لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية ديربي (9)- "هل ترون ذلك أبناء مانشستر؟".. ليفربول وإيفرتون عنوان للصداقة

07:42 م الإثنين 28 ديسمبر 2020

ليفربول وإيفرتون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

على عكس ما اعتاده الديربي في كل العالم من منافسة شرسة، تصل حد العداء في أغلب الأحيان، وربما إلى ضرب وقتل في حالات نادرة، يحظى ديربي "الميرسيسايد" بين فريقي ليفربول وإيفرتون بتقليد مغاير بعض الشيء، درجة أن عُرف في إنجلترا بـ"ديربي الأصدقاء"، لكن من أين بدأ؟

في العام 1878 تأسس نادي إيفرتون، لعب على ستاد "الأنفيلد"، وكان يملكه وقتها رجل الأعمال الإنجليزي جون هولدينج، أحد أعضاء حزب المحافظين في إنجلترا، ومالك أكبر مصانع البيرة هناك، قبل أن تتعارض مصالح رجل الأعمال مع إدارة إيفرتون، وكانوا أعضاءً في الحزب الليبرالي؛ ليقرر هولدينج رفع ثمن إيجار الملعب على إيفرتون، ليضغط على أعضائه، لكن ذلك لم يستمر طويلًا، غادر إيفرتون الملعب في العام 1892.

لم تكن مشكلة لإيفرتون إيجاد ملعب جديد، اشترى النادي الإنجليزي قطعة أرض، وبنى عليها ملعبه "جوديسون بارك"، ليثير ذلك غضب هولدينج، وانتقامه، أسس رجل الأعمال ناديًا اسمه "ليفربول" في العام 1892، وجعل "الأنفيلد" معقله، 400 متر فقط هي ما يفصل بين الناديين بمقاطعة الميرسيسايد في شمال غرب إنجلترا.

لتبدأ منذ ذلك الوقت منافسة بين الفريقين على الزعامة الجماهيرية داخل المقاطعة، وكانت المباراة بينهما الأكثر حضورًا بين مباريات الكرة في إنجلترا، لكن ظلت العلاقة بين الجمهورين على مدار التاريخ ودية بعض الشيء، فلا نرى فصلًا بين جماهير الفريقين في المدرجات، وبداخل الأسرة الواحدة تجد مشجعًا لليفربول وآخر لإيفرتون.

في العام 1984، التقى الفريقان في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية، فيما اختلط الجمهوران ببعضهما في مدرجات ملعب "ويمبلي"، مشجع يرتدي القميص الأحمر، وإلى جانبه آخر يرتدي القميص الأزرق، بينما هتف الجميع بشكل موحد: "ميرسيسايد، ميرسيسياد.. هل ترون ذلك أبناء مانشستر؟"، كانت الهتافات موجهة لجمهوري مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وما تشهده مدينة مانشستر من منافسة شرسة حد العداء بين الناديين.

كان العام 1989 مأسويًا، شهد وقوع كارثة "هيلزبره"، في مباراة ليفربول وشيفيلد وينزداي، حيث توفى 96 شخصًا، كان أغلبهم من مشجعي ليفربول، بسبب التدافع؛ ليستقبل الأخير وجماهيره تضامنًا إنجليزيًا واسعًا، لدرجة أن قاطع نادي إيفرتون صحيفة "ذا صن" الإنجليزية، بعد نشرها أخبارًا تزعم تسبب "هوليجانز" ليفربول في وقوع الكارثة؛ لحضورهم المباراة وهم في حالة سكر، ما زاد من قوة رابطة الصداقة بين الجمهورين، وإلى الآن.

ليأتي الدور على ليفربول، كأنه رد للجميل، ولو بعد سنوات طويلة. في العام 2007، تلقى مشجع لإيفرتون في عمر 11 عامًا رصاصة، أودت بحياته؛ لتستدعي إدارة ليفربول أسرته وشقيقه الأكبر إلى ملعب "الأنفيلد"، لمتابعة إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا، تكريمًا لهم وللضحية، وتأمر بتشغيل الأغنية المفضلة لنادي إيفرتون للمرة الأولى في التاريخ على ملعب "أنفيلد".

فيديو قد يعجبك: