"من كل بلد أكلة".. دليلك لمعرفة الدول في اليوم العالمي للاجئين
كتبت- دعاء الفولي وشروق غنيم:
كانت الروائح طاغية، مأكولات من دول مختلفة تملأ حديقة الأسماك، تشهد على تنوع الثقافات داخل الحدث، أغلبهن نساء وقفن بملابس تشي بأوطانهن، بينما تُقدّم كل منهن طعامًا من صنع يديها يعكس البلد الذي جاءت منه.
وقفت دانيا يوسف أمام طاولة مخصصة لأبناء قبيلة الداجو، يتراص عليها أطعمة مختلفة من جنوب السودان، لم تأتِ السيدة إلى المكان هي ورفاقها من أجل الربح، تعرض المنتجات فقط حتى يتعرف روّاد الحدث على ثقافة بلدها.
نباتات مختلفة تصلح لإعداد المشروبات التقليدية، مثل التبلدي، اللوب، الدُخن، عرديب والكول، كانت موجودة في معروضات أبناء القبيلة، يشترونها من المحال المخصصة لمنتجات السودان، أو يوصون أقاربهم بجلبها خلال زياراتهم لمصر.
منذ خمس سنوات تواجدت دانيا مع عائلاتها في مصر، جاءت بسبب الأزمات التي نشبت في منطقتها السودانية، حاولوا النزوح لكن لاحقتهم المشاكل فجاءوا إلى مصر "أقرب منطقة نطلب فيها لجوء"، خلال تلك الأعوام داومت على تعريق من حولها بالحكي عن قبيلتها وعاداتهم وتقاليدهم في السودان.
منذ ثلاث سنوات حين تركت سمر الجراح بلدتها سوريا وجاءت إلى مصر، شغل عقلها الأحوال الاقتصادية، كيف تتغلب عليها "في بلدي كنت ست بيت ما جربت اشتغل"، لكن بوجودها في بلد جديد كان لزامًا عليها إيجاد مهنة "أول إشي فكرت فيه هو الطبخ، هاذ الشغلة اللي بعرف أعملها، وأهل مصر بيحبو الأكل السوري".
في ذلك اليوم أعدّت السيدة السورية صنوف مختلفة من الطعام، لكنها راعت تعرضها لحرارة الشمس فاختارت طعام لا يفسد بسببها، فامتلأت طاولتها بالكبة السورية، يلانجي (ورق العنب)، فتوش، حراء بإصبعه وفاصوليا بزيت الزيتون، تمتلك سمر حاليًا مطبخًا خاصًا بها فيما أصبح لديها فريق عمل "بنعمل الأكلات في بيتي وبنوصل أوردرات، بننبسط وإحنا بنشتغل وبنبسط الناس بأكلاتنا".
منذ عام 1992 جاءت حفصة إبراهيم إلى مصر، اختارت في ذلك اليوم أن تُعرِف الحاضرين على بلدتها السودان من خلال الطعام، أبرزهم العصيدة والكِسرة، التي تُعد من أعلام المطبخ السوداني، تتحمس السيدة الخمسينية لمثل هذه الفعاليات "بشوف ناس تانية وبتفرج على عادات مختلفة".
وكما تُقدم حفصة طعامها كسفير لبدلها، تُحب تجربة الأطعمة الموجودة من دول مختلفة حتى تتعرف عليهم "جرّبت أكلة حبشية اسمها زقنة، بتتعمل بالفراخ والبيض والصلصلة"، تسعد السيدة الخمسينية حينما يأتي أحدهم إلى طاولتها لتناول الطعام، تحسبه مكسبين مالي ومعنوي من التعريف ببلدها التي لم تنساها.
كذلك قدمت اليمن نفسها من خلال الطعام، على طاولة مبادرة اليمن السعيد تنوعت المأكولات، على رأسها البن اليمني، كما يحكي عارف العزازي رئيس المبادرة "جيبنا نواشف حتى لا تفسد من درجة الحرارة العالية"، فكان للبطاطا بالحُمر مكانًا، الهريسة، والشراب التقليدي الذي يسمى القديد.
فيديو قد يعجبك: