إعلان

"بطل في دنيا الأطفال".. حكاية "الأمريكاني" مع الألعاب السحرية

06:50 م الخميس 19 ديسمبر 2019

حكاية الأمريكاني مع الألعاب السحرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

في منتصف الثمانينات كان يقطع أحمد عبد اللطيف الشهير بأحمد الأمريكاني الطريق يومياً من بيته في مساكن أبي قير بشرق الإسكندرية، لفاترينة صغيرة يؤجرها في محل بسيط على ترام محطة الرمل بغرب المدينة، يبيع فيها الألعاب السحرية ويشكو من قلة إقبال الزبائن على الشراء، غير أنه صار علما بارزا في المكان بعدما تربى على ألعابه السحرية أجيال وأجيال.
"من بين البضاعة اللي كنت ببعيها لعبة اسمها الكاس السحري؛ وهي سحرتني وقتها وبسببها قررت اشتغل في المهنة دي" يقول بعيون يملأها الشجن عن ذلك العالم الساحر، ليقرر تأجير فاترينة على الترام يبيع فيها الألعاب السحرية والخدع .

1

قبل ذلك بسنوات اكتشف الأمريكاني عالمه الممتع عن طريق نشاطه مع اتحاد الطلبة في المعهد الفني الصناعي، حيث أقاموا المعارض بشكل مستمر داخل المعهد ومنه إلى باقي الجامعة، فاشتغل في تجارة الملابس والكتب في تلك المعارض التي أقبل عليها الطلاب .

ذات يوم زاره ساحر أمريكي يعمل بالسيرك الروسي، في مدرسة سان مارك بالشاطبي، طلب منه الساحر كوتشينة وآراه عددا من الحيل، ليصبح ذلك الساحر المفتاح الذي أدخله إلى عالمه الجديد، ليقلب حياته للدرجة التي جعلته يسمي نفسه أحمد الأمريكاني.

لسنوات طويلة ظل الاسم علامة شهيرة من علامات المدينة إلى أن احتلت أمريكا العراق، فاكتشف الرجل سوء الدولة التي اتخذ منها اسماً، قبلا أن يغيره إلى أحمد الإسكندراني، لكن ذلك لم يدم طويلاً لابتعاد الزبائن عنه اعتقاداً منهم أنه شخص آخر فعاد للقب الملتصق به .

في التسعينات قبل انتشار الانترنت والهواتف المحمولة كان نوع الدعايا المعروف في المجتمع السكندري هو انتقال المعلومات ضمن إطار الذي يتعامل معه الشخص .فالذي كان يشتري لعبة أو خدعة يريها لأفراد أسرته و لأصدقاء الدراسة لتغطي الدعايا مدينة كاملة. فحظي الامريكاني بشهرة غير مسبوقة وأصبحت تتسابق الأسر الغنية عليه ليحيي حفلات أعياد ميلاد أطفالهم وحفلات المدارس .

2

بعد تخرجه بقليل عمل الأمريكاني في وظيفة حكومية في حي المنتزه، استمر ذلك لشهر واحد فقط؛ حيث استوقفته زميلة لمست فيه نشاطه الزائد فنصحته بترك العمل والتفرغ للتجارة؛ حتى لا يشيخ في المكاتب الحكومية، أخذ بنصيحتها في نفس اليوم وخرج من العمل و لم يعد حتى ليقدم الاستقالة .

"معظم الأطفال دلوقتي متعودين على الفيسبوك واليوتيوب فعشان أوصلهم لازم أكون عارف اتعامل إزاي مع السوشيال ميديا" يحلل الأمريكاني كساد بضاعته نوعا ما.
للأمريكاني صولات وجولات، لكنه لا يستطيع نسيان ذلك العرض الذي قدمه بعدما طلبت منه فتاة -ابنة أحد رجال الأعمال- بالمشاركة في حفل لأطفال مستشفى الشاطبي بمناسبة شفاء طفل من السرطان "يومها اتنازلت عن أجري وحسيت إن مفيش أحسن من ثواب رسم ضحكة على وش الأطفال".

3
عبر انعطافة صغيرة في شارع سعد زغلول لنهاية شارع سيزوستريس يقابلك على اليسار المحل الخاص بأحمد الأمريكاني، وفي المدخل الهياكل العظمية والكثير من الحشرات المطاطية المتراصة، يعج المكان بأدراج كثيرة، كل درج يحمل اسم لخدعة سحرية، عالم كامل من اللعب التي شاهدها معظمنا في طفولته، ويتوسطها أحمد الأمريكاني، يحركها إحداها كي يبهر زبائنه بطريقة مسرحية مميزة لشخص اعتاد العروض وألفها منذ عقود .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان