لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جيهان السادات بعيون أحمد بهاء الدين: "صاحبة النفوذ الطاغي المُغرمة بالخدمة العامة"

10:01 م الجمعة 09 يوليو 2021

جيهان السادات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد شعبان:

في كتابه "محاوراتي مع السادات"، تحدث الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين عن جيهان السادات - التي رحلت صباح اليوم عن 88 عاماً – والأدوار البارزة التي لعبتها في أوساط السياسة والمجتمع المصري لسنوات عديدة، بدأت منذ ستينيات القرن الماضي، خاصة بعد هزيمة يونيو 1967، واستمرت حتى حرب أكتوبر 1973 وما تلاها من سنوات كان فيها الرئيس السادات على رأس الحكم في مصر، فيما كانت جيهان "سيدة مصر الأولى".

يصف "بهاء الدين" في كتابه الذي صدرت طبعته الأولى عام 1987، جيهان السادات بأنها "شخصية غير عادية بكل المعايير، لا أعرف رجلاً أو امرأة من أبسط الناس إلى أكبرهم علماً وثقافة أو مركزاً، عرفها عن كثب وتعامل معها إلا ووقع تحت تأثيرها الطاغي"، ويمضي قائلاً إنها ليست سيدة جميلة وخارقة الذكاء فحسب؛ بل إنها تتميز بمزيج من الصفات التي تستطيع أن تكسب بها الناس بسهولة فائقة لا تقاوم.

صورة 1

مزيج خاص

جيهان صفوت رؤوف المولودة عام 1933 لأب مصري وأم بريطانية، جمعت في تكوينها بين الأبهة والفخامة في أعظم صورها، والأمزجة الشعبية الصميمة، على ما قال الكاتب الراحل "تهوى أثمن الفراء والمجوهرات كما تهوى الطعمية والفول المدمس. وليس هذا مجازاً، فقد كانت السيدة المرموقة زوجة الرجل المرموق تمر على زوجتي كي تأخذها إلى محل ساندوتشات الطعمية الجديد الذي سمعت عنه، ثم إلى محل عصير القصب المفضل لديها في شارع طلعت حرب..".

ليس هذا فحسب، ففي الوقت الذي كانت تواظب فيه جيهان السادات على سماع أم كلثوم - وقت رئاسة زوجها لمجلس الشعب وخلال عمله نائبا لرئيس الجمهورية- كانت تحرص على الذهاب إلى سرادق الفنان الشعبي الكبير زكريا الحجاوي، المفتوح بالمجان للجمهور في ميدان الحسين خلال شهر رمضان.

يحكي بهاء الدين: "كانت تنحشر بيننا في مقاعد السرادق البائسة وسط آلاف فيهم الرجال والنساء العاديون وفيهم السابلة وغوغاء الحواري القريبة، بكل ما يصدر عنهم في السرادق المجاني.."، لكن بعد أن صار السادات رئيسا للبلاد انقطعت عن حضور السرادق الشعبي، وفق ما فرضه الوضع الجديد عليها، كقرينة رئيس الجمهورية.

أم المصريين

بعد 1967، وفيما كانت السلطة العليا مشغولة بلملمة جراح الهزيمة، وإعادة بناء الجيش؛ لعبت جيهان السادات دوراً لافتاً على المستوى المجتمع، يحكي بهاء الدين أنها ذهبت لتستقبل المدنيين المصريين الجرحى بعد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، وجهزت عدداً من السيارات بالاتفاق مع سيدات جمعية الهلال الأحمر، للذهاب فجر كل يوم إلى القناة، لمحاولة تسلم العائدين ونقلهم إلى مستشفيات القاهرة، مستخدمة في ذلك نفوذها لتسهيل الإجراءات وتسريعها.

صورة 2بعد ذلك، استمرت جهودها لتحسين خدمة رعاية الجرحى في مستشفيات القاهرة التي امتلأت بالجرحى "واستخدمت نفوذها لتحسين خدمتهم وتجميع شكاواهم ورسائلهم لأهلهم وتكتب بيدها رسائل من تمنعه جراحه من الكتابة في صبرٍ لا مثيل له"، على ما قال بهاء الدين في كتابه.

في عام 1972، أنشأت جيهان مركزاً للعناية بالمعوقين بعد رؤيتها لكثير من المحاربين على مقاعد متحركة خلال عملها بالمستشفيات أثناء حرب 1967، وبعد حرب أكتوبر استمرت "السيدة الأولى" المُغرمة بالخدمة العامة، في جهودها وأنشأت مركز تدريب لمساعدة المحاربين القدامى المصابين بعجز، بهدف تمكينهم من العودة إلى المجتمع كأعضاء منتجين بدلاً من الاعتماد على المساعدات، وكان ذلك بذرة "مدينة الوفاء والأمل" التي توسعت لتضم مصحات وإسكاناً خاصاً ومستشفى ومدرسة للأطفال المعوقين، فضلاً عن مصنع لإنتاج الأعضاء الصناعية ومركزاً لذوي العاهات العقلية وجمعيات لرعاية الأيتام.

نفوذ طاغي

حين صعد السادات إلى سدة الحكم، بدا جديداً على الرأي العام المصري أن يرى زوجته ترافقه في زياراته للخارج، تتناقل الصحف أخبارها كأول سيدة أولى، ظهورها لافت، للحد الذي تصاعد معه عداء الرأي العام ضدها "نفوذها على الرئيس كان قوياً وهو ما لا يقبله الناس في بلادنا من الرجل العام.."، يقول بهاء الدين.

صورة 3فيما يشير إلى أن نفوذها بقي طاغياً على السادات "حتى انتزع منها عثمان أحمد عثمان جزءاً كبيراً من هذا النفوذ، وصار الرئيس يقضي من الأوقات في شتى الاستراحات مع عثمان أكثر مما يقضي في بيته معها، وتضاءلت سمعة نفوذها إلى جانب تنامي سمعة عثمان أحمد عثمان، الأمر الذي جعلها - رغم المصاهرة بينهما – تكرهه إلى حد كبير"، وفق ما جاء في "محاوراتي مع السادات".

فيديو قد يعجبك: