لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ما بنخدش بالباقي لبان".. قرار مواطنين للتعامل مع ارتفاع الأسعار

08:06 م الأربعاء 27 يونيو 2018

كتب- محمد مهدي:

نقاشات دارت في البيوت المصرية بعد ارتفاع الأسعار، خاصة الزيادة الأخيرة في الوقود التي ألقت بظلالها على السلع والمواصلات وغيرها من التفاصيل اليومية للمصريين، كان الحديث يدور عن الحلول للتعامل مع الزيادة، من بينها التعامل بحزم مع "البواقي" البسيطة التي تُترك في المحال والمطاعم والأكشاك والمواصلات "كل جنيه دلوقتي بقى بيفرق" يقولها محمد نبيل، الذي بات لا يتهاون في تلك النقطة - بحسب تعبيره.

في زمن ليس بعيدًا، كان نبيل يتعامل مع "البواقي" حسب رؤيته للبائع أو السائق "لما أحس إنه بيحاول يضحك عليا مش بسيبها، لكن في أي حالة تانية ما بدقش" لكن الأمور تغيرت بعد زيادة الأسعار عدة مرات "بقيت بعمل أكتر من حل غير إني أسيب الفكة الصراحة".

مؤخرًا صار نبيل الذي يسكن في حلوان يحاول شراء منتجات "بمبلغ مقبول ما ينفعش يتبقالي حاجة، لأن البياعين ممكن يعطلوا الواحد ويضايقوه" وأحياناً يظهر في حالة إصرار البائع على منحه "بالباقي لبان" يتصرف بهدوء لكنه يستعيد جنيهاته بفكرة بسيطة "مرة خدت بــ 2 جنيه لبان، فضلت محوشهم، وروحتله تاني يوم اشتريت حاجة بـ 7 جنيه إديته خمسة واللبان وسبته قبل ما حتى يعترض".

لا توجد مشكلة بين نبيل والبائعين أو السائقين، لا يفكر بندية أو يُخطط لإحداث مشاكل "الواحد مش ناقص وجع دماغ" لكنه قرر عدم ترك حقه من النقود مهما كان بسيطًا "ودا حقي، لأن البياع عمره ما هيأخد أقل من فلوسه حتى لو ربع جنيه. حيلة أخرى يتصرف بها مع المطاعم والكافيهات والانتقالات "بستخدم الدفع الإلكتروني، دا بيوفر عليا الجدال حولين الباقي".

لسنوات كانت ياسمين سيد لا تلتف كثيرًا إلى النقود المتبقية من عملية الشراء، هناك حالة من الحرج تتملك المواطنين للسؤال عن "البواقي" خاصة في المواصلات الكبرى "الواحد بيبقى واقف في طابور وناس وراه فبيتكسف، بس دلوقتي بقيت بطلبه لأنه حرام في الغلا دا نسيب حقنا".

في المحلات الصغيرة بأكتوبر، حيث تسكن ياسمين، تحمل السيدة ورقة بها قائمة لمنتجات رخيصة السعر "زي أكياس الملح أو مرقة الدجاج" وعندما يؤكد صاحب المكان على عدم وجود "فكة" تُخرج الورقة وتشتري بما تبقى من نقودها "الحاجات اللي فعلًا هاحتاجها وممكن أخزنها حتى لو مستخدمتهاش على طول".

أيضًا في مطاعم "التيك أواي" الارتباك كان دائمًا سيد الموقف "تلاقي الكاشير بيقولكم مليون حاجة وأنت وراك طابور، فتتلغبط وتدفع الفلوس من غير ما تراجع وتمشي" الآن باتت ياسمين تحسب جيدًا في الخروجات العائلية سعر الوجبات وتمنح المطعم "الفلوس بالضبط" وحين يسخر منها أحد الأصدقاء "دي شوية فكة وخلي الناس تسترزق" ترد بوضوح "هما بياخدوا تمن الأكل وفلوس الخدمة والضريبة كمان بقيت علينا، أسيب فلوس تاني ليه؟".

مؤمن محمد، رب أسرة مكونة من زوجة وطفلتين، يسكن في الهرم، لديه وجهة نظر فيما يخص "الفكة" إنه يشعر "إنه حرام الصراحة مع الأسعار المولعة إني أرمي فلوسي حتى لو كام جنيه" خاصة أن الطرف الآخر دائمًا يضع ارتفاع الأسعار على كاهل الزبائن ولا يتحمل شيئَا.

لاحظ مؤمن في الآونة الأخيرة أن "الناس بتتتساهل مع بعض أكتر من البياعين والسواقين" يقول إن المواطن يشعر بما يعانيه الآخر من ارتفاع الأسعار "عشان كدا لو فيه باقي بفضل أديله لزبون معايا" لأنهم هم فقط من يتحملون نار الغلاء.

"اللبان، الأرواح، كيس كاتشب" هي من أشهر "البواقي" في الأكشاك، اكتفى حسن خالد من الأمر "وبقيت بتعامل باحترافية شديدة مع موضوع الباقي دا" يقولها ضاحكًا، إذ يمشي دائمًا بجنيهات كثيرة "فكة" تجعل التعامل مع البائعين يمر بسلام "هي بتعمل شخللة بس أحسن كتير من إني أدفع فلوس زيادة في كل مكان".

يعلم خالد أن الكافيهات الكبيرة من الصعب أن يحصل على باقي الفاتورة "بتفادى أدخل كافيهات، بقعد في أماكن عامة وأجيب مشاريب من أي كُشك" في مكاتب البريد يرفض الآن الحصول على "الدمغة اللي بجنيه اللي مبعملش بيها حاجة" يتصرف بحزم منعًا للردود الخائبة التي تصله في تلك الأماكن.

هل جنيهات قليلة تُشكل فارقًا في حياة المواطن المصري حالياً؟ "لو جمعنا كمية البواقي اللي بنسيبها في الشهر هتدخلها في 100 جنيه وأكتر، دول ينفعوا طبعًا" أو أن يدفع بها إلى المحتاجين أفضل، هم في أمس الحاجة لتلك الجنيهات في هذا الزمن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان