لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد أكثر من 20 عامًا.. كيف تخيلت كاتبة الجزء الثالث لـ"زيزينيا"؟

09:39 م الثلاثاء 21 يوليو 2020

مسلسل زيزينيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

لم يكن ارتباط أمنية الريحاني بالدراما التليفزيونية عاديًا؛ لا تشاهد مسلسلاً إلا وتعيش أحداثه، تصبح واحدة من أبطاله حتى تُكتب النهاية، لكن في مسلسل "زيزينيا" لم يحدث ذلك، انتهى الجزء الثاني وظلت حكاية بِشر عامر عبد الظاهر مفتوحة، تمر الأعوام وتعيد الشابة مشاهدة المسلسل بين الحين والآخر، تأسرها القصة أكثر ويزيد أملها في معرفة ماذا سيحدث بعدما يحظى بشر بمولود جديد، يتوفى الكاتب أسامة أنور عكاشة وتتأكد الريحاني أن القصة ذهبت مع صاحبها، لذا قررت أن استكمال "الحدوتة" في خيالها، وحينما جاءت الفرصة بدخولها عالم الكتابة، كتبت تصورًا أدبيًا للجزء الثالث من المسلسل في رواية أطلقت عليها "زيزينيا.. روح بِشر".

مطلع العام الماضي خاضت الريحاني التجربة "طلعت التخيلات اللي في راسي وبدأت أجسدها على الواقع"، عرضت فكرة الرواية على صاحب دار النشر الذي تتعاون معه، نصحها الأخير أن تتواصل مع أسرة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، أيدت الكاتبة الشابة المقترح ثم مضت في طريقها، راحت الريحاني تسطر علمها الأدبي "كتبت كام فصل على استحياء. مكنش عندي الجرأة وأنا بكتب كالعادة. أول مرة أكتب حاجة بدأها كاتب تاني ومش أي كاتب ده أسامة أنور عكاشة".

1

كانت الريحاني في المرحلة الإعدادية، حينما شاهدت "زيزينيا" للمرة الأولى، بالنسبة لها لم يكن مجرد مسلسل، بل "ملحمة إنسانية" تأثرت به مثل مَن كانوا في عمرها، تعلقت بتفاصيل الشخصيات، اشتبكت معها كما فعلت مع أبطال قصصها التي كتبتها في تلك الفترة من نسيج خيالها. تخرجت الشابة في كلية العلوم عام 2010، رحل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة في ذلك العام، فيما لم تتوقف الريحاني عن محبة الرواية الدرامية ولا الكتابة، صدر لها عدة أعمال إلكترونية، وثلاث روايات ورقية، شاركت في معرض الكتاب العام الماضي.

لم تكسر الريحاني قيد يديها تجاه "زيزينيا.. روح بِشر" إلا مع التواصل مع نسرين أسامة أنور عكاشة، ابنة الكاتب الراحل، أخبرتها أن لديها خيال للجزء الثالث من زيزينيا وتتمنى أن تكتبه، عرضت عليها أجزاء مما كتبت، ونقلت لها محبتها لأبيها "كان نفسي من زمان أعمل حاجة أهديها لروحه لأنه فعلاً اللي عملنا يعني يه دراما".

2

رحبت نسرين، ابنة الكاتب الراحل بفكرة الريحاني "بابا كان بيشجع الشباب ودي حاجة كانت هتفرحه أن يبقى في حد متأثر بيه ويعمل حاجة بروح مختلفة"، وذلك كان الاتفاق، بين الإعلامية الابنة وكاتبة الرواية "أن العمل يكون مستوحى من خيالها. تصور لو كان العمل هيكمل هيكون إزاي".

كان الجزء الثاني من مسلسل زيزينيا المعروض عام 2000، قد انتهى بأن زوجتيّ بِشر، المصرية والإيطالية كليهما حامل، وبات البطل السكندري في انتظار قدوم مولود. صنعت الريحاني حياة بِشر في السبعينيات "تخيلت لو أنا كنت بنت بشر وعشت نفس المعاناة إيه اللي هيحصل"، صار لبطل الرواية ابنة اسمها "روح"، وَلدت من الزوجة الإيطالية، وعادت إلى ابيها في مصر بعد سنوات، لكنها ليست مجرد فتاة تلتقي بوالدها بعد غياب كما تقول الريحاني "روح بشر اسمًا وصفة هتكون المراية اللي هتوري له حياته عاملة إزاي وكان بيعيشها إزاي".

أبقت الريحاني على جميع شخصيات القصة الأصلية، فقط "روح" والأحداث الجديدة هي المختلف في عملها الأدبي كما تقول "روح هتدخل في كل بيت من بيوت زيزينيا اللي شوفناها. هتدخل بيت مرشدي، وخميس، وأمنة وعزيزة وجيوفاني وعايدة وسلفانا وفتحي وصلاح وهتجاوب على أسئلة كتير"

3

48 فصل في الرواية استغرقت الريحاني نحو 5 شهور لكتابتها، ثم قرابة 6 أشهر أخرى لمراجعتها مع ابنة أسامة أنور عكاشة، وإخراجها في شكل نهائي. لم تكن الرحلة يسيرة حال المرات السابقة لإخراج رواية كما تقول الكاتبة "لغاية قبل الطباعة كنا بنراجع".

وجدت الكاتبة الشابة في خطوة التواصل مع أسرة "عكاشة" احترامًا للحق الأدبي لصانع الحكاية وراويها الأصلي، وكذلك امتنانًا لما قدمه من أعمال درامية تأثرت بها، وفي المقابل وجدت دعمًا من ابنة الكاتب الراحل في كل مراحل تنفيذ الرواية الجديدة حتى النهاية كما تقول الريحاني لمصراوي.

4

مخاوف كثيرة تصاحب الريحاني، في مقدمتها المقارنة لذا تصر على التأكيد إن ما كتبته "خيال شخصي لعمل أدبي مش دراما تليفزيونية مينفعش أصلاً أتقارن بأستاذ أسامة الله يرحمه"، ترى أنها بين ثلاث خيارات، إما قبول الرواية، أو انتقادها أو تجاهلها، لكنها على أي حال تعلم أن التجربة تركت فيها أثرًا تلمسه كلما شاهدت المسلسل.

بالسابق كانت الريحاني متفرجة على "زيزينيا"، اليوم تمر عيناها على المشاهد بفرحة، تحكي "من فترة كنت بتفرج على الجزء التاني جه مشهد ماجد ابن رفاعي وقت لما تاه وبشر رجعه لقيت نفسي ببتسم"، بات للمشهد تفاصيل أخرى تعرفها، ومشاعر مختلفة تكنها الكاتبة "إحساس جميل إنك تتفرجي على عمل وتتأثري به وبإيدك تصنعي له أحداث وشخصيات جديدة".

فيديو قد يعجبك: