صيادون على رأس الإنقاذ.. كيف تفاعل أهالي القطا مع فاجعة منشأة القناطر؟

كتب- عبدالله عويس:

سقط الأطفال في النهر، فهرعت القرية للإنقاذ. على رأسهم صيادون في محيط الحادث، الذي وقع في قرية القطا، مساء اليوم، الاثنين، بمنشأة القناطر بمحافظة الجيزة. على أن عملية الإنقاذ التي جرت سبقتها عمليات إنقاذ أخرى، يقوم عليها متطوعون في لجنة للإنقاذ النهري، بإحدى الجمعيات الخيرية قوامها صيادون في القرية.

كان عصام عبد العزيز رئيس لجنة الإنقاذ تلك، يتابع الحادث، وفور وقوعه هرع صيادون في لجنته لعملية إنقاذ الأطفال الذين سقطوا من سيارة، كانت عائدة من إحدى المزارع، بطريق مصر إسكندرية الصحراوي، وفي طريقها لمحافظة المنوفية، حيث يعيش العمال الصغار.

بحسب الرجل فإن كثيرا منهم يعمل إما في الزراعة أو الشركات المنتشرة فوق أحد الجبال: «يعملون في الزراعة، أو حصد الفاكهة، أو الشركات هناك، ظروف الناس صعبة وكثير من الأطفال يعملون في مثل هكذا أعمال».

شاهد عصام بنفسه، جثتى الطفلة والطفل اللذين استخرج جثمانيهما فريق الإنقاذ التابع له. كان المشهد مأوساويا وصعبا على الرجل، الذي شاهد أمورا مشابهة بنفسه من قبل. كانت الأكفان معه، وينتظر تصريح الدفن الخاص بهما. فيما كان بقية الصيادين يعملون على استخراج باقي المفقودين.

15 عاما وتلك الجمعية تعمل بشكل طوعي، لها «لنشا إنقاذ» مجهزين لمثل هكذا أمور. ما يزالان يبحثان عن المفقودين. فيما استخرج الآخرون أطفالا آخرين بقوا على قيد الحياة: «لدينا 20 صيادا، نخبر مركز الشرطة بما حدث، ثم نبدأ عملية الإنقاذ رفقة رجال الإنقاذ النهري».

لا يعرف الرجل سبب الحادث، كل ما يشغله والذين معه الآن إخراج المفقودين من المياه، في ظل الظلام الحالك في عتمة النيل والليل. ولا يعرف أيضا عصام عدد اللذين سقطوا في المياه: «في بعض الأحيان كنا ننقذ جثامين لأطفال يهربون في الصيف من حرارة الجو بالسباحة في مياه النيل قبل غرقهم، لكن هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها بنفسي حادثا له علاقة بالمعدية».

وكان مصدر مسؤول بمحافظة الجيزة، قد صرح بأنه تم إنقاذ 14 مواطنا، وانتشال جثتين في الحادث. كما أعلن مصدر آخر بوزارة الصحة عن ارتفاع عدد الوفيات إلى 3 حالات، وما تزال جهود الإنقاذ مستمرة.