لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ريحة الحبايب".. كيف هوّن كأس السوبر غربة المصريين في الإمارات؟

11:14 ص الخميس 20 فبراير 2020

جانب من مباراة الأهلي والزمالك - ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

بمجرد الإعلان عن بيع تذاكر مباراة كأس السوبر، كانت ريهام فتحي من أوائل المتقدمين إلكترونيا، وما إن ضمنت مقعدا بمدرجات ستاد محمد بن زايد في أبوظبي، حتى أرسلت "إيميل" تطلب إجازة من العمل، آملة في لقاء يشبع شغفها بالكرة بين الزمالك والأهلي، ويُعيد إليها أجواء مصرية تفتقدها الشابة في الغربة "وأنت بعيد عن بلدك، ما بتصدق تلاقي حاجه تفكرك بناسك ومكانك عشان تجري عليها.. أنا رايحة الاستاد كأني نازلة مصر كام ساعة" تقولها ريهام بصوت دافئ.

قبل 3 سنوات، استقرت ريهام في الإمارات، عملت لدى إحدى الشركات في دبي، بينما تعيش في إمارة الشارقة، لتقرر حضور مباراة السوبر بمجرد أن تأكدت بين الأهلي والزمالك، رغم ابتعاد الملعب عن مكان سكنها بنحو 164 كم.

1

لا تجد الشابة في بُعد المسافة مُنغِصا "ماتش زي ده لو اتلعب في مصر يمكن متحسش بقيمته، لكن وأنت بعيد عن بلدك يفرق معاك كتير". للحنين نفسه إلى مصر، اشترى أحمد سعودي تذكرة المباراة "طبعا إحنا محرومين من مصر، وما بنصدق تجيلنا حاجة من ريحتها، ومفيش أقرب من الكورة وهتاف التالتة شمال".

يشجع سعودي النادي الأهلي بحماس، لذا لم يفوت مبارياته التي لعبها في الإمارات، منذ أن سافر الشاب إليها في العام 2006. وكان آخر حضور له العام الماضي في كأس السوبر بين الأهلي والزمالك، والذي استضافته مدينة العين "يومها لبست تي شيرت الأهلي، وقضيتها مع أصحابي في العربية تشجيع من الشارقة لحد ما وصلنا ملعب هزاع بن زايد".

ليلة فوز الأهلي بكأس السوبر 2019، عاش الشاب على أرض الخليج أجواء مصرية بامتياز "زي ما تكون كلت كرشة وملوخية أو كبدة إسكندراني وحواوشي في منطقة شعبية في مصر"، لذا تمنى الشاب لو يستعيد الطعم نفسه في مباراة السوبر هذا العام.

4

ضاحكا، يقول سعودي إن "المصري بيتولد بالفطرة أهلاوي، إلا إذا غيرته الظروف"، ولم يُخلف أي من عائلة الشاب تلك القاعدة. بعكس ريهام، التي اختارت حب الزمالك ولم ترثه.

بدأ الأمر بالتاريخ، مادة ريهام المفضلة، والتي شدتها إلى شعار نادي الزمالك، وفي قلبه فرعون يرمي السهام "مع طريقة لعبه، اللي حبيتها مع بداية متابعتي للماتشات وسط أهلي، واللي منهم أهلاوية وزملكاوية.. تخيل بقى مواجهة بين الفريقين، لما كان فريق يخسر بتبقى ليلة في العيلة"، رغم ذلك لم يثنيها تفوق الأهلي على الزمالك في السنوات الأخيرة عن تشجيعه ولو لمرة.

2

مباراة السوبر رقم 17، فرصة مواتية بالنسبة لريهام، ليس فقط من زاوية الحنين إلى الوطن، لكن أيضا إشباعا لهذا الشغف الذي مس قلبها منذ بعيد "كزمالكاوية مينفعش يكون الزمالك بيلعب في الإمارات ومروحش الاستاد أشجعه.. إحنا وراه في كل مكان".

علاقة داليا دوبان بالكرة، بدأت منذ الطفولة "كبرت لقيت أبويا وعمتي مهتمين بأي شيء يخص الأهلي، لدرجة أنهم ممكن يسيبوا أي حاجة في الدنيا عشان يتفرجوا على ماتش له"، لكنها أقل تعصبا من عائلتها، فلم تشاهد السيدة من مدرجات مصر أي مباراة للأهلي، بينما تحرص على الأمر في ملاعب الإمارات، البلد التي تعيش فيها منذ 13 عاما.

