لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"دفاية وبليلة وأعشاب".. كيف يحتمي حيوانات حديقة الجيزة من الأمطار؟

05:46 م الخميس 12 مارس 2020

حديقة الحيوان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:
تصوير- روجيه أنيس:

شعور فطري انتاب نسانيس حديقة حيوان الجيزة صباح اليوم الخميس، ما إن هطلت الأمطار بغزارة هرولت القرود إلى المبيت الخشبي لحماية أنفسهم من البرد، فيما هيأت حديقة الحيوان نفسها على مدار الأسبوع الجاري لاستقبال موجة الأمطار دون أن يمس السوء أي حيوان بالداخل.

في السابعة صباحًا وصل عُمال حديقة الحيوان بالجيزة، بدأت مهمتم بالاطمئنان على الحيوانات، تفقد مكان المبيت بعدما فرشوه بالأمس بقش الأرز حتى لا تمسه الأمطار "اتفاجأنا إنها اتبلت لإن المطر كان شديد جدًا ودخل جوة المبيت"، تحكي الدكتورة مها صابر، مدير حديقة حيوان الجيزة. على الفور بدأ العمال في تغيير القش وإضافة كميات أكبر "عشان الحيوان لما يرقد فيه ميحسش بالسقعة وكإنه متغطي بالظبط".

لكل حيوان مبيت خشبي، يلجأ له في أحوال الطقس السيئة أو في أوقات تناول الطعام أو الاسترخاء، لذا على مدار الأسبوع الحالي اهتم العمال بالمكان من أجل تهيئته للحيوان اليوم الخميس، في الثامنة ونصف صباحًا فُتِحت مخازن التغذية، انهمك العمال في وضع الطعام لكل حيوان "حطينا أكل بزيادة يكفي 3 أيام، لإننا مش ضامنين إيه اللي هيحصل في الأجواء السيئة دي".

وفي صباح اليوم الخميس هطلت أمطار غزيرة مختلف محافظات الجمهورية، في بداية موجة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية تمتد حتى السبت المقبل، وحين اشتدت الموجة قررت إدارة الحديقة غلق أبوابها في العاشرة صباحًا "مفيش زوار جم وكمان كنا عاوزين نركز على حماية الحيوان".

توزعت المهام على كل عامل داخل الحديقة، حين غمرت المياه أسقف مباني الحيوانات، صعدوا لنزح المياه عن روؤسهم وإن لم تمسسهم "إحنا بنخاف جدًا الحيوان يتخض من أي تغييرات حواليه"، فيما استعد سائقي المطافئ واللودر لأي طوارئ "والكهربائي غلف كل صناديق الكهرباء بالبلاستيك"، استمر الحال من السابعة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا "بنلف على كل شِبر في الجنينة نتأكد إن الدنيا تمام".

استقبال الحيوانات للأمطار وموجة البرد مختلفة، تحكي مها أن "الزواحف بيتأثروا جدًا بالسقعة وممكن يتعبوا"، رابط كلافين الزواحف أمام مبيتهم لحمايتهم فيما يتابع الأطباء درجات حرارتهم باستمرار "ولما الجو برد أوي شغلنا لهم الدفايات".

تراعي الحديقة شعور الحيوانات رغم المخاوف من تأثرها بموجة البرد إلا أنها لا تجبرهم على شئ، تتبع سلوك أكثر انسيابية معهم "الحيوانات الكبيرة زي الزرافة والحمار الوحشي مبتبحش تتحبس فمنعرفش ندخلها المبيت، لكن بدأنا نحط لها الأكل وأول ما دخلت الجو عجبها لأنه أدفى فقررت متخرجش، لازم أعمل كدة معاهم مقدرش أغصبهم على الحبس".

1

لا تخشى مدير حديقة الجيزة على الحيوان من المطر وحسب "الخوف أكتر بيبقى عليهم من البرد"، لذا في أيام كهذه يهتم الكلافين بمنح الحيوانات وجبات تمنحهم الطاقة والدفء "زي البليلة والعسل الأسود وكمان بنشربهم خليط من أعشاب البردقوش والروزماري"، فيما تُبقي الحديقة على الأكلات الاعتيادية مثل "الفاكهة والموز والبيض".

داخل عربة جولف تجوب مها رفقة الكلافين على الحديقة التي تبلغ مساحتها نحو 80 فدانًا "عملنا ده حوالي 6 مرات النهاردة، لدرجة إننا كلنا اتبلينا بسبب المطر الشديد"، تمرر مدير الحديقة أعينها على الأشجار المحيطة بمبيت الحيوانات "بخاف إن فرع شجرة يطير أو تاندا مثلًا، إحنا ظبطنا الحاجات دي الأسبوع ده لكن الحذر برضو واجب".

اعتادت مدير إدارة حديقة الحيوان على أوضاع كهذه، تستعد قبلها بأيام لأي حدث، فيما تعرف أن الكلافين مُدربين للتعامل مع المواقف المفاجئة مثلما حدث في أحداث الزلزال الذي ضرب مصر عام 1992 "وقتها الحيوانات عرفت قبلينا بالزلزال خصوصًا الأفيال لإن أقدامهم ملاصقة للأرض فحسوا بالذبذبات"، لذا كانت الأفيال الأكثر تأثرًا بالحدث "فضلوا يصرخوا بأصوات عالية"، لكن لم يصيب مباني الحيوانات بالضرر "لإن المبيت بتاعهم خشبي فمحصلش انهيار".

التزم الكلافين والعمال بإجراءات السلامة لحماية أنفسهم وكذلك الحيوانات، تتمنى مدير إدارة الحديقة بانقضاء تلك الموجة بسلام، تدعي ألا يصيب السوء أي حيوان داخل المكان، وألا يتلبسهم الشعور بالخوف "أو إن يجيلهم برد"، فيما تُعيد النصائح على العمال مجددًا برعاية الحيوان وتوفير كل سُبل الدفء له.

فيديو قد يعجبك: