بالصور- 3 أيام في البئر.. محاولات مستمرة لإنقاذ الطفل المغربي "ريان" (تقرير)
كتب- محمد مهدي:
وحدة وظلام ومخاوف لا تنتهي يعيشها الطفل المغربي ريان الذي يبلغ من العمر 5 سنوات داخل بئر عمقه نحو 32 مترا في قرية تمروت المغربية، لكن في الخارج يقبع العشرات من معدات الحفر ورجال الحماية المدنية وقوات الإنقاذ وعربات الإسعاف فضلا عن وسائل الإعلام في انتظار لحظة إنقاذ حياة الصبي الصغير وإعادته إلى أحضان والدته.
كان ريان قد خرج من منزله الثلاثاء الماضي من أجل اللعب وخلال تحركه في محيط البيت سقط بغتة في حفرة صغيرة قطرها لا يتخطى 25 سنتمترا، أفاق الطفل من الصدمة الشديدة ليجد نفسه محبوسا بالداخل لا يمكنه الخروج فضلا عن إصابته في وجهه وأنحاء متفرقة بجسده وظل هناك لساعات قبل أن تنتبه أسرته لاختفائه والبحث عنه ليكتشفوا سقوط في البئر العميق.
تسارعت دقات قلب الأم الخائفة وتم استدعاء عدد من المتطوعين من أجل السعي لإخراجه لكن المحاولات باءت بالفشل وبعد التواصل مع السلطات تم إرسال العديد من قوات الحماية المدنية، الوقت يداهم الجميع والطفل يدخل في حالة إعياء، لجأوا أولا إلى إنزال كاميرا متخصصة للاطمئنان على صحة ريان، تنفسوا الصعداء عندما تأكدوا أنه لا يزال على قيد الحياة.
عاد الأمل إلى الجميع وتسارعت جهود الإنقاذ، وفقا لوسائل إعلام محلية وعالمية، انطلقت معدات الحفر صوب المكان رفقة متخصصين بجانب استدعاء خبراء في التربة والجولوجيا، بدأت أعمال التوسعة بالقرب من البئر من أجل شق الطريق وإخراج الصبي المصاب، ظهرت تخوفات من تعرض ريان إلى الإغماء أو مضاعفات صحية سيئة لذلك جاءت خطوة إنزال مجموعة من الأطعمة والمياه للصبي ومن بعدها قناع للأكسجين للحفاظ على حياته ومنحه سبل العيش حتى الوصول إليه.
انتقلت أخبار الطفل المغربي إلى العالم بأكلمه، دشن العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجات لدعم ريان وتشجيع رجال الإنقاذ والدعاء له بالعودة إلى منزله مرة أخرى بعد تلك التجربة القاسية، وانضم إليهم العديد من الشخصيات البارزة في المغرب والدول العربية مثل اللاعب المغربي أشرف حكيمي والفنانة أسماء المنور والنجم الجزائري رياض محرز وفي مصر دوّن الفنان هاني رمزي من أجله والفنان محمد هنيدي.
ودخلت مراحل الإنقاذ إلى المرحلة الأخيرة حيث اقتربت قوات الحماية المدنية من النقطة التي يتواجد بها الطفل ريان لكن الحفر يتم بحذر شديد وبطريقة تحتاج إلى وقت كبير حيث يتم إزالة الصخور والأتربة بطريقة أفقية نظرا لوجود تخوفات من وقوع انهيار أرضي في المنطقة وهو ما قد يؤدي إلى كارثة لا يرغب في حدوثها السلطات المغربية، لذلك تعمل المعدات بدقة شديدة لتفادي حدوث أزمات تضع الصبي في وضع خطر وتعيد المحاولات إلى نقطة الصفر.
ولا يتبقى سوى أمتار قليلة تفصل رجال الإنقاذ عن الطفل المغربي، وهو ما دفع السلطات المغربية إلى توفير طائرة تحلق أعلى البئر لنقل ريان إلى أقرب مستشفى في وقت وجيز لإجراء الفحوصات الطبية المختلفة ومنحه الرعاية الصحية اللازمة فضلا عن وجود فريق طبي على أعلى مستوى وسيارة إسعاف مجهزة لاستخدامها في حالة الضرورة فيما يأمل الجميع سرعة إخراج الصبي وعدم الحاجة إلى ساعات أكثر أو حدوث أي طوارئ، بينما تجلس الأسرة في محيط منطقة الحفر لا يكف أحدهم عن الدعاء للابن الصغير .
فيديو قد يعجبك: