قبل مباراة مصر والدنمارك.. حكايات مشجعين مع كأس العالم لليد
كتب محمد زكريا:
تحظى كرة القدم بشعبية مصرية هائلة، لا تضاهيها فيها لعبة أخرى، لكن مشاركة المنتخب المصري في كأس العالم لليد 2021، يكسب تلك اللعبة اهتمامًا ملحوظًا بين الناس في تلك الأيام. "محمود شيلفرت"، مشجع زملكاوي متعصب، لا يفوت مباراة لفريقه في كرة القدم، لكنه مهتم بمتابعة مسيرة مصر ببطولة اليد منذ بدأت، فيما استعد لمشاهدة مباراتها الصعبة اليوم أمام الدنمارك، في دور الثمانية من البطولة العالمية، وكله أمل في فوز وفرحة وطنية.
منذ كان طفلًا يشجع "شيلفرت" الزمالك، ولا يفوت فرصة تتاح لتشجيعه من المدرجات، ومن باب كرة القدم دخل إلى عالم كرة اليد، ففريق الزمالك هو الأكثر حصدًا لبطولات اللعبة محليًا، ولاعبيه يحظون بسمعة دولية كبيرة، ولا أبرز من ذكر ابن الزمالك أحمد الأحمر، لذا يتابع الشاب مباريات الزمالك في اليد بالبطولات القارية والعالمية، وإن كانت ديربي أمام الأهلي، وبنفس الاهتمام يتابع مباريات منتخب مصر في كأس العالم، لم يفوت واحدة في نسخته السابقة، والآن هو على موعد مع الأمل في بلوغ أدوار متقدمة في كأس العالم الذي يتم على أرض مصر هذه الأيام.
ليس حب الزمالك فقط هو ما ربط "شيلفرت" باليد، لكن لاعتقاده بأنها تشبه القدم في درجة التنافسية والحماس، والخططية الفنية، كما أنها تمتاز عن القدم في اتساع شريحة المتنافسين، الدنمارك وكرواتيا والمجر من أقوى المنتخبات في تلك اللعبة، إلى جانب المنتخبات التي تحجز مراكز متقدمة في الأفضل بالعالم في القدم.
شريف حسن تربطه بكرة اليد علاقة أقدم، وأعمق أثرًا. منذ كان عمره 8 سنوات، لعب شريف كرة اليد، بدأ باللعب ضمن صفوف ناشئي نادي الزمالك، ولعب لنادي الشرطة ومصر للبترول، إلى أن اعتزل اللعبة في عمر 20 عامًا، اعتزل لعبها، لكنه ظل مشجعًا شغوفًا بها.
حسن متابع جيد لمباريات اليد المحلية، يميل إلى تشجيع الزمالك كونه الأول في مصر باللعبة، لكنه غير متعصب، ينتظر بشغف المباريات القارية للفرق المصرية، وبشغف أكبر مباريات المنتخب الوطني، أول كأس عالم يتابعه لليد كان للشباب عام 1993، ولم يفوت من بعدها ولا كأس، واليوم يأمل أن تبلغ مصر دور الأربعة، رغم تقديره لما يعتبرها صعوبة بالغة في تحقيق هذا.
قبل أن تبدأ البطولة، كان حسن من أشد المتفائلين بالمنتخب الوطني، تصور أنه قادر على صنع التاريخ من جديد، أقلها بلوغه الإنجاز الذي تحقق قبل 20 عامًا كاملة، حيث نجح المنتخب المصري في اقتناص المركز الرابع ببطولة العالم 2001 في فرنسا، لكن بمجرد أن بدأت البطولة خفف الأداء في الملعب من حدة تفاؤله.
يرى حسن أن مصدر قوة مصر تأتي من خط دفاعه، لكنه يرى أن الهجوم لا يتمتع بالسرعة الكافية، ويُعقّب على خطة المدرب قائلًا: "محمد سند ده أحسن وينج في الدوري الفرنسي، فكنت متوقع إن المدرب الإسباني يعتمد عليه بشكل أكبر، خصوصًا أنه بيتمتع بسرعة كبيرة تقدر تجاري المنتخبات الكبيرة، لكن المدرب مركز على الهجوم من القلب، وده بيريح أي دفاع في اليد، بعكس فرق أوروبا الكبيرة اللي بتعتمد على السرعة من الأطراف، اللي هو لو دخل فيها جون بترد الجون قبل ما يلحق الدفاع يرد لملعبه، ولو فرقوا بيكون صعب جدًا تعوض خسارتك.. وفي بطولة زي دي محدش هيسمّي عليك".
قوة غائبة عن منتخب مصر على أرضه، وهي الجمهور، كان حضوره قادرًا على صناعة فارق كبير في نظر حسن، لكنه على قناعة بأن المصريين قادرين على تقديم أداء مشرف على كل حال، رغم اعتقاده بصعوبة تحقيق الفوز وبلوغ دور الأربعة على حساب منتخب عملاق كالدنمارك.
لكن الفوز أو الخسارة لا يهم "أم محمد"، السيدة الخمسينية ليست من الشغوفين بكرة اليد، ولا حتى من متابعيها الدائمين، ربما تتابع بعضًا من لقاءات كرة القدم، لكنها تتابع نتائج مباريات اليد منذ بدء كأس العالم 2021، وتنوي مشاهدة مباراة اليوم كاملة، تعتقد أن الأمر يتعدى المنافسة في الكرة أو اليد، فاهتمامها هو على سبيل المؤازرة لتحقيق مصر إنجاز عالمي يشرفها بين الأمم.
فيديو قد يعجبك: