لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف يستعد طلاب 3 إعدادي لنظام الثانوية الجديد؟

01:19 م الثلاثاء 11 يونيو 2019

امتحان الصف الأول الثانوي الإلكتروني - أرشيفية

كتب- أحمد شعبان ومحمود عبدالرحمن:

عندما كان طلاب الصف الأول الثانوي يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الثاني في شهر مايو الماضي، كانت "منة محمود" الطالبة في الصف الثالث الإعدادي تتابع باهتمام أخبار تطبيق وزارة التربية والتعليم للامتحانات الإلكترونية لأول مرة على الطلاب. يساورها قلق جراء الجدل الذي صاحب تطبيق النظام الجديد، والحيرة التي أصابت أولياء الأمور، بسبب صعوبة أداء الطلاب للامتحان وأزمة "سقوط السيستم"، خاصة أنها ستكون مكانهم العام الدراسي المُقبل.

تفاؤل كبير شعرت به "منّة" في البداية، حين أعلنت الحكومة بداية العام الماضي النظام التعليمي الجديد الذي بدأ تطبيقه العام الدراسي الحالي 2018/2019، ويهدف إلى تطوير المناهج والاعتماد بشكل كبير على التكنولوجيا، وتسلّم طلاب الصف الأول الثانوي أجهزة لوحية "تابلت"، مزودة بالمناهج الدراسية، وأعلن وقتها أنهم يؤدون الامتحانات من خلالها. غير أن ما حدث بعد ذلك سبب لها إحباطا، بدأ مع تأخر تسليم "التابلت" حتى منتصف فبراير من العام الجاري، رغم بدء العام الدراسي في سبتمبر من العام الماضي، ثم "سقوط السيستم" في الامتحان الإلكتروني التجريبي الذي أجري في مارس الماضي، وأخيراً ما حدث في امتحانات الفصل الدراسي الثاني في مايو الماضي.

عاشت طالبة الشهادة الإعدادية، بإحدى مدارس منطقة فيصل بالجيزة، كل هذه اللحظات في قلق، خاصة وأن أختها كانت من بين طلاب الصف الأول الثانوي الذين أدوا امتحانات هذا العام "أول يوم دخلت الامتحان قالوا السيستم وقع، فسابوا التابلت وامتحنوا ورقي وفي آخر نص ساعة لما السيستم رجع ادوهم التابلت تاني".

ترى الأمر مُربكاً للطلاب وأولياء الأمور، "مكنش فيه فرصة إن الطلبة تعرف يتعاملوا إزاي مع التابلت، كان المفروض يدربوهم على التعامل مع التابلت أكتر من مرة مع امتحانات الشهر مش يتم التأجيل ونتفاجئ بكل المشاكل اللي حصلت"، وفق ما تقول منّة.

إلى جانب القلق الذي أصاب طلاب الشهادة الإعدادية جراء ما حدث في امتحانات الصف الأول الثانوي، بعضهم باتوا في حيرة من أمرهم، ويفكرون في الالتحاق بإحدى مدارس الثانوي التجاري أو الفني والتمريض، للابتعاد عن نظام الثانوية العامة، من بين هؤلاء "فرح حسين"، الطالبة بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة الشهيد أشرف فايد بالوايلي، رغم أنها حصلت على مجموع مرتفع في الشهادة الإعدادية "جبت 274 وأهلي مش موافقين غير إني أدخل ثانوية عامة، وأنا خايفة منها، إحنا جيل اتعود على النظام الورقي وملناش في التكنولوجيا، فجأة اتغير كل ده".

لا تملك "فرح" إلا الالتحاق بالثانوية العامة، تحاول فهم النظام الجديد، تسأل أصدقاءها وأقاربها ممن خاضوا التجربة حتى تستبين منهم بعض ما يدور في ذهنها، علّ ذلك يطرد بعضاً من مخاوفها وقلقها، كذلك اشترى لها والدها جهاز لوحي "عشان أتعود إني أشتغل على التابلت من النهاردة حتى لو نظامه مختلف عن تابلت الوزارة". تقول إنها ستفعل ما بوسعها حتى تمر المرحلة الثانوية بسلام "محتارة جداً وخايفة أدخل الثانوية وأتظلم وحلمي إني أدخل كلية هندسة يتحطم، لكن مفيش حل تاني قدامي".

القلق نفسه والحيرة ذاتها أصابا "أسماء خالد"، الطالبة بمدرسة سكة حديد التوفيقية بمركز إيتاي البارود بالبحيرة "خايفة مجبش مجموع يخليني أدخل كلية كويسة"، راودتها فكرة الالتحاق بمدرسة التمريض، ثم أزاحتها سريعاً، ورغم ذلك لا تخفي حماسها لتجربة النظام الجديد، والتغيير الذي سيلحق بالعملية التعليمية "أدينا هنجرب ونتمنى إنه يكون أفضل من النظام الحالي".

فيما تأمل أن تختفي الأخطاء والأزمات التي صاحبت تطبيق النظام الجديد هذا العام، وهو ما وعد به وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، خلال مؤتمر صحفي عقده في الثالث من يونيو الجاري للحديث عن تفاصيل امتحانات الصف الأول الثانوي، قائلاً إن أي مشكلة واجهت الطلاب خلال الامتحانات سوف تؤخذ بعين الاعتبار، "ياريت يكون اللي حصل بسبب إنها أول مرة وأول سنة يتطبق، وإن شاء الله يبقى كويس بعد كده"، تقول أسماء.

بمجموع درجات بلغ 230 من 280، اجتاز الطالب "عمر كامل" المرحلة الإعدادية، وقدم أوراقه إلى إحدى المدارس الثانوية في مركز نجع حمادي بمحافظة قنا، حيث يقطن.

لم يتابع "عمر" تفاصيل وأخبار النظام التعليمي الجديد لكن والده الذي يعمل مدرس ثانوي حدثه كثيراً عنه، فبدا له الأمر مقلقاً "التعامل على التابلت صعب ومش مفهوم قوي بالنسبالنا لأننا اتعودنا على الورقي، الحمدالله إن التجربة الأولي مكنتشي فينا .. وربنا يستر علينا".

فيما يرى أن كثيرين سيُظلمون بسبب هذا النظام الجديد، "فيه طلاب كتير عندنا متعرفش تستخدم الإنترنت ومعرفوش يحلوا رغم إنهم شاطرين جداً منهم جاري". كذلك يذكر أن ضعف خدمة الإنترنت وشبكات المحمول في قريته نجع أبو عياط بنجع حمادي، يمثل تحدياً آخر بالنسبة لهم، فيما طمأن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم طلاب الثانوية العامة في حديثه عن امتحانات الصف الأول الثانوي هذا العام، وأكد على أن "سيستم" امتحان الصف الأول الثانوي "تصميم مصري 100%"، وتم ضبط النظام بدون الاعتماد على الإنترنت وهو يعد أحد الأنظمة التي تمتلكها الوزارة للتعليم في المنظومة الجديدة بالمستقبل.

وتذكر الطالبة "منّة محمود" تحدياً ثانيا يواجه الطلاب، هو مسئولية الحفاظ على التابلت: "ممكن التابلت يتسرق أو يضيع من الطالب وهو رايح اللجنة وميمتحنش"، وهو ما يخشاه الطالب عمر كامل أيضاً.

فيما تضيف "منة" أن النظام الجديد والتابلت أصبح بمثابة "فوبيا" للطلاب "بقوا متشائمين وحالتهم صعبة وحاسين إنهم هيسقطوا"، يعزز ذلك الاعتقاد ما تعايشه مع أختها وزميلاتها.

رمضان يوسف ولى أمر طالب بالصف الثالث الإعدادي يقول إن النظام الجديد خلق حالة من القلق لدى ابنه "يوسف"، وصل إلى حد أنه يرفض دخول المرحلة الثانوية "بسبب اللي سمعه من أصدقائه من أخبار سيئة عن النظام الجديد"، يحاول الوالد إقناع ولده بالالتحاق بالمرحلة الثانوية "وكل ما أقوله كده يقولى مش هقدر أحقق فيها حاجه او أجيب مجموع".

يرى رمضان، صاحب الـ50 عاماً، أن الأعوام الدراسية المقبلة ستكون أفضل من العام الحالي، مبرراً ذلك بأن الصعوبات والمعوقات التي تواجه أي تجربة عند بدايتها ستتلاشى شيئاً فشيئاً بمرور الوقت، وفق ما يقول.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان