في عصر السوشيال.. للمتحرش عقوبتان: قانونية و"فضيحة عالمية"
كتب- عبدالله عويس:
مثل النار في الهشيم، جابت صور المتهم بالتحرش بطفلة في فناء أحد عقارات المعادي، مواقع التواصل الاجتماعي، محققا شهرة ربما لم يكتسبها من قبل، وإذ أعلنت النيابة العامة التحقيق في الفيديو الذي يخص الواقعة، فإن المتهم قد يواجه عقوبتين، إحداهما وفقا للمنصوص عليه في القوانين، والأخرى ما سيلازمه على مدار فترة طويلة، بانتشار صوره ومعلوماته الشخصية.
متخطيا آلاف المشاهدات والمشاركات والتفاعل، نشر حساب على موقع فيس بوك أمس الإثنين، مقطع فيديو، طالبا من مشاهديه أن يشاركوه، ويظهر فيه شاب يتحرش بطفلة صغيرة، مرفقا بعبارة «الواقعة حدثت في ميدان الحرية بمنطقة المعادي داخل العمارة، والمتحرش نده على البنت الصغيرة، وعمل اللي انتوا شايفينه، ولما واجهته بالكاميرا وشتمته جري، لازم يتحاسب». كان هذا التصرف من شابة مصرية واجهت المتحرش، فيما اعتبرها المصريون بطلة، صادف أن تكون الواقعة التي تصدت لها، في اليوم العالمي للمرأة.
ولأن العالم الافتراضي، لا حيز له ولا نطاق، فإن مقطع الفيديو كان على مئات الصفحات، محققا ملايين المشاهدات، تماما كما كانت صورة الشخص المتهم بالتحرش، والذي وصل كثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى حسابه الشخصي على تطبيق فيس بوك وإنستجرام، كما نشرت معلومات شخصية أخرى عنه، كأرقام هواتف قيل إنها تخصه. فيما كانت صفحته الشخصية مثار حديث وجدل، فالآيات القرآنية والحكم والمواعظ تملأ صفحته، وصوره وهو يؤدي مناسك الحج تظهر بين صورة وأخرى: «لازم الناس تعرف شكله وتحفظه، ده اللي هيوجعه مش حاجة تانية» يحكي محمد السيد الذي سارع إلى نشر صور الشاب، على صفحته الشخصية، مخاطبا متابعيه «احفظوا شكله.. ده المتحرش بطفلة المعادي».
وفقا لخبراء قانون، فإن ما حدث مع الطفلة يمثل هتك عرض، وله عقوبات تختلف عن عقوبة التحرش، وبحسب محمود البدوي، المحامي بالنقض والخبير الحقوقي، فإن هتك العرض في هذه الحالة متكامل الأطراف، بمس مناطق العفة: «والنيابة العامة هيكون ليه محددات هتبص ليها بعين الاعتبار، وفي حال ما إذا كان المعتدى عليه لم يتخط الـ18 عاما، فالعقوبة بتكون أكبر، ولو كان الشخص ده من المسؤولين عنها بشكل ما فبرضه العقوبة هتكون أكبر».
اضطراب البيدوفيليا، والذي يجعل الشخص يشتهي الأطفال جنسيا، يجب أن يخضع صاحبه للعلاج، وبعد توقيع العقوبة عليه، يجب أن يخضع لتأهيل نفسي، ومراقبة بعد ذلك، بحسب هشام ماجد، الطبيب النفسي والمدير العلاجي بمستشفى العباسية للصحة النفسية، لكن الازمة الأكبر وفقا له تكمن لدى الطفلة التي جرى الاعتداء عليها، حين تكبر في السن وتشاهد المقطع من جديد: «هتعيش صدمة نفسية واضطرابات شديدة جدا، وكل ما هتشوف الفيديو كل ما هتتعب أكتر» متمنيا حذف مقطع الفيديو أو إخفاء وجه الطفلة منه. ويثمن ماجد كل محاولات تعريف الأطفال على أشكال التحرش والاعتداء، وتدريبهن على الهروب من مثل هذه المواقف. ليست الطفلة المعتدى عليها فقط ما يقلق الطبيب النفسي، كل معارف المتهم سيمرون بتجربة عصيبة، ستؤذيهم على المستوى النفسي، خصوصا إذا كان له أسرة وأولاد: «والسوشيال ميديا كل حاجة فيها بتتنشر ومبتتمسحش بسهولة ومتقدرش تسيطر عليها، فكل ده هيفضل موجود وباقي».
فيديو قد يعجبك: