لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

3 حكايات من نتيجة ثانوية ما قبل "راوتر" البيت

02:43 م الخميس 12 يوليو 2018

طلبة ثانوية عامة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

قبل انتشار الإنترنت ووجوده داخل كل منزل تقريبًا، كان لطلاب الثانوية العامة حكايات مع النتيجة، توتر زائد، يشغلهم كيفية الحصول على على النتيجة في أسرع وقت أكثر من دراجتهم، التكهنات بموعد إعلان النتيجة قبل عصر "ريفريش" صفحات المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي كانت مُرهقة على النفس.

عام 1979؛ قبل وجود الإنترنت من الأساس، كان منزل جلال يملؤه التوتر، مُذيع الراديو يتلو أرقام الجلوس الخاصة بطلاب الثانوية العامة ويُذيلها بالنتيجة سواء ناجح أو راسب فقط، فيدّب القلق في نفس الأسرة أكثر، لم يكن يأبه الطالب الثانوي حينها بذلك، كان يعلم أنه ناجح على أي حال ينقصه أن يعرف درجته، لكن الجد والجدّة كانا ينصتان جيدًا للمذياع في انتظار سماع رقم الحفيد.

في العاشرة صباحًا كان جلال ووالده أمام بوابة مدرسته في حي الدقي، حشد من الأصدقاء وطلاب الثانوية العامة في انتظار معرفة النتيجة، يستغرق الأمر وقتًا حتى يأتي عامل المدرسة بدرجات كل شخص "إديناله فلوس عشان نجيبها بدري"، لكن في نفس الطالب كان يُحب ذلك "بتبقى وسط صحابك وبنخفف على بعض".

حين أتى عامل المدرسة بالنتيجة، لم يهدأ بال جلال، أراد أن يرى بنفسه كشف الدرجات وترتيبه على مستوى مدرسته الثانوية "لإننا كنا بنتخوّف من إنه يتلخبط وهو بينقل الأرقام"، ما يزيد عن الساعة تستغرق هذه العملية في الحصول على النتيجة والتأكد منها، يحبس باقي الطلاب أنفاسهم بالجوار بينما يروا من يفرح بنتيجته ومن يُرثي إخفاقه.

في المنزل كانت الجدة والجدفي انتظار أن يعود الحفيد ليُثلج صدورهم "التأخير بالنسبة ليهم يعني درجة وحشة"، لكنهم فقط لا يعلموا مشقّة أن يحصل عشرات الطلاب على نتيجتهم في نفس الوقت من خلال شخص واحد.

عام 2008، لم يكن الأمر مختلفًا كثيرًا في منزل شيماء عاطف رغم وجود النتيجة على عالم الإنترنت، في قريتها بمركز ملوي بمحافظة المنيا "مينفعش بنت تنزل سايبر وتشوف نتيجتها"، ظّلت الطالبة الثانوية داخل منزلها، بينما أقاربها ينتظرون أمام أبواب المكان الذي يبعد عنها قرابة نصف ساعة في انتظار النتيجة.

في قرية شيماء بصعيد مصر كان يوجد "سايبر" وحيد يخدم المكان والقرى المُحيطة، تمام الحادية عشر مساءً، انتشر الخبر "النتيجة خلاص نزلت على النت"، ازدادت ضربات قلب الطالبة الثانوية، رهبة تتملّكها، وصعوبة في الوصول إلى معلومة مؤكدة "خصوصًا إن في البيت كله مكنش في غير بابا اللي معاه موبايل ومستنيين حد يقولنا إيه حصل".

عقارب الساعة تمُر وتدهس معها مشاعر شيماء "إحساس صعب لحد واحدة الصبح مش عارفة أنا عملت إيه"، حتى جاءها قريبها إلى المنزل "ومعاه ورقة ناقل فيها درجاتي"، كانت مفاجأة للطالبة بقسم علمي رياضة "الدرجات كانت وحشة ومكنتش مصدقة إنها بتاعتي، وقتها محدش كان بيصدق فكرة نتيجة النت قوي، أو قولت ابن عمي نقلها غلط" طلبت منه أن يعود ويُكرر ما فعله ولكن بطباعة النتيجة وليس كتابتها يدويًا "بس طلعت زي ما هي".

انتظرت شيماء حتى الصباح "أروح المدرسة اتأكد من هناك"، مدرستها الثانوية كانت تخدم 16 قرية مختلفة، لكن داخل فصلها الدراسي يوجد تسع فتيات فقط مُسجلين بقسم علمي رياضة "طول الليل بفكر هو أنا لوحدي اللي جبت الدرجات دي ولا هما كمان معايا".

تتذكر شيماء كل ذلك بينما شهدت نتائج ثانوية عامة أخرى لأقاربها في عصر أكثر تقدمًا، تغبطهم على سهولة الوصول إلى النتيجة في الحال ورؤيتها بنفسهم، بينما كان يتطلب الأمر رحلة أكبر من أجل معرفة ما فعلته "بس رغم كل ده بقول إن فترتنا كانت أحسن كدراسة لإن الملهيات عن المذاكرة زي النت مكنتش زي دلوقتي".

زغاريد تغزو الشارع بشكل مفاجئ، بالتدريج تتصاعد من منزل تلو الآخر، هكذا عرف أحمد صلاح عام 2007 أن اللحظة قد حانت، نتيجة الثانوية العامة ظهرت وعليه أن يخوض مشوارًا إلى كافيه لديه إنترنت بجانب منزله.

أمام "السايبر" جمع كبير من سكان المنطقة، تدور الحكايات، دموع تتساقط وزغاريد ترتفع، كل هذا كان يُزيد من حدة توتر الطالب الثانوي، ساعة من الإجهاد النفسي عايشه أحمد في المكان "كل واحد له دور ومن كتر الضغط سيرفر الموقع كان كل شوية بيقُع، لحد ما بتعرف النتيجة أعصابك بتكون باظت وتبتقى عاوز تخلص من الشعور ده وخلاص والنتيجة بقى زي ما تيجي".

فيديو قد يعجبك: