"أمطار الخميس" تُجبر "محمد" على المبيت في الشارع: "مية المجاري غرّقت البيت"
كتب - أحمد شعبان:
أمام منزله في حي طرة، يقضي "محمد يوسف" أوقاتاً عصيبة، منذ هطول الأمطار، أمس. غمرت المياه منزله بالكامل، طالت الجدران، خرّبت الأثاث، وأجبرته وذويه على المبيت خارج المنزل، خاصة مع اختلاط مياه الأمطار الغزيرة مع مياه الصرف الصحي، في شارع مصر حلوان الزراعي العمومي، حيث يقطن "كل حاجة في الشقة باظت، قاعد في الشارع من امبارح الضهر، وأبويا وأمي مش هينفع أخليهم يباتوا في مية مجاري"، يقول محمد.
أمطار شديدة تعرّضت لها مصر أمس، ضمن موجة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، تستمر ّحتى السبت المقبل، خلّفت تراكمات كبيرة من المياه في الشوارع، وطالت المنازل في أماكن متفرقة، وتسببت في انقطاع المياه والكهرباء عن أحياء كثيرة.
تابع محمد تحذيرات المسئولين جراء موجة الطقس السيء، واستعدّ لسقوط الأمطار "أنا مأمّن نفسي في موضوع المطر، وعامل كذا مصرف بحيث الميه تروح على المجاري"، لكنّ بالوعات الصرف الصحي لم تقو على تصريف المياه التي هطلت بغزارة، فاندفعت منها لتغرق منزل "محمد" في الدور الأرضي، استعان الرجل الأربعيني بـ5 من شباب الحي، بمقابل مادي، كي يساعدوه على نزح المياه التي ارتقع منسوبها بالمنزل، لكن باءت محاولاتهم بالفشل "كل حاجة باظت، السراير والبطاطين حتى الأدوية اللي كانت في الثلاجة، وجهاز عروسة في الشقة عندي كله شرب مياه مجاري".
بمرور الوقت، كان منسوب المياه يرتفع داخل المنزل، الذي يقيم فيه محمد مع والديه وشقيقته وطفليها، يزداد الأمر تعقيدًا، وتأكد الرجل من استحالة المبيت داخل المنزل، الذي لم يتوقف اندفاع مياه الصوف الصحي نحوه، حتى مساء اليوم، الجمعة؛ فاستقل سيارة، أمس، رفقة والديه، متجهاً إلى منزل أخيه بالمنطقة "أمي عندها سكر وضغط وأبويا عنده ضغط ولازم حد يراعيهم فأجّرت عربية ووديتهم بيت أخويا"، كذلك استأجر "توكتوك" كي يقل شقيقته وطفليها، إلى منزل أحد أقاربه "دي مش مية نضيفة دي مية مجاري لقيت العيال بتكح فكان لازم يسيبوا البيت".
وقف صاحب الـ41 عامًا عاجزًا، لا يدري ماذا يفعل "من أول اليوم لآخره واحنا بنشيل في ميه ومفيش فايدة"، يتساءل في حيرة "إزاي المجاري اللي المفروض تصرّف مياه الأمطار هي اللي بتطلّع المياه علينا، إزاي المسئولين بيقولوا إننا مستعدين والصرف عطلان"، حاول التواصل مع مسئولي حي طرة، لكن دون جدوى، فذهب مع غيره من أهل المنطقة، صباح اليوم إلى مقر الحي "قالوا مش في إيدينا حاجة، وهاتوا عربيات شفط واحنا هنحاسب عليها، النقلة الواحدة بـ500 جنيه، وعلى ما العربية تروح تفضّي النقلة وترجع هتلاقي الوضع صعب زي ما هو والميه بتزيد"، بحسب ما يذكر "محمد".
رغم ما عايشه من أوقات عصيبة، إلا أنه يحمد الله على عدم وجود أي خسائر بشرية "عانينا كتير ومحدش حاسس بينا ومش عايزين الموضوع يطوّل، لأن ده كابوس مشفتش زيه في حياتي"، فيما يذكر أنه مضطرٌ للمبيت في الشارع أمام منزله، حتى يتم شفط المياه " فيه جهاز بتاع عروسة مش هينفع أسيبه، وبعد ما العربيات تشفط الميه هجيب ناس تاني بفلوس يشيلوا المية من الشقة"، وفق ما يقول.
فيديو قد يعجبك: