رِفقة على الحلوة والمُرة.. حُراس "الجنينة" بجانب الحيوانات خلال عاصفة التنين (صور)
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
بينما تشتد الأمطار في الهطول، لم يكن بُدًا أمام عمال حديقة الحيوان من الذهاب إلى مقر عملهم بالأمس واليوم الجمعة حتى مع صدور قرار من رئاسة الوزراء بمنح العاملين بالمصالح الحكومية والقطاعين العام والخاص، وقطاع الأعمال العام، إجازة مدفوعة الأجر، فضلًا عن تعطيل الدراسة حتى يوم السبت "لكن إحنا ميمشيش علينا الكلام ده..الحيوانات تتبهدل من غيرنا" يقول شاكر علي أحد حُرس الحديقة.
بينما يمضي العمال حضورهم لاستكمال العمل، وصل الدكتور محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان إلى المكان للاطئنان على الحيوانات وكذلك أحوال العمال، يتحرك بعربته إلى المناطق التي تضررت، يُصيبه الحزن حينما يُبصر شجرة اُقتلعت من مكانها، غير أنه يمتّن كونها لم تأذِ أحد.
رغم الأجواء السيئة إلا أن رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان يشعر بهدوء كونه واثق في عمال الحديقة "عارفين إزاي يحموا الحيوانات في البرد الشديد والحر الشديد"، يُثني على اهتمامهم بالمكان، تحملهم مسئولية الحيوانات والمجئ رغم قسوة الطقس المناخي "أغلبهم جاي من أماكن ريفية مفيهاش مواصلات بسبب المطر ورغم كدة من سبعة الصبح لقيتهم هنا".
لطالما امتلأ رجائي بالفخر تجاه عمال وكلافين المكان "بيبذلوا مجهود كبير رغم إن أجورهم مش كبيرة.. دي ناس شقيانة عشان خاطر الحديقة". يذكر رئيس الإدارة المركزية أن هناك خسائر على مستوى الجمهورية غير أن وجود العمال دفع الأذى عن المكان.
تركت أمطار الأمس واليوم الجمعة أثرها على الحديقة، تجمعت نُقط المياه في أركان مختلفة من المكان، يُعافر العمال في نزح المياه بأدوات التنظيف "مقشة ومساحة وجردل". يكسحون المياه إلى أقرب نُقط صرف "وإمبارح قررنا نحفر مكان عشان يصرف مياه" يقول الريّس إبراهيم عبدالمنعم، المسئول عن حُراس الحديقة.
يُشرف الريّس إبراهيم على حضور حُراس الحيوانات، تسليم كل منهم زمام وأدوات مهامه اليومية، وحين علم عن موجة الطقس السئ اجتمع بالكلافين يعطيهم عدة نصائح للحفاظ على أرواحهم وكذلك الحيوانات "بنعتبر روحنا واحد". مع انتهاء اليوم كان يُدوّن مكافأة لكل من التزم بالعمل رغم الأجواء الصعبة.
ما إن رأى سيد فكري الحيوانات بخير، نسىى الصعوبات التي واجهته في الصباح الباكر للمجئ إلى الحديقة. يسكن الرجل الذي يعمل داخل المكان منذ 27 عامًا في منطقة المناشي، خيم الهدوء والخلو على المدينة بعد موجة الأمطار بالأمس "اضطريت آخد تاكسي عشان أخرج لأي مكان فيه حركة"، تشارك رفقة كلاف آخر الأجرة "دفعنا خمسين جنيه، ورغم إننا خدنا تاكسي استنينا نص ساعة عشان نلاقي عربية".
يتولى الرجل الأربعيني نقطة الجِمال في الحديقة والتي تضم أكثر من حيوان مثل "البشاروش والنعام والجمل الآسيوي"، حين وصل هرول بلهفة من أجل اللحاق بموعد إفطارهم، يرتبط فكري بالجمال الآسيوي حتى أنه منحهم اسماء "رشا وصلاح وده بقى مروان اتولد على إيدينا هنا من 8 شهور"، يمنحهم الطعام في أفواههم بهدوء ثم يترك لهم البقية في المكان بكميات إضافية "عشان لو جاعوا في الجو ده".
يصبح كل الخوف في أيام كهذه على الحيوانات أن يُصيب البرد بعضها، لذا جهز العمال المبيت الخاص بكل حيوان بقش الأرز لتدفئته "قررنا نزوده عشان في حيوانات بتاكله بليل فبيتحول لطاقة ويدفيها أكتر"، يقول الدكتور رجائي إن بعض الحيوانات تتأثر كثيرًا بموجة البرد "أكتر حاجة بخاف عليها الزرافة لإنه عدو البرد، في ظاهرة عندهم إن في السقعة بيحصل نقص مفاجئ في السكر يقع ويموت"، كذلك يتملكه القلق على الشامبنزي "لكن هو جوة في المبيت مبيخرجش فاطمنت".
لم يرَ إبراهيم يوسف وأحمد ماجد مثل تلك الأجواء من قبل منذ عمل الثنائي داخل حديقة الحيوان، في كل قسم من العمال يوجد دائمًا فردًا للطوارئ، كانت هذه مهمة الحداد والنجار منذ انطلاق موجة الطقس السئ، تقع على عاتقهم مسئولية هامة "لو شجرة وقعت على حديد نروح نبص عليه عشان لو كسرته الحيوان ميجريش برة، وناخد بالنا من أكشاك الكهرباء عشان ميحصلش مشاكل".
بعد صلاة الفجر توكّل شاكر علي واتجه إلى الحديقة، عافر مع الأحوال المناخية خاصة بعد سقوط أمطار في الصباح الباكر "طول الليل كنت مهموم عليهم وعايز آجي بسرعة عشان أطمن على أخبارهم"، يجر عربة تحتضن صندوق أسماك تنتظره بطون حيوان البشاروش والبجع، تعترض سِكة الرجل الذي بدأ عمله في المكان منذ عام 1996 بعض غصون الأشجار المتساقطة، يترك العربة ويهّم في رفعها عن الطريق".
تعرف قطط حديقة الحيوان خطوات عم شاكر، تتبعه أينما ذهب كونه يحمل وجبة دسمة بالنسبة لهم، حين يصل إلى سياج حيوان "البشاروش" يُلقي ببعض الأسماك لأفواه القطط الجائعة "لإنها روح برضو، على الأقل الحيوان اللي جوة إحنا بنرعاه لكن ده بيعتمد على إنه ياكل من الزوار وطبعًا محدش بيجي في اليومين دول".
ينتهي الرجل الأربعيني من إطعام البشاروش ثم يتوجه نحو البجع، يزيد من جرعة الأسماك التي يحملها لهم خوفًا من مآلات الأحوال الجوية، يلهو معهم وكأنه زائر ويُلقي بسمكة تلو الأخرى لهم "هما في العادي كائنات بتخاف من الناس، لكن لما بيتلهي في السمك بيبقى مبسوط، وأول ما يخلص أكل يحب يلعب في البحيرة ميحبش يقف في مكان ثابت"، تبقى هذه وسيلة الزائرين لمشاهدة هذا النوع من الطيور.
بالأمس أغلقت حديقة الحيوان أبوابها نظرًا للطقس السئ "مكناش متوقعين إن حد ييجي وخوفنا على الحيوانات"، غير أن مع انكسار حِدة الطقس اليوم وتوقف الأمطار تدّبر الدكتور محمد رجائي الأمر "سيبنا الأبواب مفتوحة عشان لو حد جه"، وهو ما حدث بالفعل مع عدد قليل من الناس.
أنهى الحراس يومهم، مطمأنين لوجود طعام ومياه وفيرة أمام كل حيوان، مُهيأين لهم المبيت كونه المكان الذي يقيهم الأمطار وأي تقلبات جوية، يتمنون ألا يصيب الأذى أي حيوان، فيما يتلهفون لزوال الأزمة حتى تعود الحديقة لعهدها "الحيوانات تتونس من تاني بوجود الجمهور".
فيديو قد يعجبك: