أمهات طالبات ثانوي.. 14 عامًا صداقة ومكملين «صحوبية على حس البنات»
كتب و تصوير- عبدالله عويس:
صداقة عمرها 14 عامًا، بدأت بتعارف الأمهات أثناء التقديم لبناتهن بمرحلة رياض الأطفال، ولا تزال مستمرة حتى التحقت البنات بالثانوية العامة، خارج أسوار مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية بالدقي، كان خمس سيدات يقفن معا وسط عشرات الأمهات في انتظار انتهاء أبنائهن من الامتحان، يتناولن الحديث معا والإفطار، يتحدثن حول أيامهن المقبلة والرحلات والخروجات التي خططن لها، بعدما تشكلت بينهن علاقة صداقة "على حس البنات".
تقف سلوى حسين على أعتاب مدرسة جمال عبدالناصر، تنتظر ابنتها التي تؤدى أحد الاختبارات، وحين تمل من الوقوف تجلس داخل سيارتها رفقة سيدات أخريات، تعرفت عليهن مبكرا حين قدمت لابنتها في إحدى المدارس الخاصة: "عرفنا بعض وإحنا بنقدم لأولادنا في رياض الأطفال، والبنات كبروا وبقى لكل واحدة شلة مختلفة كمان، بس إحنا فضلنا زي ما إحنا". تحكي سلوى، بينما تلتهم فطيرا أعدته نهاد داوود والدة غادة، طالبة ثانوني قسم علمي علوم: "المعرفة كانت في البداية تقليدية، بنطمن على البنات من خلال بعض وخلاص، لكن بعد كده الموضوع كبر وبقينا نحضر أفراح بعض، ونخرج سوا ونتفسح كمان بعيدا عن البنات".
في عرس ابن نهاد حضرت المجموعة كلها، قدموا المباركات والتهنئة، إلى جانب المناسبات الاجتماعية التي يحضرنها معا، يجتمع الـ5 أمهات في نادي الزمالك لقربه بعض الشيء من سكنهن: "كل خميس بنتقابل في النادي، ومع بعض في الحلوة والمرة". تمثل الثانوية العامة للأمهات الـ5 "بعبع" يتمنين القضاء عليه سريعا، ويمضين وقت الانتظار أمام اللجان بالحديث سويا في كل الأمور: "بنبقى متوترين عشان بناتنا فبنحكي في أي حاجة عشان الوقت يعدي".
هذه المرة الأولى التي تختبر فيها دينا مختار شعور الأمهات في الثانوية العامة، فابنتها مريم هي الأكبر، وخلال فترة الامتحانات، يتحول منزل السيدة إلى ما يشبه المعسكر المغلق: "مبيعديش القلق والتوتر غير صحابي" قالتها وهي تنظر للأمهات الـ4 من حولها، قبل أن تعطيها داليا أمجد بعض الكيك الذي أعدته في منزلها: "14 سنة محبة وخروجات وفسح وحضور مناسبات، بقينا عشرة عمر خلاص، ولما البنات يخشوا كليات مختلفة إحنا برضه صحوبيتنا مكملة".
تدرس الـ5 طالبات في مدرسة الطلائع الإسلامية، ويؤدين الامتحانات في مدرسة جمال عبدالناصر بالدقي، وتنتظر إنجي محمد ابنتها تسنيم على باب المدرسة، لتهدئتها والاطمئنان عليها قبل العودة للمنزل، وترى أن علاقتها بالأمهات التي تعرفت عليهن خلال الرحلة التعليمية لبنتها لن تتوقف: "خلاص بقينا شلة إحنا".
الحديث على باب المدرسة يشمل أمورا مختلفة، بعضها متعلق بوجبات اليوم، واختبارات الغد، وخروجة يوم الخميس من كل أسبوع، والتجهيز لمناسبة اجتماعية تخص إحداهن، ويقطع الصمت أحيانا دعاء إحداهن لابنتها، فتؤمن الآخريات على دعائها، قبل أن يقمن بالأمر نفسه، لبناتهن وبقية الطالبات، ثم يعدن من حيث أتين، على أمل الالتقاء مجددا في أقرب فرصة، ربما تكون في النادي، أو رحلة، أو حتى مناسبة.
فيديو قد يعجبك: