لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"قرآن وجرائد".. كيف يقضي أولياء أمور طلاب الثانوية ساعات الانتظار أمام اللجان؟

05:56 م الأربعاء 12 يونيو 2019

كيف يقضي الآباء والأمهات ساعات امتحان ثانوي؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب وتصوير- عبدالله عويس:

الساعة تشير إلى الـ9 صباحا، في تلك اللحظة استلم طلاب الثانوية العامة ورقة الأسئلة، ثم شرعوا في تأدية اختبار اللغة الإنجليزية، الذي يستمر لـ3 ساعات.
في التوقيت نفسه، كانت الدقائق تمضي وكأنها ساعات، ما بين توتر وقلق ودعوات لا تنقطع لأولياء أمور وقفوا أمام المدرسة في انتظار سماع الجرس ليعلن انتهاء زمن الاختبار، وبينما كانت الأقلام تخط كلمات على الورق داخل المدرسة، كان الأهالي خارج سورها لا يكفون عن الدعاء أو الحديث حتى خروج أبنائهم.

1

هذه المرة الأولى التي تختبر فيها ميرفت علي ذلك الشعور، كبرت صغيرتها وصارت في الصف الثالث الثانوي، فقررت ملازمتها في طريقها للمدرسة، وحين يصلان، لا تعود السيدة إلى عملها، بل تجلس حتى تخرج ابنتها، ولذلك حصلت على إجازة طويلة من عملها: «أنا مبقدرش أقعد في البيت، هفضل متوترة وقلقانة وخايفة عليها، معرفش ليه بس ده شعوري، بحس إني قريبة منها ومطمناها بوقفتي دي» تحكي الأم، وهي تجلس على سور المدرسة، بعدما أغلقت المصحف، وقد تلت منه سورا عدة.
تتمنى أن تكون سببا في سهولة الاختبار على ابنتها: «وبقعد أدعي ربنا إن اللي ذاكرته تلاقيه، ويطمن قلبها، عشان هيا طول الوقت خايفة وقلقانة، وبحاول طول الوقت أمثل إني مش قلقانة ولا حاجة عشان تفضل مطمنة». طلبت ميرفت إجازة 10 أيام من عملها، لتتفرغ لابنتها ولاختباراتها، وبعد أن تنقضي تلك الأيام ستحاول الحصول على إجازة أخرى.

2

في أول مرة اتجه فيها زكي إبراهيم مع ابنته دعاء لمدرستها، ظن أن الـ3 ساعات ستمضي سريعا، لكن ذلك لم يحدث، فصار يسلي وقته بقراءة جريدة ورقية طيلة الانتظار، وبين كل حين وآخر يدعو لابنته أن يمر الاختبار عليها سهلا بسيطا: «بقضي الـ3 ساعات قراية، ولما بزهق ممكن أتمشى، ولما أتعب بقعد على السور» يحكي الرجل الذي يتمنى لابنته أن تمر بتلك التجربة دون أي مشكلات، وبالنسبة له فإن أي كلية ستدخلها ستكون جيدة، طالما أنها ضمن اختياراتها ورغبتها الشخصية: «بس بيبقوا 3 ساعات تقال بصراحة، ببقى قلقان عليها، ومستنيها تخرج بس وأشوف وشها».
لا يسأل الرجل ابنته عقب الامتحانات عن صنيعها، يعرف الأمر من خلال وجهها، ويتذكر في مادة اللغة العربية كيف كانت ضاحكة، وكيف كان الحزن يظهر على وجهها في مادة الإحصاء: «وطبعا ده كله بيأثر فينا بس لازم نتماسك قدامهم».

3

جلبت بعض الأمهات معها زجاجات مياه، وعصائر وحلويات، ومن لم يكن معه اشترى من كشك قريب، وكان الأمر بمثابة ربح زيادة لياسر محمود، الذي يعمل في كشك على مقربة من مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية بالدقي: «الناس وهيا قاعدة يا بتجوع يا تعطش، يا تفتكر إنها عايزة كروت شحن مثلا أو مناديل، وتيجي تشتري، فده بالنسبة ليا مكسب» قالها بينما كان علي محمود يشتري منه بعض البسكوت، وعينيه تنظر إلى الباب في انتظار خروج الطلاب: «الوقت صعب أوي علينا، بتبقى قلوبنا مخلوعة وبنقضي الوقت في الكلام مع الناس عشان يعدي مش أكتر».

4

تقف السيدات في مجموعات على باب المدرسة، يتحدثن سويا عن كثير من التفاصيل، بشأن المذاكرة طيلة الليل، والأكلات التي سبق تجهيزها، واستعدادات المنزل لتلك الفترة، بتوفير جو مناسب للمذاكرة، ويمضي الوقت بتلك الأحاديث وبدونها يصبح الانتظار صعبا: «لو معملناش ده هنفضل متوترين بزيادة، فبنحكي ونعدي الوقت مع بعض» قالتها نهاد داوود ولية أمر إحدى الطالبات، وأحضرت معها بعض الفطائر التي أعدتها في المنزل وبعض الحلويات: «بنسلي وقتنا بأي حاجة».

6

فيديو قد يعجبك: