شوارع شبرا في أمطار الخميس "الجو هادي خالص والدنيا هس هس"

كتب- عبدالله عويس:

تحذيرات من كل حدب وصوب، جهات رسمية وأخرى، كانت دافعا لقلق المواطنين، الذين استغلوا الإجازة التي منحتها الحكومة للقطاعين العام والخاص، بسبب الأمطار والعواصف، كان ذلك تأثيره على قطاعات عدة، بعضها المحلات التجارية وأصحاب الفرش وسائقي التوكتوك، في يوم لم يكن فيه صوت سوى الرعد وهطول الأمطار.

عرف خالد سيد بشأن العاصفة والأمطار التي سقطت يوم الخميس، من خلال مؤتمر صحفي تابعه عبر شاشة التلفاز، لكن الرجل الذي لا يملك إلا توكتوك يعمل عليه خرج في صباح الخميس للعمل، لكنه لم يجد زبائنه المعتادين، ولا غيرهم: "أنا قلت الناس هتريح آه بس مش للدرجة دي، وقلت هتمطر بس مش بالشكل ده". يحكي الرجل الذي كان يقف في طابور من تلك المركبة دون عمل، غير أن مركبته تحركت عندما أشار له رجل مسن يرغب في الذهاب إلى مسجد قريب: "أنا ورزقي بقى، بس مفيش حركة في الشارع إلا قليل أوي".

داخل شارع تجاري، يقع قرب محطة مترو شبرا الخيمة، محلات مغلقة، على غير العادة، لكن أصحاب المحال فضلوا عدم العمل في ذلك اليوم حماية للبضائع من جهة، ولمعرفتهم بأن الزبائن لن يكونوا ضمن رواد الشارع. لكن محمود سيد فضل العمل وترك بضائعه داخل المحل دون عرضها في الخارج: "الناس كلها اشترت لب وسوداني وقالت هنتفرج بقى على اللي هيحصل، بس أنا قلت أنزل يمكن ألاقي أي زبون أرجع بجنيه".

الطرقات المؤدية إلى موقف سيارات المؤسسة كانت خالية من المارة، وفي الموقف كان سائقون ينتظرون قدوم الركاب، وبعدما كانت سيارة عبود تجد زبائنها في نحو عشر دقائق، لم تكتمل هذه المرة حتى بعد مرور نصف ساعة، ليقرر سائق الميكروباص التحرك: "مبدهاش بقى، لو فضلت واقف مش هخلص والركاب هتزهق". قالها بينما كان صوت مكبر صوت لصاحب فرش فاكهة يرتفع صوته بأغنية "الجو هادي خالص، والدنيا هص هص" ليبتسم البائع متحدثا عن نفسه: "الأغنية دي بتمثلنا كلنا دلوقتي".

محلات بقالة وخضروات وفاكهة كانت مغلقة حتى بعد مرور عصر يوم الخميس، في منطقة الفرنواني، وهو ما يبرره مصطفى سعيد، الذي خرج بحثا عن فطور له، بخوف الباعة على أنفسهم ومعرفتهم بقلة أعداد المواطنين الذين سيخرجون إلى الشوارع في ذلك اليوم: "وبصراحة الأرصاد صدقت في اللي قالته، ربنا يسترها علينا".