لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قبل الامتحانات.. مديرة مدرسة لبنانية ترسل خطابات لتوعية أولياء الأمور

11:32 ص الثلاثاء 30 يناير 2018

ليلى لحاف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق لأحمد:

حين قررت ليلى لحاف كمديرة مدرسة، إرسال خطاب لأولياء أمور الطلاب، قبل الامتحانات، تحثهم فيه على مراعاة قدرات أولادهم وعدم تعنيفهم إن لم يتفوقوا في النتائج، لم تتخيل السيدة أن تحظى تلك الخطوة بصدى يتجاوز حدود بلدها لبنان.

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة نص خطاب موقعًا باسم مديرة مدرسة ثانوية ستارز كولدج في لبنان، ومن بين ما جاء فيه "أنا على علم مسبق أنكم تواقين كي يفلح أولادكم. ولكن أرجوكم أن تتذكروا أنه بين هؤلاء الأولاد الممتحنين يوجد الفنان الذي ليس بحاجة إلى من يفهم الرياضيات. وذاك الذي يتحلى بحس الموسيقيين فلا تؤثر فيه علامات الكيمياء، وهناك الرياضي الذي تهمه لياقته البدنية أكثر من الفيزياء...".

كان ذلك في ديسمبر المنصرم، قبل امتحانات الفصل الدراسي الأول، حين اطلعت ليلى صدفة على رسالة كتبها مدير إحدى المدارس في سنغافورة ووجهها لأهالي الطلاب قبل الامتحانات "حدا من رفقاتي عملي تاج على فيسبوك لهاي الرسالة، لأنهم بيعرفوا اهتماماتي" تحكي مدير المدرسة لمصراوي عن بداية الفكرة.

انجذبت السيدة الأربعينية للطرح، واجتمعت في اليوم التالي مع إداريين المدرسة لعرض الأمر، تناقش الجميع، وخرج مَن عارض الفكرة بدعوى أنهم ليسوا مضطرين لعمل ذلك، غير أن مديرة المدرسة أخبرتهم عن شعورها أن الرسالة سوف تترك أثرًا جيدًا، فاتفقوا على خوض التجربة.

بعد ترجمة الرسالة الأصلية لمدير مدرسة سنغافورة إلى العربية، تم الإشارة في نهايتها أنها منقولة حتى لا يظن أحد أنها من تأليف ليلى، ثم تسلم 920 طالبًا في المدرسة الخطاب ليعطوه إلى أولياء أمورهم.

"ما كانت مفاجأة لأننا معودين الأهل على هيك أفكار" تُعلق مديرة المدرسة على استقبال أولياء الأمور للخطاب، موضحة أنها المرة الأولى التي تُفعل فيها الإدارة ذلك، لكنهم دائمًا ما يتواصلون مع أهالي الطلاب عبر لقاءات شخصية أو ندوات أشبه بورش عمل كما تصف ليلى.

تضم مدرسة ستارز كولدج، طلاب بداية من الروضة في عمر 3 سنوات وحتى المرحلة الثانوية. منذ تأسيسها عام 2011 بمدينة النبطية اللبنانية، ويعمد طاقم المعلمين على إرساء أسلوب مختلف في تقديم التعليم للطلاب حسب قول ليلى.

تذكر مديرة المدرسة، ما فعلته قبل أسابيع قليلة، لمحاولة علاج مشكلة بعض الطلاب مع دراسة التاريخ والمواد التي تحتاج لشيء من الحفظ "اتفقت وياهم أن التاريخ اللي بياخدوه نهار تاني يوم بينزلوا لعندي، ونقسم الدرس على أسبوع كامل وفي الفسحة كل يوم بسمع لهم فقرة فقرة". وتركت ليلى للطلاب خيار المشاركة من عدمه.

وفي العام الماضي طبقت ليلى فكرة أخرى مع الطلاب؛ طرحت عليهم أن يقضي تلميذ أو اثنين معها في مكتبها نهار يوم دراسي كامل، يلازمونها بينما تتابع مسار العمل، وهو ما ترك أثرًا محمودًا كما تعبر مديرة المدرسة.

إلى جانب ذلك، تنتهج المدرسة الخاصة ما تقوم به مدارس أخرى في لبنان حسب قول ليلى: "لما بنعمل امتحانات ويبين لنا طالب متأخر في مادة المعلمين ملزمين يقعدوا معه بعد الحصص يدرسوا له في إطار خطة لمدة شهر أو 40 يوم"، وفي حالة بقاء الطالب على حاله يتم تحويله إلى ما يُعرف بالإرشاد النفسي والاجتماعي لربما يكون لديه صعوبات في القدرات التعليمية.

ترى ليلى أن إشعار الطلاب بالثقة وأن وجود المعلمين لمساعدتهم، له أثره المحمود، متذكرة رسالة كتبها لها أحد التلاميذ بعد مشاركتها متابعة الإدارة "حكى لي ما كنت فاكر أني بقدر أتابع كل هاي التفاصيل على الأرض وأعرف أن الموضوع ممكن يكون كتير صعب".

كذلك لم تخلُ ردود الفعل على الخطاب الموجه لأولياء الأمور من تعليقات أثرت بنفس ليلى؛ في اليوم التالي تلقت عبر هاتفها رسالة نصية من رقم مجهول، اتضح بعدها أنها والدة أحد الطلاب، أثنت فيها على إدارتها. وقتها تعجبت ليلى. لم تعلم حينها صدى النص المرسل "قلت شو صاير، شو عاملين بالمدرسة نحنا". ذلك قبل توالي الرسائل عبر صفحة المدرسة على فيسبوك، ثم اهتمام الإعلام اللبناني بما حدث.

"الموضوع أخد ضجة كبيرة لأنه مش مألوف يصير هيك قبل فترة الامتحانات" تقول ليلى، مُرجعة الأمر إلى الصورة الذهنية المأخوذة عن مدير المدرسة، بأنه الشخص المخول له العقاب دومًا، فيما تعمل السيدة الأربعينية على تحقيق غايتها مع الطلاب "يكون هاي التلميذ الإنسان اللي قادر يتأقلم مع بيئته ومجتمعه وكل شيء حواليه بطريقة سهلة وسلسة".

فيديو قد يعجبك: