لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من مصر.. كيف شاركت سيدات فلسطينيات في هاشتاج "غردي ثوبك"؟

07:49 م السبت 05 يناير 2019

رشيدة طليب أمام الكونجرس الأمريكي بالثوب الفلسطيني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

كان مشهد رشيدة طليب، عضو الكونجرس الأمريكي، مُرتدية الثوب الفلسطيني فخرًا للعديد من الفلسطينيات حول أنحاء العالم، وعلى إثر ذلك المشهد انتشر الهاشتاج "tweetyourthob"، لتُشارك فيه الفلسطينيات بزيهن دعمًا للقضية الفلسطينية.

كانت رشيدة طليب قد شاركت جمهورها على موقع الانستجرام، بالزي الفلسطيني، التي ارتدته بالفعل خلال أداء اليمين الدستوري على نسخة من القرآن الكريم، الجمعة الماضية، كنائبة في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية متشيجن، وتعتبر رشيدة الأمريكية من أصل فلسطيني، واحدة من أول مُسلمتين داخل الكونجرس، فالثانية هي إلهان عمر، صومالية الأصل.

1

وفي مصر تحمسّت العديد من الفلسطينيات للمشاركة عبر هاشتاج "غردي ثوبك"، من بين هؤلاء كانت سلمى خطاب، التي نشرت عدد من صورها ارتدت فيها فساتين مطرزة بالغرزة الفلسطينية، من بينها فستان الفرح.
تعود صورة سلمى بفستان الفرح لسنين مضت، تعتز كثيرًا بهويتها الفلسطينية، وتُحب مشاركة الناس فخرها ذلك "كنت حابة ألفت نظر الناس إن الشغل الحلو ده عاملاه سيدة فلسطينية عايشة في مصر، وإنه ينفع يبقى فستان فرح".

2

وُلدت سلمى في مصر، تُعرّف نفسها أنها من فلسطيني الخارج، ولطالما غرزت والدتها في نفسها ونفس أخواتها حُب الثوب الفلسطيني "أنا بلبس التوب من وأنا في تالتة ابتدائي"، اعتادت أمها أن تُشير للأهل القادمين من غزة أو الأردن ليشتروا لهن أثواب فلسطينية، وتحكي شادية نوفل، والدة سلمى، بأن الثوب يعتبر ضمن الثقافة الأساسية "من بعد ما تتولد البنت بتفكري تعمليلها التوب، وأول ما تعرف تمسك الإبرة، بتتعلم الغرزة الفلسطينية".

كما شاركت سلمى عبر الهاشتاج، تحمسّت والدتها أيضًا، لكن بطريقة أخرى، كان لديها لقاء في التليفزيون المصري، فهي عضو سابق باتحاد المرأة الفلسطينية، وحركة فتح، ورغم أنها أعدّت الزي التي سوف ترتديه للقاء منذ اليوم السابق، إلا أنها ما إن شاهدت النائبة الفلسطينية بالثوب، حتى قررت أنها سوف ترتديه هي أيضًا "هو طراز لازم نحافظ عليه، التوب عندنا بيتم توريثه، حتى وإن خرب بننقل تطريزه لفستان تاني".

3

من أسباب حماس سلمى نحو مشهد النائب الفلسطينية، هو إيمانها بأن القضية ليست قضية "حجارة" فقط، ترى أن القضية دومًا ما كانت منحصرة حول الاشتباكات والسجون "مؤخرًا من حوالي سبع سنين كدا بقى التراث والفنون جزء كبير من المقاومة"، تُشارك السيدة العشرينية في كثير من الأنشطة الفلسطينية داخل مصر، كما أنها عُضوة بفرقة كنعان للفنون الفلسطينية.
في أواخر الستينيات أُنشأ اتحاد المرأة الفلسطينية في مصر، ومنذ يومه الأول كانت هناك لجنة للتراث، كما تذكر عبلة الدجاني، رئيسة الاتحاد، وتُشير إلى أن أساس الثوب الفلسطيني يعود كونه رداء القرويات، وليس أهل المُدن "لكن أصبح جزء من الهوية الفلسطينية، ونوع من النضال كأنه علم، كلنا عندنا أتواب فلسطينية".

في منزل عبلة هُناك أنواع عديدة ينتشر عليها الغرزة الفلسطينية "احنا مش بس بنلبسه كتوب، لكن موجود على الشيلان وأكياس المخدات، كل شي حتى غلاف الموبايل"، وعلى الرغم أن عبلة لم تتربى على ذلك الزي "أمي مكنتش بتلبسه"، لكنها منذ اشتغالها بالاتحاد وهي ترتدي الثوب في المناسبات الوطنية، كما أن جزء من مهام لجنة التراث هو خياطة الثوب الفلسطيني، وبيعه خلال الفعاليات.

مشهد رشيدة كان فريدًا لأنه داخل الكونجرس الأمريكي، ففي رأي شادية أنه انتصار للقضية بعد مواقف عدائية من قِبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه فلسطين "زي إعلان القدس عاصمة إسرائيل".

لكن ذلك المشهد لم يكون الأخير داخل المحافل الدولية، حيث ظهرت عدد من الفلسطينيات بمهرجانات دولية مُرتدين الثوب الفلسطيني، من بينهن زوجة عماد برناط، مخرج فيلم "خمس كاميرات مكسورة"، الذي رُشّح لجائزة الأوسكار عام 2013.

4

منذ التسعينيات تعمل رافية علي كمصممة للملابس الفلسطينية في مصر، تقول إن الثوب الفلسطيني ظهر منذ القرن التاسع عشر "كان يعتبر ضمن الكماليات للسيدات"، ويتميز التطرير الفلسطيني برسومات من داخل الطبيعة الفلسطينية، حيث تتميز كل قرية برسومات بعينها "حتى إن مجرد ما تطلعي على توب أي ست تعرفي هي منين، من رام الله ولا اللد ولا غيره".


تفخر رافية بالتراث الفلسطيني، وهو ما جعلها تعمل كمصممة للحفاظ عليه، بمنزلها هناك ورشة تعمل بها، كما فتحت بابها للتعليم، ومع مرور السنوات بدأت الفتيات المصريات تنجذب أيضًا لتعلم الغرزة الفلسطينية، تُرجع رافية ذلك إلى أن الغرزة الفلسطينية تتشابه مع التراث السيناوي، فمدينة رفح تنقسم إلى جزء فلسطيني وآخر مصري "صار فيه اندماج بين الاتنين، اللهم الاختلاف في العروق".

أدخلت رافية التطريز الفلسطيني بأشكال عديدة منها؛ حقيبة المكياج وأقراط الأذن، والسراويل والمناشف، على مدار تلك السنين ترى رافية مدى التطوّر الناجم عن مجهود الحفاظ على التراث، درجة تأثر مصممات مصريات بإدخال الغرزة الفلسطينية على تصميماتهن.

فيديو قد يعجبك: