"جبر الخواطر حلو".. كيف دعم مينا طفله المريض بصور "سوبر وسبايدر مان"؟

كتب- عبدالله عويس:

لم تسعه الفرحة، وهو يستقبل عشرات الصور، لطفله الصغير في أوضاع مختلفة، صممها محترفون على برامج التصميم، فبعد أن طلب مينا سامي "خلفية" مناسبة لصورة ابنه المصاب بضمور في المخ، تمنى له الآلاف الشفاء، ووصلته عشرات الرسائل التي تسأله إن كان يود مساعدة من أحد، لكن إجابته كانت واحدة "كفاية الصور.. وإنكم تدعو لكوكو".

يعمل مينا سائقا لعربة نصف نقل، وحين ولد طفله "مارك" أدرك أن به إصابة لم يحددها إلا عدد من الأطباء، ليكتشف أن صغيره لديه ضمور في المخ، وهو ما استدعى جلسات طبية عدة، وشرائه "ستاند طبي" يقف صغيره عليه بينما تلتف أشرطة من القماش حول جسده لتمعنه من السقوط، وحين نشر والده داخل إحدى مجموعات فيس بوك صورة طفله طالبا تعديلها وصلته عشرات الصور: "أنا راجل سواق لا ليا في فوتوشوب ولا الكلام ده، فطبعا كنت فرحان جدا بصور ابني دي، واحتفظت بيهم كلهم عشان أبقى أوريهمله لما يكبر" يحكي بن قرية منشأة عبدالله في محافظة الفيوم، وهو يحاول عد الصور التي وصلته: "لما حد بيطلب تعديل على صورة بيجيله تعديلين أو 3 مش أكتر، أنا جالي أكتر من 45 صورة".

الفرحة امتدت داخل أسرة مينا، جلس الأجداد والأم حول هاتف الشاب الثلاثيني، يشاهدون الصور، ما بين إعجاب بتصميم واحدة وإشادة بأخرى، ويرى مينا تلك اللحظات أسعد ما مر به خلال الفترة الماضية: "الموضوع بسيط ويبان ملوش لازمة بس أنا فرحت جدا".

لدى مينا طفلة تكبر مارك وهما كل ما يسعى لإسعاده في هذه الحياة، وحين راسله المئات طلبا لتقديم المساعدة، كان الحرج يمنعه من القبول، موجها لهم طلبه بالدعاء لابنه الصغير أن يشفى من أمراضه: "محتاج يركب سماعات أذن تكلفتها حوالي 15 ألف جنيه، وشهريا ممكن نعمل جلسات خاصة ليه تكلفتها تعدي الـ3 آلاف جنيه".

محمود العوا، ومحمود زاهر، ولبيب حمدان، وأحمد شوقي، بعض ممن قدموا عدة تصميمات لصورة الطفل الصغير، وكانت طلبات الدعاء له بالشفاء لا تتوقف، غير أن أكثر تفاعل كان على صور محمود الشناي، وتخطت أعداد التفاعل مع الصور التي صممها أكثر من 55 ألف، وتنوعت الصور بين شخصيات رياضية وكارتونية وأبطال خارقين: "فرحان بكل صورة وبكل دعوة، جبر الخواطر ممكن يبقى بحاجة صغيرة زي دي، بس بتفرق مع الواحد".