سجاد قرية دسيا.. كيف وصل "فخر" إنتاج الفيوم إلى جنيف؟
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتبت-رنا الجميعي:
منذ أيام أهدت وزيرة الصحة، دكتورة هالة زايد، مدير عام منظمة الصحة العالمية ، الدكتور تيدروس أدهانوم، سجادة يدوية من الحرير الطبيعي المصنوع بقرية دسيا في محافظة الفيوم، خلال اللقاء الذي جرى بينهما في مقر المنظمة في جنيف.
وتعتبر قرية دسيا من أشهر القرى المُنتجة للسجاد اليدوي منذ أكثر من أربعين عامًا، كما يقول أنور أبو زيد، صاحب شركة الفيومي للسجاد اليدوي. ويحترف أنور الحرفة منذ 25 عامًا.
ولكن كيف وصل سجاد القرية إلى المدينة السويسرية؟ يقول اسماعيل عبد العاطي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية شباب ابدع انطلق، إنه هناك ثمّة تعاون بين القرية الصغيرة والوزارات، خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء، دكتور مصطفى مدبولي، إلى قرية دسيا، في مارس 2019، ومنذ ذلك الوقت هناك اهتمام بالغ بإنتاج القرية من السجاد اليدوي.
ومن أوجه ذلك الاهتمام هو حصول القرية على 45 فدان من مزارع التوت لإنتاج الحرير الطبيعي، كذلك اختلف الوضع بالنسبة للتنسيق مع الأجهزة المختلفة، وارتفاع الجودة، كما أن القرية لديها معرض دائم في وزارة التنمية المحلية لعرض منتجاتها.
يُشير عبد العاطي إلى أن تلك الزيارة كانت فارقة، فقبلها كانت القرية تُعاني من تدهور شديد، منذ عام 2011، حيث زادت الأسعار وانخفض الإقبال على شراء السجاد، ويذكر عبد العاطي أن هناك نحو 800 ورشة أغلقت أبوابها، وحتى الآن استمرت حوالي 200 ورشة في مجال صناعة السجاد.
تأسست جمعية "شباب ابدع انطلق" في 2018، على خلفية المؤتمر الوطني للشباب، ومنذ ذلك الوقت كان التركيز على احياء صناعة السجاد في دسيا، للعمل وتنمية خطوط الإنتاج، ومن بين السجاد الذي حصلت عليه وزارات أخرى أيضَا، كانت وزارة السياحة التي أهدت سجاد القرية إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو.
وقبل شهر رمضان حصل رئيس الوزراء على سجاد دسيا أيضًا، كما يذكر أبو زيد، كما تزيّن مكتب وزيرة الصناعة والتجارة، نيفين جامع، والسبب في ذلك هو المجهود الذي يقوم به جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومجلس تحديث الصناعة التابع لوزارة الصناعة، كذلك اهتمام محافظة الفيوم بالتواصل مع الجهات المعنية.
بعد أعوام من التدهور انتعش حال قرية دسيا، ولا تقوم الآن فحسب على صنع السجاد، بل تعمل على تدريب القرى الأخرى أيضًا، حيث تقوم شركة الفيومي بتعليم فتيات مركز يوسف الصديق، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الأهلية لنشر ثقافة السجاد وتوفير فرص عمل.
وخلال عام ونصف قامت المبادرة بتعليم عدد كبير من الفتيات، وتأمل المبادرة في توفير فرص لألف فتاة للعمل على 500 نول، وقد توقفت المبادرة لفترة بسبب أزمة فيروس الكورونا المستجد، لكنها عادت مُجددًا للعمل منذ أربعة أشهر "وحاليًا اللي ناقصنا إنه يكون معانا جمعيات أهلية أكتر تقدر تكفل المبادرة ماديًا"، ولا تقتصر المبادرة على توفير فرص العمل فقط، بل تقوم بتأهيلهم ليكونوا مُدربات في المستقبل أيضًا.
فيديو قد يعجبك: