسعادها. ولكن خلال جولته الأخيرة بالمعرض فوجئ بوجود ركن أُقيم خصيصًا للمكفوفين "ركن الكتاب الملموس" داخل صالة 4.
كان أول ما لفت انتباه الأسرة لافتة مكتوبة داخل المكان "أصابع كل كفيف"، غير المجسمات "مربع مُجسم تحسه بإيديها"، وكُتب مثل عالم الحيوان وقصص الأنبياء وغير ذلك.
حينها، تحوّل شعور مروة من حُزن إلى سعادة حينما عثرت أُسرتها على مكان مُخصص لكُتب بطريقة برايل، فيما تعبّر والدتها "زي ما بتكوني تايهة ولقيتي حاجة، حست إن ليها هدف في المعرض".
ولكن والداها تمنا لو أن الرُكن مُزود بمُقتنيات أخرى يحتاجها المكفوفين في دراستهم "المسطرة والورق مش لاقياها"، وكانا خير داعم لها في إيجاد الكُتب "مروة بتضايق لما متلاقيش حاجة تخصها، بس بنعرفها إن الحاجات دي للناس كلها".
وتحب الطالبة بالصف الثالث الاعدادي قراءة الكُتب بطريقة برايل على أن تلجأ إلى الكُتب المسموعة، وبعد عثورها على كُتب بطريقة برايل تؤكد بأنها ستكرر الزيارة مرة أخرى الفترة القادمة.
فيديو قد يعجبك: