إعلان

"ليلة مفيهاش نوم".. عصام يحمي سقف منزله من الأمطار بـ"النزح"

07:50 م الخميس 12 مارس 2020

سطح المنزل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-محمود بكار:

مايزال عصام حسن يتذكر ما حدث قبل عام ونصف، حين ظل يكسح المياه عن سطح منزله لـ12 ساعة متواصلة، حتى ضربه الإعياء، وفي اليوم التالي اُصيب بجلطة ثم اشتباه بذبحة صدرية، كاد المجهود يقضي عليه لا سيما وأنه يُعاني من مرضي السكر والضغط، لذلك قرر الساكن الخمسيني، بالأمس الاستعانة ببعض أصدقائه ليساعدونه في إتمام المهمة.

ورث حسن منزله الكائن بمنطقة باب الشعرية، بمحافظة القاهرة. وُلدت فيه جدته قبل حوالي مائة عام "حاجة كدة أثرية" كما يقول، كان لديه خيارا دائما ألا يمكث فيه "عندي بيت تاني في التجمع بس انا بحب البيت ده وبستريح فيه".

يقطن حسن في الطابق الأخير، سقف شقته قديم من عُمر المنزل "البيوت القديمة بتكون جواها عروق خشب ومتغطي بطبقة إسمنت بسيطة.. مع الوقت العروق دي بتبوش"، يتذكر حسن حوادث عديدة ليست فقط بسبب المياه "مرة كان فيه دبح في سطح البيت والجزار بسبب خبطة الساطور حتة من السقف وقعت"، فيما تكرر نشع المياه مع كل موسم للأمطار "بس المرة دي الأمر زايد على الحد".
الصورة 1
بالأمس، وبعد إعلان هيئة الأرصاد الجوية عن سوء حالة الطقس واشتداد الأمطار، استعد حسن جيدا لأي أزمات مُحتملة "كلمت حد من صحابي ييجي يساعدني ننزح الماية وفضلت مستني"، ظن حسن أن الأمر لن يتعدى بضع ساعات "بس من امبارح الماية مبتقفش.. لدرجة إني منمتش خايف السقف يقع عليا".

كل نصف ساعة، كان حسن وصديقه يصعدان لسطح المنزل يكسحان المياه تجاه المزراب الموجود، فيما زاد حذرهما داخل شقته "بنمشي على طراطيف صوابعنا عشان خايفين على السقف والبيت"، تلك الأجواء العصيبة، أعادت لحسن أزمته الصحية منذ عام ونصف، والتي رغم مرورها بسلام، لكنها تركت جسده أضعف من ذي قبل، باتت أقل حركة أو انفعال تُجهده.
الصورة 2
لا يرغب حسن في ترك منزله، فيما يفكر منذ أعوام في ترميمه، حاول جمع الأموال اللازمة من سُكان الأربع طوابق لكن باءت محاولته بالفشل "هنحتاج 600 جنيه من كل شقة لأنهم 4 شقق والناس مش قادرة تدفع"، كاد أن يتحمل الكلفة بمفرده، حتى أنه أحضر مهندسا ليقيم حال البيت، لكن بعد تفكير عميق "لقيتني استحالة أشيل الفلوس لوحدي"، بينما فكر في حل وسط.

"روحت لواحد أعرفه عنده محل أدوات صحية وخليته يبص على البيت عشان نشوف حل غير التنكيس"، اقترح عليه وضع بعض المواد الإنشائية لسد فتحات السقف، كان ذلك قبل عدة أسابيع، حينها ظن حسن أن موجة الأمطار لن تتكرر، فقرر تأجيل الأمر حتى الصيف.
الصورة 3
في موجات المطر السابقة، جرّب حسن أمور كثيرة "جربت أحط فوم فوق السطح بس بيلم حشرات وجبت طمي يمتص المياه بس منفعش"، حتى أن أغطية البلاستيك التي وضعها قذفتها الرياح خارج البيت، حتى اهتدى أخوه اليوم لطريقة أخرى.

كحل سريع، أحضر شقيق حسن غطاءً بلاستيكيا "من بتاع المصانع تقيل جدا" بمساحة سطح المنزل البالغ 100 متر، امتص الغطاء الأمطار لحد ما، لكن فكرة الرحيل لا تمر بذهن حسن "حتى لو موضوع السقف اتحل فالكهرباء كمان فيها مشكلة"، إذ أن قِدم المنزل جعل بعض الكابلات مكشوفة، لا ينفي الساكن خوفه، يقلق على أمانه الشخصي وعلى منزله الذي يحمل ذكريات العائلة والأجداد.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان