لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بسبب "عُقدة الخواجة".. معاناة الأمهات والأبناء مع تعلم اللغة العربية

12:04 ص الجمعة 18 ديسمبر 2020

معاناة الأمهات والأبناء مع تعلم اللغة العربية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:
منذ فترة قصيرة لاحظت "هالة شاكر" الأم لطفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام وجود أزمة لدى طفلتها في تعلم اللغة العربية، نولد في مجتمع نكتسب لغته ونتخيل أننا لن نعاني في تعلمها لأنها لغتنا، لكن الوضع الذي تغير مع بداية انتشار التعليم الأجنبي في مصر وضع اللغة العربية في نهاية لائحة اهتمامات بعض المدارس، فمن لم يتلق تعليماً أجنبياً يعتقد أهله أنه سيفوته قطار الوظائف والمستوى الاجتماعي الجيد.

في عمر المدرسة أدخلت هالة طفلتها مدرسة للغات، وبعد فترة بدأت المشكلة تظهر أمامها "اكتشفت إن بنتي ممتازة في الإنجليزي لكن ضعيفة جدا في العربي واتفاجئت بدة وهي بتكبر لأن الواحد مش متخيل أبداً انه طالما بنتكلم عربي فهيكون عندنا مشاكل فيه".
في العام الماضي قررت الأم مساعدة طفلتها في مذاكرة اللغة العربية وأخرجت كتب مهمة لتبدأ معها من البداية وتعلمها قواعد النحو والكتاب، حاولت هالة تعليمها من خلال القنوات التعليمية لليوتيوب وعن طريق تبسيط المعلومة مع التعرف على التطبيقات المختلفة كما عوّدتها على قراءة القصص، ولم تكتفِ هالة بذلك فاتفقت مع محفظة للقرآن لتعلم الطفلة منهج "نور البيان" لتتعلم الطريقة السليمة لنطق الحروف وحفظ القرآن لأنه عماد اللغة العربية "مع الوقت اتحسنت كتير وفرق معاها جداً وبقى كأنه دراسة ماشية جنب المدرسة".

خلال فترة الحظر في مارس الماضي استغلت الأم تخفيف طاقة العمل عندها في متابعة الطفلة وتلك الفترة كانت الفيصل في تحسن مستوى ابنتها كثيراً "أما بدأت معاها كانت مبتعرفش الفروق بين حروف زي ط وظ وكان صدمة ليا انها عندها 8 سنين ومشاكل كبيرة في النطق والقراءة والحقيقة فخورة بنجاحي معاها لأن المشكلة دي معظمنا كأمهات واقعين فيها".
ترى هالة أن الأزمة لم تنشأ فقط من الاهتمام الكبير بتعلم اللغات على حساب اللغة العربية، فالأزمة تبدأ مبكراً مع عدم وجود محتوى جيد ومناسب للأطفال من كل الأعمار باللغة العربية، لاسيما الاعتماد على دبلجة الأفلام وتلك الطريقة لا تعلم الأطفال اللغة بشكل جيد.
على عكس هالة ترى إيناس أن المأزق الأكبر هو الوسط المحيط بالطفل والذي يؤثر بشدة على إتقانه للغة العربية.

"إيناس حليم" كاتبة تعيش في إحدى دول الخليج لم تتخيل أبداً أن اللغة التي تستطيع تشكيلها في قصص وروايات ستكون الأزمة أمام ابنها حينما بدأ في النضج عام بعد عام دون معرفة كيف يقرأ لغته الأصلية "الأزمة في إن الوسط حوالينا مش متكلم بالعربي دايما، فالطفل بيلاقي العربي في البيت بس، إنما في المدرسة جنسيات كتيرة وفي كل مكان فبيتعامل بالإنجليزي اللي بيبدأ يبقى لغة أولى".

فور دخوله المدرسة الأجنبية لم تنتبه "حليم" لتلك الأزمة، لكنها اكتشفت أن بعض مدرسي اللغة العربية لا يهتمون بشكل كافٍ، حاولت إيناس حل المشكلة بنفسها مع طفلها وتعليمه القراءة بشكل جيد مع نطق الحروف، لكن نمط الحياة والعمل جعلا حل المشكلة أصعب، إلى أن وصل ابنها لتسعة أعوام دون معرفة جيدة باللغة العربية "المشكلة كانت في انه مش عارف الفرق بين شكل الحروف في أول الكلمة أو آخرها لأن اللغة العربية بتتكتب بشكل مختلف عن لغات كتيرة طبعاً وحاولت معاه لكن فشلت إني أوصل لحل لوحدي".

توصلت إيناس عبر المعارف إلى شيخ يدرس اللغة العربية والقرآن بطريقة تسمى "القاعدة النورانية" وهي قاعدة تُعرف بأنّها أحد العلوم المتعلّقة بالقُرآن الكريم، وسُميت بهذا الاسم؛ نسبةً إلى مؤلّفها الشيخ نور محمد الحقّاني، وهذه الطريقة تبدأ بمعرفة عدد حروف الهجاء، ثُمّ معرفة صفات الحروف مع معرفة مخارج الحروف "مع المتابعة بدأ الوضع يتحسن كتير عن الأول و خلال أقل من سنة اتحسن مستواه جداً "، تعلم إيناس، بأنها ستتخذ ذلك الطريق مبكراً مع طفلتها التي لم تكمل بعد عامها الخامس كي لا تتعثر في اللغة العربية.

فيديو قد يعجبك: