إعلان

فنون الجدّات لا تموت.. حكاية إدراج التطريز الفلسطيني على تراث اليونسكو

03:37 م الجمعة 17 ديسمبر 2021

أشكال مختلفة للثوب الفلسطيني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

منذ أيام قليلة تم توثيق التطريز الفلسطيني في لائحة اليونسكو للتراث غير المادي للشعوب وذلك بعد مشوار طويل من المحاولات التي قام بها الفلسطينيون للتغلب على الاحتلال الذي امتدت يده لسرقة التراث الفلسطيني.

صورة 1 (1)

في الجامعة بينما كانت طالبة انتهت للتو "رؤى حافظ" الفلسطينية من قراءة رواية "الطنطورية" للروائية المصرية الراحلة رضوى عاشور وفي الرواية قرأت "حافظ" عن أغنية تراثية فلسطينية لتشعر "حافظ" بأنها تود أن تقرأ أكثر عن تراثها والأغاني وفي نفس الوقت حكت لها صديقة عن فعالية في الجامعة عندهم بالأردن عن فلسطين لتتعرف "حافظ" أكثر على الثوب الفلسطيني وأشكال الغرز المختلفة "في فترة الحجر الصحي بسبب كورونا كنت بدرس دبلومة عن التراث الفلسطيني وكنت شايفة انه هي دي الفكرة اللي بنتمي إلها وهاي الطريقة اللي أساعد بها القضية اني أصير باحثة في التراث".

بالنسبة لـ"حافظ" فمثلها مثل أي سيدة فلسطينية تعتبر الثوب الفلسطيني مهمًا جداً فهو هويتها، فكل منطقة ولها ثوب وكل عائلة لها طريقة في الغرز "بحاول طول الوقت اني أوصل أفكاري من خلال لبسي، ففي أي مناسبة وحدث بلبس ثوبي لأنه بنضل متذكرين بلادنا خاصة واحنا براها مش عايشين فيها"، لذلك في أي تجمع حينما ترتدي السيدة ثوبها فهو بالنسبة لها عز وفخر بانتمائها بأصلها ومنطقتها.

تتذكر "حافظ" واقعة ارتداء ملكة جمال إسرائيل للثوب الفلسطيني بشكل عابر فبالنسبة لها لم تكن الواقعة الأولى من نوعها حيث يحاول الاحتلال طوال الوقت سرقة الهوية والتراث الخاص بالفلسطينيين ومن قبل تلك الواقعة ارتدت مضيفات طيران شركة إسرائيلية زي مسروق من الثوب الفلسطيني لمدينة بيت لحم.

هذه الوقائع لا تُزعج الفتاة الفلسطينية "لأنه احنا أصحاب حق قادرين نفضل نحكي عن هويتنا وأرضنا وحقنا، إذا كانت الأرض نفسها بتعرف مين صاحبها ومين سكانها الأصليين فمهما سرقوا هتفضل أرضنا وهويتنا".

تعتبر "حافظ" التوثيق خطوة في طريق النصر بالنسبة لها، فبينما كانت الأذرع الإعلامية الإسرائيلية قوية وصوتها مرتفع يصل إلى العالم كله وصل صوتهم للتعريف بقضيتهم وأينما يذكر التطريز سيذكر اسم فلسطين لتكون القضية حاضرة دائماَ.

في مصر هناك الكثير من المنظمات التي تعمل على التعريف بالهوية الفلسطينية من خلال الفلسطينيين المقيمين هنا، ومن بين تلك المنظمات إتحاد المرأة الفلسطينية المعني بخدمة الفلسطينيات المقيمات في مصر، ومن اللجان الهامة بالاتحاد لجنة التراث ومهمتها التعريف والتوثيق والتعليم لمفردات التراث الفلسطيني مثل الأغاني التراثية وغرز التطريز نفسها وعلاقتها بالبيئة والفلسطينيين.

1046113518_24_0_3282_2048_1920x0_80_0_0_593b3cf20c1db7d3f983c2975becfb21

ترى الدكتورة ميرفت غزال عضوة إتحاد المرأة الفلسطينية أن هناك الكثير من الأجيال من الفلسطينيين ولدوا خارج وطنهم لا يعلمون الكثير عن تراثه، لذا فـ"دور الاتحاد هو تعريف الأجيال دي على التراث ومن ضمن التراث دة الثوب الفلسطيني.. بنعرفهم على شكله الأول وشكل الغرز ونوعها وحتى بنعلم التطريز دة، وفيه سيدات فلسطينيات مقيمين في مصر بيشتغلوا تطريز ويعرضوا شغلهم تبع الاتحاد كدخل لأسرهم".

بسبب إقامتها في مصر زيادة عن ثلاثين عاماً ترى "غزال" أن هناك الكثير من الاختلاط بين المصريين والفلسطينيين بسبب قرب قطاع غزة لمصر واعتباره بوابتها إلى آسيا، وأيضاً بسبب عدم وجود مخيمات وأماكن تجمع فلسطينيين في مصر فيحدث ذوبان ثقافي بين الثقافتين لدرجة أن هناك الكثير من الأسر بها ثقافتين حيث نشأ جيل كبير مختلط الثقافة خلال العشرون عاماً الماضية لذلك دور كبير من أدوار الاتحاد تعريف تلك الأجيال تراثهم وهويتهم "غرز التطريز الفلسطيني حالياً انتشرت وامتدت للديكور في البيت لجراب الموبايل والنضارة لدرجة إن صديق لنا عامل غطاء البيانو من التطريز الفلسطيني، لأنه التطريز امتد ليشمل كل المجالات الحياتية".

تعتبر "غزال" ذلك الانتشار نوع من أنواع التواصل مع الهوية الفلسطينية فتكون مفردات البيت جزء من تلك الهوية ومن مميزات التطريز الفلسطيني هو اعتباره بوابة للاتحاد للمساعدة المادية وعرض المنتجات بشكل دائم في معارضهم ليقبل الناس على اقتنائها، وبسبب القضية الفلسطينية كان الثوب قديماً مقتصر على الجدات، كما أنهنّ كُن يصنعنه، لكن الآن ترتديه الفلسطينيات من كل الأعمار لدرجة وجود أنواع منه لتلائم الأطفال.

ترى "غزال" فائدة التوثيق الذي قامت به اليونسكو في وجود غطاء قانوني يسمح للفلسطينيين برفع القضايا على إسرائيل لمقاضاتها في حالة محاولة سرقة التراث "خطوة سرقة التراث ليست جديدة على الاحتلال بتذكر مرة شفت دبلوماسية لابسة ثوب مكتوب عليه الأقصى، كأنهم خلقوا قضية زائفة وروجوا ليها" فيما تتمنى "غزال" توثيق الكثير مثل الطعام.

يوم واحد للتراث لا يكفي بالنسبة لـ"غزال" فيجب على الفلسطيني أن يمشي متحدثاً عن قضيته ليؤرخ حقه، وتعبر مفردات حياته اليومية عن هويته وتاريخه الذي مهما فعلت سلطات الاحتلال لن ينمحي أبداً.

فيديو قد يعجبك: