من قريته.. قصة إرهابي الأورام: من الغش للإخوان والإرهاب وتجنيد شقيقه
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب وصور ـ عبدالله عويس:
قبل عامين، ترك عبدالرحمن خالد "إرهابي تفجير معهد الأورام"، قرية جبلة بمركز سنورس في محافظة الفيوم، هربًا من مطاردة رجال الأمن، وترددهم المستمر على منزله، مخبرا أسرته "أنا هسافر القاهرة هشتغل في السباكة هناك" كما تقول خالته "أم إسلام".
الإرهابي الذي قاد السيارة التي انفجرت أمام معهد الأورام بقلب القاهرة، مساء الأحد الماضي، خريج كلية دار علوم جامعة القاهرة عام 2017، ومطلوب لدى قوات الأمن لتورطه في أعمال إرهابية، وصدر ضده أمر ضبط وإحضار على ذمة القضية المعروفة بطلائع حسم 2018، وفقا لبيان وزارة الداخلية.
في قرية يعمل أكثر ساكنيها في مهنة الزراعة، ولد عبدالرحمن لأب يتجه كل صباح إلى "الغيط" قبل ذهابه إلى عمله بالوحدة المحلية.
لم يحب الشاب الأرض ولا فلاحتها، فتعلم صنعة السباكة واشتهر بها إلى جانب دراسته، ولم يكن يذهب إلى الأرض إلا قليلا، رغم أن الزراعة هي النشاط الاقتصادي الأول في محافظة الفيوم حيث يعيش، على عكس أخيه إبراهيم الذي كان يساعد والده في زراعة الأرض أحيانا، جنبا إلى جنب مع عمله في النقاشة.
إبراهيم شقيق الإرهابي، كان عضوا في نفس الخلية الإرهابية، التابعة لحركة حسم الإخوانية، وكان يتلقى التكليفات من كوادر الحركة بالخارج، وينقلها لعناصر الخلية العنقودية، بحسب وزارة الداخلية.
بخلاف الإرهابي عبدالرحمن وشقيقه إبراهيم، كانت الخلية تضم عنصرا ثالثا من نفس القرية التي يقطنها أكثر من 17 ألف مواطن، هو حسام عادل ـ الذي عرفه بيان وزارة الداخليةـ بأنه أحد عناصر الرصد والدعم اللوجيستي، وظهر في مقطع فيديو يعترف فيه بتنسيق لقاء منفذ العملية مع والدته في حديقة الأزهر، قبل يوم من الحادث.
يتهرب أغلب الأهالي من الحديث حول أبناء القرية الثلاثة، يختفون عن أعين الغرباء، ويكون الحديث مقتضبا في أقل كلمات ممكنة، بينما كشف بيان الداخلية عن انضمام اثنين آخرين من مركز سنورس الذي تتبعه القرية؛ للخلية الإرهابية، التي تضم أيضا عنصرا سادسا من الفيوم.
وأغلب عناصر الخلية مطلوبون على ذمة قضية طلائع حسم، وهي قضية تنظرها محكمة الجنايات العسكرية حاليا، بعدما تم جمع عدة قضايا للتنظيم في قضية واحدة.
طالب يدرس
كان عبدالرحمن يعطي بعض أطفال القرية، درسا خصوصيا في اللغة العربية؛ أثناء دراسته بكلية العلوم. ورسب الشاب في الفرقة الثالثة بعدما حرر له محضر غش، وحصل في النهاية على تقدير جيد جدا.
يقول إسلام شعبان ابن خالته "إبراهيم الذي يصغر عبدالرحمن بعامين حصل على ليسانس الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، وتخرج حسام عادل ـثالثهما في الخليةـ من أحد المعاهد الفنية الحكومية.
ويضيف: "بعد كده خرج عبدالرحمن من القرية واختفى، آخر كلام قاله إنه هيشتغل في السباكة في مصر". بينما تواجد إبراهيم وحسام داخل القرية على فترات: "إبراهيم قال إنه نازل شغل نقاشة وهيرجع على بعد العيد".
أخبرت "وردة" والدة الإرهابي عبد الرحمن شقيقتها، أنها زارت ابنها عبدالرحمن في القاهرة، ولم يكن والده معها، بعد أن رفض الذهاب معها، وكان برفقتها طفلتها الصغيرة، التي اشترى لها عبدالرحمن بعض الألعاب، قبل يوم واحد من الحادث، كما تؤكد خالة الإرهابي عبد الرحمن: "هو زمان كان بيطلع مظاهرات اللي مع الإخوان، وبعد كده الأمن بقى ييجي البيت مخصوص عشانه، فساب البلد وقعد في القاهرة، ولما أمه لقت فرصة تشوف ابنها راحت تزوره لكنها مكنتش تعرف حاجة".
بعد يومين من الانفجار، وصلت قوة أمنية إلى منزل الإرهابي عبدالرحمن، ولم يكن إبراهيم شقيقه هناك يومها. تقول خالته أم إسلام: "عرفنا أنه ألقي القبض عليه بعدها في قرية كوم أوشيم، التابعة لمركز طامية محافظة الفيوم"
وعقب ضبط عضو الخلية إبراهيم خالد شقيق الإرهابي عبد الرحمن؛ أرشد عن مكان اختباء عضو آخر من الخلية يدعى إسلام محمد قرني، سبق اتهامه في قضية تصنيع المتفجرات وإتلاف محولات الكهرباء، وفق ما أكد بيان وزارة الداخلية الذي أوضح أنه أحد عناصر حركة حسم الإرهابية بمنطقة التبين بحلوان.
وأضافت الداخلية في بيانها أنه أثناء مهاجمة قوات الأمن للمكان الذي أرشد عنه الإرهابي إبراهيم خالد، أطلق إسلام قرني النار على القوات في محاولة للهرب وتمكين إبراهيم خالد من الهروب برفقته، إلا أن قوات الأمن تعاملت معهما ما أسفر عن مصرعهما.
بعدها، عرفت "أم إسلام" من التلفاز أن ابن اختها الكبير كان الإرهابي الذي قاد السيارة المفخخة، وأن أخاه قتل أثناء محاولته الهرب وأطلق الرصاص على أفراد الأمن، "عبدالرحمن لو عمل كده مش مسامحينه.. بقيت أخاف أخرج الشارع عشان مكسوفة من الناس ومحرجة".
تروي خالة عبدالرحمن تفاصيل عن شخصيته: "كان بيلبس بناطيل وقمصان عادي، ومكنش مربي دقنه يعني، وكان بيحب الضحك والكوميديا، بس مش عارفين إيه غيره ولا مين لعب في دماغه عشان يعمل كده، لدرجة إني بقول يا رب يبقى ده كابوس وأفوق منه"، على غير ما أشيع عن ارتدائه الجلاليب القصيرة وإطلاقه اللحية، ويؤكد كلامها ابنها إسلام الذي يصغر عبدالرحمن بعامين، وهو طالب بالفرقة الخامسة في كلية طب الأسنان بجامعة الفيوم: "إحنا مستغربين جدا من اللي حصل، وموجوعين طبعا، وربنا يطلعنا من المحنة دي على خير".
في شارع يضم أغلب أقاربه، يقع منزل الإرهابي المكون من طابقين، وله بابان أحدهما مخصص لدخول المواشي، ويستقر أسفل السلالم الموصلة للطابق الثاني معدات خاصة بالأرض والمواشي، ولا يتخطى عرض الشارع مترين، كأغلب الشوارع القرية.
طرقنا على باب المنزل الذي كان يعيش به الإرهابي عبدالرحمن وشقيقه فترة طويلة دون أن يستجيب أحد من داخله، قبل أن ترد سيدة قالت إنها زوجة عم عبدالرحمن، وأكدت أن المنزل في الوقت الحالي لا يوجد فيه أحد غيرها، رافضة الإدلاء بتصريحات إضافية.
فيديو قد يعجبك: