لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من العُزلة للونس.. كيف حوّلت النباتات حياة فطيمة في ظل كورونا؟

02:54 م الخميس 28 يناير 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

لا تُحب فطيمة سعيد الراحة، حينما فُرض عليها البقاء داخل المنزل بسبب "كوفيد-19" أصبحت الحياة مقيتة، اكتملت الدائرة بانتقال أهلها من سكن لآخر بعيدا عن أصدقائها، وقتها لم تجد الشابة الثلاثينية شيئا يؤنسها سوى النباتات. وجدت نفسها تشتري منها المزيد، تبحث عن طرق رعايتها، تراها تكبر أمام عينيها، ظل الأمر مرتبطا براحتها النفسية، حتى قررت بدء مشروع "نبتتي".

مطلع العام الجاري أطلقت فطيمة مشروعها؛ عبر منصات التواصل الاجتماعي تبيع النباتات للراغبين. استغلت الشابة الإمكانات المتاحة لها، فبينما تُحب هي الزرع، تبرع شقيقتها الأكبر هالة في الرسم بحكم تخرجها في كلية فنون جميلة "وهي اللي بترسم على قصاري الزرع بتاعنا".

1عاشت فطيمة حياتها داخل منطقة الهرم "بس في أول شهور كورونا السنة اللي فاتت نقلنا أكتوبر.. كانت أسوأ فترة في حياتي"، لم تجد الشابة التي تعمل في مجال مواقع التواصل الاجتماعي متنفسا لها "كلنا قاعدين في البيت ومعنديش حتة أنزل فيها ومعرفش حد"، غير أن ميزة واحدة لفتت انتباهها في السكن الجديد "إنه فيه بلكونة واسعة"، اشترت الشابة أول نبتة صبار "وقبلها كنت مبفهمش ف الزرع.. عايزة أشتري بس معنديش مكان ودايما بيموت مني"، قررت فطيمة سؤال المتخصصين؛ ذهبت لأحد المشاتل وتحدثت مع صاحبه "إزاي أراعيه وإيه الزرع اللي ينفع أقتنيه وانا لسة مبتدئة"، كأنما انفتحت لها حياة جديدة، أعادت لفطيمة نشاطها مرة أخرى.

2حتى تلك اللحظة، لم تقرر فطيمة إنشاء مشروع خاص "بس أدركت إن الزرع بيفرق مع ناس تانية غيري وبصدفة بحتة كنت بحكي مع حد إننا محتاجين نزود دخلنا ونعمل حاجة بنحبها" فجاءت فكرة مشروع "نبتتي". تُركز فطيمة على نباتات الصبار بشكل أساسي "اللي أحجامها صغيرة وينفع تتحط جوة مكان صغير أو على مكتب"، لم يأت اهتمامها من فراغ؛ فالصبار يتشعب منه 12 ألف نوع "أشكالها جميلة ومختلفة ومش نبات كئيب بتاع مقابر زي ما الناس فاكرة"، كما وأنه يتحمل درجات حرارة مختلفة ويمكن وضعه داخل المنازل.

3تؤمن فطيمة أن الزرع يُشبه صاحبه، حينما يُرسل لها أحدهم ليشتري نبتة "لازم يحكي لي عن الشخص اللي هيجبهاله، بيحب إيه؟ إيه ألوانه المفضلة؟ شخصيته.. كل دا بيخليني أعمل له حاجة قريبة منه"، لا يقتصر التعاون على الشقيقتين فطيمة وهالة فقط؛ لمست الأولى كيف أثر الفيروس المستجد على الناس اقتصاديا أيضا، فقررت البحث عن شخص تأثر بالأزمة ليعمل في توصيل النباتات للمنازل "ولقيت حد"، ثم اكتشفت أن إحدى صديقاتها فقدت وظيفتها "فاتفقنا إنه ممكن نعمل شموع شكلها حلو ومختلفة ونبيعها مع الزرع".

4

بات عالم فطيمة مزدحما بما تُحب "الزرع غير حياتي فعلا.. بقى عندي حاجات أهتم بيها واللي حواليا بيدعموني"، مازالت تتعلم المزيد عن النباتات "وبشتغل في الزرع الصغير بس حاليا"، تكتشف كل يوم أشياءً جديدة، تضحك قائلة: "البلكونة اتملت عندي بس مش مشكلة"، تُفكر الآن في مجموعة النباتات القادمة التي ستعلن عنها عبر صفحة المشروع "هنحاول نستخدم الجُمل الإيجابية كمان ونكتبها وبنفكر في طباعة أشكال مختلفة على القصاري مش بس رسم"، تسعد الشابة إذ تسمع كلمات الثناء ممن حصلوا على الزرع "مفيش أحسن من إني أكون بحب حاجة وبتروح هدية لحد فيتبسط بيها".

5

فيديو قد يعجبك: