لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مقرئون حول العالم (8) محمد وتندري.. تعلقا بالقرآن في أندونسيا وجمعهما بمصر

06:12 م الثلاثاء 11 مايو 2021

محمد وتندري من إندونيسيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

ضجيج السفن في ميناء بنتن بجزيرة جاوة الإندونيسية لم يؤثر على تركيز "تندري تري نور" خلال تلاوته للقرآن الكريم، يغوص في عالمه الخاص رفقة الآيات بينما يطل بوجهه على البحر دون أن يعرف أن ثمة شاب آخر-محمد- يشاركه الحالة ذاتها يعيش في جزيرة سومطرة، ولديه الطموح نفسه بإتقان التلاوة ونشر المصحف في جميع الأقطار بأصواتهما "قراءة القرآن وفهمه هو طريق النجاح في الدنيا والآخرة" كما يقول تندري لمصراوي.

أجاد تندري حفظ القرآن الكريم في طفولته، وعلى الخطى نفسها سار محمد "حفظت أجزاء كبيرة من القرآن في سن الخامسة، وكان لعائلتي دورا مهما في هذا الأمر" يسرد السومطري تجربته بمدرسة علوم القرآن بمدينته- آتشيه دار السلام-وعودته إلى إتمام المصحف كاملا في سن الـ 17 عاما "أردت أن يكون القرآن هو أسلوب حياة وأن أصبح إماما في الدنيا والأخرة لأحقق رغبة والدي وأمي".

سعى السومطري دائما إلى المشاركة في المسابقات المحلية على مستوى المقاطعة أو أندونيسيا "حصلت على جوائز عديدة تذكارية وشهادات تكريم وعُمرة إلى بيت الله الحرام" تندري أيضا لديه صولات وجولات بارزة في تلك المسألة "المركز الأول في مسابقة الإنشاد الديني في 2014 والمركز الثاني في مسابقة تلاوة القرآن الكريم ببلادي في 2017" حتى علم كلا منهما بمسابقة بورسعيد الدولية ليجتمع أبناء الجزر الأندونيسية في مصر.

صورة 1

بالنسبة لتندري يرى في المسابقة المصرية "خبرة وتعلم من المتسابقين الممتازين من دول العالم، سعدت وفرحت جدا بالمشاركة فيها" يشاركه السومطري المشاعر نفسها "انطباعي جيد جدا عن التجربة والمسابقة تُحفظ الأجيال على حفظ القرآن وحبه" بحكم الدولة والجيرة كان التعارف بين الشابين داخل مكان الإقامة وقاعات التحكيم ببورسعيد، دارت الأحاديث عن القرآن الكريم وكيف صار مسارا مشتركا في حياتهما واعتقادهما بأن اللقاء بينهما إشارة قدرية طيبة.

تتفق أذواقهما في حب الاستماع لصوت القارئ الاندونيسي "داروين حسيبوان" هو أحد أشهر الأصوات في دولتهما بينما تتنوع التفضيلات الشخصية في باقي الأصوات، يشعر تندري بالسعادة وهو ينصت لـ "الأساتذة سلمان أمر الله وصديق مليانا" أما عن السومطري فيفضل "الأساتذة مؤمن عين المبارك ومعمر زين العاشقين" فيما تنحاز القلوب في مصر إلى الشيوخ محمود الشحات ومحمود خليل الحصري وعبدالباسط عبدالصمد وأحمد نعينع".

يعتبر تندري نفسه محظوظا بكثرة النعم التي حصل عليها بسبب مصاحبة القرآن "يكشف الغم والهم ويفرج الكرب" يحس بالاطمئنان عندما يقرأ بصوت مجود خاصة السور القرآنية الأقرب إلى روحه "سورة يس والرحمن والواقعة" تنزل على قلبه بردا وسلاما، تجربة مشابهة يمر بها السومطري غير أنها لا تخلو من الصعوبات أحيانا "من آفات العلم النسيان لكني أتغلب عليها بتكرار الحفظ بصورة دائمة".

صورة 2

لا يفوت السومطري أي فرصة للتلاوة في المساجد والمناسبات الدينية داخل جزيرته "كما أشارك في قراءة ما تيسر من الآيات في الإذاعة" يستمتع تندري بخوض تلك الطرق وفي الوقت نفسه يعتبرها طريقة مقاومة للنسيان "بجانب التعود على القراءة بتلاوات مختلفة" ويبقى شهر رمضان الكريم صاحب إطلالة مميزة من بين جميع الشهور لدى أبناء أندونيسيا "نعمل على الإكثار من التلاوة في هذا الشهر الفضيل".

لدى محمد وتندري آمالا كبيرة في دنيا القرآن الكريم، المضي قدما نحو التعلم والمعرفة والاستزادة والتأمل والحفظ بجانب التفسير والدخول في دروب التلاوات الأخرى، وبعد الانتهاء من الدراسة يعود كلٌ منهما إلى جزيرته لتلقين الأطفال الآيات وأصول الدين ومساعدة أصوات جديدة للخروج إلى العالم من أندونيسيا.

فيديو قد يعجبك: