"حرائق صغيرة في كل مكان".. علاقة الأمهات بأبنائهن في رواية

كتبت-هبة خميس:

تبدأ احداث الرواية من نهايتها؛ حيث الحريق الذي اشتعل في بيت أسرة ريتشاردسون ليأتي عليه بالكامل، وهروب المراهقة الابنة الصغرى للعائلة، والمسؤولة عن إشعال الحريق.

ومن مشهد النهاية تعود أحداث الرواية لبداية النهاية حيث وصول الأم السوداء "ميا" وابنتها "بيرل" في مدينة "شايكر"، وهي أول مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية التي تُبنى وفق تخطيط بعد مطالبات كثيرة من المجتمع بذلك، لتكون مدينة ذات نظام دقيق وفي تلك الفترة في نهاية التسعينيات.

نتعرف على أسرة "ريتشاردسون"؛ وهي أسرة مؤثرة في المدينة مكونة من الأم التي تعمل في صحيفة مغمورة، والأب المحامي وأربعة أبناء أصغرهم "إيزابيل" المراهقة التي لا تشبه باقي أسرتها، وتنشأ في صراع مع أمها منذ ولادتها.

على العكس من شخصية الأم "ريتشاردسون" الصارمة التي تعيش حياتها وفقًا لإيقاع يومي هي وأولادها، باستثناء الصغرى "إيزابيل"، تبدو شخصية "ميا" بوهيمية متنقلة تفخر بأنها انتقلت إلى معظم الأماكن مع "بيرل"، ظنًا منها أن ذلك مريح لابنتها، لكن على عكسها تود "بيرل" الاستقرار في تلك المدينة بسبب نظام تعليمها المتميز، وصداقتها لأولاد عائلة "ريتشاردسون" التي تستأجرهي وأمها شقة في منزل خاص بهم.

تحمل الرواية الطابع النسوي وتحتك بحياة الأمهات على اختلافهم في الرواية، فالسيدة "ريتشاردسون" تخلت عن حياتها المهنية لتصبح أم، وتحمّل أبنائها قدرًا كبيرًا من المثالية وفقًا لأسلوب حياتها، وابنتها الصغرى التي لم تكن تريد استكمال حملها بها، لا تعرف كيف تتفق معها و تتساءل طوال الوقت إذا كانت تحبها أم لا، والمصورة "ميا" التي تركت جامعة الفنون، وأجّرت رحمها لأسرة لا تستطيع الإنجاب، وتقرر الهرب بالطفلة بعيدًا لتعيش حياة متنقلة خوفًا من اكتشاف حقيقتها، وبسبب قرب ابنتها لعائلة "ريتشاردسون" توافق "ميا" على تقديم خدماتها في التصوير والطهي للعائلة في أوقات ثابتة خلال اليوم.

تظهر في الأحداث الأم الصينية المهاجرة "بيبي تشاو" التي تخلت عن طفلتها الرضيعة بسبب الفقر، فتوضع الطفلة في يد عائلة بيضاء من مدينة "شايكر"، وهي صديقة لعائلة "ريتشاردسون"، ويبدأ الصراع بين الأم الفقيرة و العائلة الغنية.

"حرائق صغيرة في كل مكان" تعتبر الرواية الثانية لكاتبتها "سيليست انج"، وهي كاتبة أمريكية من أصل صيني، تهتم بقضايا العنصرية وكيف يتعامل معها المجتمع الأمريكي القائم على تمجيد البيض أمام باقي الأعراق، تُرجمت الرواية إلى أكثر من ثلاثين لغة، وتصدرت قائمة الأعلى مبيعًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

تحولت الرواية لمسلسل قصير عام 2020، بطولة الفنانة "ريز ويزرسبون"، والفنانة "كيري واشنطن"، ومن إخراج "لين شيلتون" و"مايكل ويفر"، وتم عرضه على منصة "هولو".