لإسعاد الأطفال.. "عتبة خير" تنشر العِلم في "أبيس" بالإسكندرية

كتب- محمد مهدي:

في قرية "أبيس" بالإسكندرية، تسير الحياة بوتيرتها المعتادة، لا جديد في دنيا البسطاء داخل تلك المنطقة، لكن في الشهور الأخيرة تغيرت الأوضاع، خاصة لدى أطفال القرية، إذ تحول يوم الجمعة من كُل أسبوع لمصدر بهجة لهم، من خلال انضمامهم لأنشطة "عتبة خير" التابعة لجمعية صناع الحياة وبات نافذة لأفئدتهم وعقولهم على المزيد من العلم والفنون "بنركز على التعليم والسلوكيات وإننا نعرفهم على الموسيقى وأي شيء متعلق بالفن" تقولها ياسمين الجمال، إحدى المشاركات في مبادرة عتبة خير.

منذ أشهر عديدة، تحديدًا في يوليو من العام الفائت، اختارت "عتبة خير" التواجد في منطقة أبيس بالإسكندرية، في محاولة لدعم الأطفال والأهالي البسطاء من خلال توفير سُبل التعلم وعمل أنشطة مختلفة مثل معرض للملابس، فضلًا عن متابعة المرضى منهم والمساهمة في علاجهم "قسمنا المكان لعدة مناطق، وكل منطقة مسؤول عنها مجموعة من الشباب" كل ومجموعة تتكون من 20 فرد تبذل كافة طاقتها في الوصول إلى الأسر والنشء، والتعريف بأهداف المبادرة، وتجهيز مساحة لاستقبال الصغار "فيه ناس في أبيس بيساعدونا بأماكن عشان نقدم فيها خدماتنا لحد ما نجهز مكان لينا" تضيف ياسمين.

فرحة عارمة تبدو على وجوه الأطفال حينما يصل فريق "عتبة خير" إلى بلدتهم، يجتمعون في العاشرة صباحا، تبدو عيونهم مشدوهة في انتظار فاعليات اليوم "بيكون باين عليهم الحماس وإنهم سايبين اللعب يوم إجازتهم عشان يتعلموا حاجة جديدة" يتم تقسيم الأطفال إلى مجموعات بحسب الفئة العمرية "وبعدها بنبدأ بلعبة أو حاجة تحفيزية ليهم" ثم تبدأ الدروس التعليمية "بعرفهم على الحروف والأرقام، ونعلمهم السلوكيات إزاي نسمع بعض، محدش يتخانق مع غيره" تمر الساعات سريعا وسط المعرفة والمرح في الوقت نفسه.

ردود أفعال الأطفال التي تعبر عن سعادتهم بتلك الخطوات تدفع القائمين على "عتبة خير" إلى مزيد من الجهد "خاصة إن الاطفال متجاوبين ومستواهم بيتحسن مع الوقت" وهو ما جعلهم يقومون بإضافة تعليم الفنون المختلفة مؤخرًا سواء الرسم أو الآلات الموسيقية وغيرها من الأدوات الفنية، فيما يزداد اهتمام الأهالي يوما بعد يوم بإرسال أطفالهم إلى تلك الورش "بنلاقيهم كل أسبوع بيتابعوا معانا أولادهم وصلوا لإيه وبيطلبوا إننا نحاول دايمًا نسعد أطفالهم".