"تراحموا".. طبيب يعالج الكلاب والقطط الضالة مجانًا

كتب- محمد مهدي:

منذ 3 سنوات، يعرف الذين يتعاملون مع الطبيب البيطري "محمود عوض الصياد" اهتمامه بمعالجة الحيوانات الضالة من كلاب وقطط الشوارع دون مقابل، لذا كثيرًا ما يلجأ إليه قاطنو منطقة حدائق أكتوبر وطريق الواحات والفيوم، في حالة عثورهم على حيوانات مصابة "أكتر حاجة بتفرق معايا إننا ننقذ الأرواح دي من الموت. ولحظة ما بتخِف بحس بسعادة كبيرة".

بدأ اهتمام "الصياد" بالكلاب والقطط البلدي في 2015، حينما لفت انتباهه "بوست" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من شاب عثر على كلب بلدي مُصاب بكسور وجروح في منطقة الشيخ زايد "طلب حد يحلق للكلب لأنه تعبان جدًا" حينما تواصل معه الطبيب الشاب وأخبره بالمجيء إليه في حدائق أكتوبر "وإننا هنتكفل بكل حاجة".

فور تلقي الاستجابة، هرع الشاب إلى "الصياد" استقبله الأخير في مستشفاه الخاص، أجرى فحوصات سريعة على الكلب البلدي ليكتشف "وجود نزيف داخلي وحالته خطرة" بدأ التعامل مع حالته باهتمام بالغ، قاموا بالإسعافات الأولية، ثم إجراء عملية جراحية، حتى تمكنوا من إنقاذه "لما حسيت إن مجهودنا منع الألم عن الكلب، قررت تعميم الموضوع". علق الطبيب لافتة داخل المستشفى وأعلن لزبائنه عن مبادرته الرحيمة.

على مدار السنوات الفائتة، تلقى "الصياد" 10 حالات ما بين كلاب وقطط "جميعهم عندهم كسور وكدمات، وأغلبهم اتخبطوا من عربية أو توك توك أو موتوسيكل" يغضب الطبيب الشاب من السلوك السيئ لعدد من المواطنين، الذين يتعاملون مع حيوانات الشوارع بعنف وعدم اهتمام "يعني لو الناس خدت بالها من الطريق، واستنت الكلاب تعدي، أحسن كتير من إنها تأذي الحيوانات".

لا يتقاضى "الصياد" أي أموال أو تبرعات مقابل معالجة الحيوانات الضالة "بنرفض، اللي بنعمله بيكون على سبيل الصدقة أو عمل خيري". أصعب تلك الحالات التي مرت عليه لكلب لديه كسور في قدميه ودرجة حراته منخفضة جدًا "فضل يتعالج 15 يوم لحد ما بقى كويس ورجع يتحرك على رجله" في تلك اللحظة شعر "الصياد" بالفخر.

عشق الطبيب البيطري للحيوانات لم يبدأ السنوات الأخيرة فقط، فسبق أن قرر دخول كلية طب بيطري بدلًا من طب بشري "مع إن التنسيق وقتها كان جايبلي طب بشري" غير أن شغفه بعالم الحيوانات دفعه إلى تغيير رغبته قبل بدء الدراسة "أنا فاكر لما روحت مكتب التنسيق أغير لبيطري، المسؤولة فضلت تقولي يا ابني بلاش، طب ادخل أسنان ولا صيدلة أحسن" يذكرها ضاحكًا.

مهمة "الصياد" لا تتوقف عند علاج الحيوانات، فعودتها إلى الشارع من جديد ستعرضها للخطر مرة أُخرى، لذلك يتواصل الطبيب البيطري مع جمعيات مختصة بتربيتها للحصول على أماكن مناسبة للمبيت وطعام جيد "وأوقات بيعرضوهم للتبني عشان حد يعتني بيهم".