الأمر أعمق كثيرا من مباراة كرة في نظر داليا "روح الاستاد وتشجيع المصريين حواليك بيديك إحساس إنك في مصر"، لذا لم تفوت مباريات الأهلي مع "المصري وروما وأياكس الهولندي"، ويثير قشعريرة في جسدها "كل مرة أسمع النشيد الوطني، اللي صوتنا بيطلع فيه بقوة تهز الأرض".

WhatsApp Image 2020-02-20 at 4.31.12 PM

تشتاق داليا إلى شوارع مصر، ناسها، مطاعمها و"لمة الأكل على البحر في إسكندرية"، لذا لا تفوت أي فعالية مصرية في الإمارات، تحكي عن واحدة منها مبتسمة "السنة اللي فاتت كُنت مدعوة لحفل عُرس جماعي للوافدين، وكان أكبر تجمع مصري حضرته في الإمارات"، حيث يُقدر عدد المصريين في دولة الإمارات بنحو 765 ألف مصري أي بنسبة 12.3%، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في العام 2018.

رست داليا على خطتها لليوم، استقلت سيارتها الخاصة من الشارقة واتجهت مع الأسرة إلى أبوظبي "نتغدى هناك ونركن العربية وندخل الماتش، وابني ناوي يقعد مع الأولتراس، هو ماعشّ الأجواء دي في مصر"، بينما تنوي ريهام استقلال "باص هينقل المشجعين، أهلي وزمالك، من الشارقة ويرجهم تاني بعد الماتش".

محمد شعبان، ليس من مشجعي الأهلي ولا الزمالك، رغم ذلك ينوي حضور المباراة في مدرجات محمد بن زايد، للحنين نفسه إلى مصر وأجوائها، فالشاب يعيش في الإمارات منذ 5 سنوات، لم يفوت فيهم مباراة يكون طرفها مصري.

7

في يناير 2018، توجه محمد من إمارة عجمان إلى مدينة العين، لحضور مباراة الاتحاد الاسكندري أمام المصري، والأول الفريق الذي يشجعه "لكن طول المسافة كلفتني بالعربية حوالي ١٠٠٠ درهم ذهاب وعودة- حوالي ٥ آلاف جنيه مصري"، مما شجعه إلى تسهيل حضور المصريين في إمارات دبي والشارقة وعجمان إلى الملعب في أبوظبي، فكرة لطالما عرفتها الملاعب المصرية في المباريات الجماهيرية، فيما وجدت طريقها إلى البلد الخليجي.

نشر شعبان إعلان في صفحات على فيسبوك، تجمع بين الجالية المصرية في الإمارات، فيه يعرض توفيره أتوبيسات تنقل المشجعين لملعب المباراة "المسافة من عجمان لأبوظبي حوالي 160 كم، وعشان تاخد باص من بتوع هيئة المواصلات العامة من المحطة للمحطة هتدفع 35 درهم، ومن المحطة هضطر تركب عربية خاصة بحوالي 60 درهم لأن مفيش مواصلات، لكن فوق كل ده هيواجهك مشكلة في الرجوع، لأن الماتش هيبدأ 9 والمواصلات العامة في الإمارات آخرها 11، وبالتالي هتضطر تركب عربية خاصة، ممكن تكلفك من أبوظبي لعجمان حوالي 400 درهم".

لهذا، أجر الشاب "3 باصات، 2 يتحركوا من دبي، وواحد هينقل الناس من عجمان والشارقة"، وكل باص سعته 53 فردا، ولكل فرد كرسي عليه رقم يخصه "والباصات متقسمة جزء للبنات وجزء للشباب وجزء للعائلات"، ولا يكون على كل واحد إلا دفع ما بين 50 و70 درهم ذهابا وإيابا "مع مشروبات ساقعة وإزازة مياه معدنية.. كمان دي خدمة للمصريين اللي مزاروش أبوظبي قبل كده، أنت بقى هتنقلهم وترجعهم من غير أي تعب أو مشاكل".

3

وعلى الباصات علق الشاب أعلام مصر، التي اصطحب أحمد واحدا منها إلى المدرجات، كما ينوى رسم علمي مصر والإمارات على وجهه، فيما تتمنى داليا فوز الأهلي "هطلع في مسيرات التشجيع وهصور الاحتفال بكاس السوبر وانشره على جروبات الجالية المصرية في الإمارات"، ريهام أيضًا تنوي الاحتفال حال فاز الزمالك بالسوبر "هروح الفندق اللي فيه اللعيبة، نحتفل معاهم بالكاس لحد الصبح".

فيديو قد يعجبك: